كتب :محمود عيد موسى حسان
سمعنا فى الآونة الأخيرة عن رفض رؤساء تحرير صحف وطنيين مبالغ مالية طائلة جائتهم على سبيل الرشوة وكعربون محبة لاستمالتهم فى المساس بالتجربة الديمقراطية فى مصر وتشويه بعض الرموز الوطنية ومن حولهم ومن يؤيدونهم ،،،
والسؤال الآن الذى يحتاج لإجابة واضحة هل يوجد مرتزقة يختبأوون فى عباءة مهنة الصحافة ؟ هل للسلطة الرابعة فى مصر أن تعيد حساباتها وبيانات المشتغلين بها من جديد حرصاً على سمعتها وحفاظاً عن كيانها المصون ودورها الهام فى كونها مرآة للواقع المصرى بضمير وطنى ؟ هل لنقابة الصحفيين الآلية الحقيقية فى ردع هواة المشتغلين بالمهنة والمندسين فيها بأوامر من أمن الدولة والنظام السابق والذين يهرولون ليل نهار فى التكسب من خلالها بل والضغط على بعض مؤسسات الدولة لصالح تحقيق مصلحة شخصية أو إنهاء موافقات أوتصاريح لرجال أعمال ؟
وهل تخضع المؤسسات الصحفية الخاصة لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات ورؤساء مجالس إدارتها ورؤساء تحريرها لضمان عدم إستغلالها فى الكسب غير المشروع حرصاً على نزاهتها ؟ والحقيقة فى كونى رجلاً من رجال المال والأعمال ولست من المشتغلين بالمهنة والتى لا أرتقى يوماً لأن أشتغل بها فهى لها مواصفات خاصة ودراسات ومهارات وخبرات ولكنى حينما قررت أن أدخل المجال من خلال تأسيس صحيفة شعب مصر ،،
جلست مع العديد من رواد هذه المهنة العظيمة والذين لم يبخلوا عنى بالنصح والإرشاد ،، وفى ذات الوقت كان السؤال ؟
هل من الممكن تكوين كيان صحفى محترم وموضوعى ينقل الخبر كما هو على حقيقته ويكون مرآة للمجتمع دون تدخل إتجاهات سياسية تحكمه أو تمويل يسيطر على مفاصله ؟ الإجابة جائت من رموز المهنة نعم بالطبع ولكن هذا العمل يحتاج إلى إخلاص وصدق نيه لم نعهدها فى تاريخنا المصرى والوطنى المعاصر كما هى تجربة ZAMAN التركية أو BBC هل لهذا الحلم أن يتحقق وتختفى سطوة المال عن الصحف المصرية والإعلام بوجه عام بل وهل من الممكن أن يتكون لنا كيانات صحفية عملاقة تناهز صحيفة ZAMAN وهى تجربة فريدة بكل المقاييس ؟
ولمن لا يعرف عن تجربة ZAMAN التركية إنها بدأت من خلال رجل صالح أراد لها النجاح والعمل وفق قواعد وآليات محترمة دونما الضغط عليها من خلال التمويل أو الإعلانات فاختار أن يجعلها وقفاً لله تعالى لكى يحمى هذا العمل دون تدخل تدخل منه شخصياً فيدفع رواتبها ومصروفات الطباعة ورواتب العاملين من رئيس الجريدة وحتى الغفير دون الحاجة لأحد والعون من أحد .. فأصبح لكل إنسان يعمل فى الجريدة مساحة رائعة من الحرية ووازع رائع من الضمير لكى يعمل ويكتب ويكشف عن بؤر الفساد وينتقد الحكومة ويراقب التطورات المجتمعية دونما عناء .
وما جعلنى أتراجع أحياناً بل وأتأخر عن صدور العدد الأول منها هو عدة أشياء وأهمها أننى وجدت نموذج بذئ من الصحف يلاحقنى على التليفون الخاص بى عند وصول الخبر إليهم ويتكلم عن التجربة بطريقة مزرية وبذيئة وقاااااتلة
فمنهم من يتكلم بوقاحة عن استعداده للعمل معنا والمشاركة فى إستغلال صفحات الجريدة من أجل الفتك بالمنافسين ونحن معك ونساعدك وكثير من هذه التعبيرات القذره والبغيضه . ومنهم من طلب الجلوس معى فى طاولتى المعتادة بنادى اليخت على سيمفونية عزف وخطط عبقرية فى كيفية الإثارة واختلاق وفبركة الخبر وإدارته وطرق جهنمية لابتزاز رجال الأعمال والسياسيين ووجهاء المجتمع والضغط عليهم لتحقيق المصلحة وتحويل صفحات الجريدة لوابل من الإعلانات ؟
وبعدما تقيأت من الأفكار وقررت عدم الرد على هذا الهراء وهذا الشخص الموبوء والذى هو فى حقيقته عار على المهنة وعار على كل المصريين وعار على صعيد مصر الوطنى الحر الشريف حيث ذكر لى أمام حشد من الصحفيين أنك لابد من جعل هذا المشروع مشروعك الحقيقى وستجنى من وراءه الكثير وستزداد ثروتك وقوتك ؟؟
وبعدما تقيأت من عمله الحقيقى كسمسار أراضى وزراعات فى طريق أسيوط الغربى وهو يبيع ويشترى لرجال الأعمال كما قال ( بالمستند ) ؟؟؟؟ فقد قررت أن أراجع نفسى فى طريقة صدور الجريدة ومنهجها ووازعها وضميرها حيث حرصى التام بعدم الزج بها فى بركة فساد ورق تواليتات ومانشيتات لا تعبر عن روح الخبر أو واقع المستند
ومن هنا قررت عدم الرد عليه نهائياً هو وشريكه الذى يسميه ( رئيساً لمجلس الإدارة ) وكما يشتكى منى فى صحيفته الصفراء بأننى لا أقوم بالرد عليه نعم لن أرد عليه ؟ فهو فى الحقيقة يتحمل كل ( إنقلاب معوى ) يصيبنى حينما أجد إسمه الموتور على شاشة هاتفى وكل المعاناة التى أتحملها مستشعراً بشياطين الإنس والجن تحوم حولى .. فإذا به يقود حملة هابطة من الطراز المعروف لأمثاله وأشباهه ليورط بعض الصحف فى أهداف شخصية بغيضة ويجعل منهم عرضه للمسائلة القانونية ووقف الصدور.