كتب : محمود عيد موسى حسان
أخشى وأن تتحول مصر إلى مملكة من ممالك الغضب ، ففى مواجهة أركان الدولة العميقة ذات الحصون المنيعة والقدرات المالية والتقنية والفنية الهائلة.. نجدهم هنا وقد توغلوا فى جميع أطراف وأركان الدولة المصرية على مدار عقود .. بل وأحاطونا وأحاطوا مناصبهم بسياج المنفعة والمصلحة فأمسكوا بنا مسك السوار بالمعصم ..
ولك الله يا مصر .. وهل هم يعبأوون بمصر ؟ بالطبع لا .. فمصر لا تمثل لهم شيئاً على الإطلاق .. إنهم سماسرة البشر : يتحدثون عن الفقراء وينهشون ظهورهم كل يوم وكل لحظة .. ويهتفون بالديمقراطية وهم أكثر الناس جهلاً وتخلفاً عن ركب الحضارة .. ويتشدقون باسم السيادة المصرية وهم أول اللاهثين على أقدام الغرب والشرق طاعنين فى سيادة القرار المصرى .. لقد أفسدوا حياتنا كذباً وزوراً وبهتاناً .. فهم يحتمون بالعسكر ويهتفون ضدهم ..
بل ويحتمون بالشرطة ويقذفونها بالمولوتوف .. ينادون بالحرية والإنتخابات فإذا أتت بغيرهم تراهم بها كافرين .. يهتفون ليل نهار باستقلال القضاء وإذا بهم يقيمون له منصة سياسية .. هم رويبضة هذا الزمان وخوارج هذا العصر .. فتراهم على كل ألوان الطيف يتشكلون يوماً هنا ويوماً هناك .. كالأفاعى وسط رمال الصحراء غير عابئة بما تقذفه من سهام السم لتقتلنا به ... فمصطلح رئيسا لكل المصريين لديهم مصطلح معيب وفاسد ..
فهم يريدون منه أن يتغافل عن المليارات التى نهبت وأراضينا التى وزعوها ملكيات وأبعديات خاصة لهم ولذويهم بل ووهبوا مقدراتنا ورهنوا نسائنا وأطفالنا على أعتاب صالات القمار فى دبى ..و بعثروا الغالى والنفيس ! وكلما نبش لهم قبر .. وكلما تحركت الدولة تجاه ما سلبوه .. رأينا الهيجان والثورة ! .
وعلى الفور تسلط الأضواء على الشوارع والميادين فتمتلئ بحشود الباطل وشعارات الزيف والهوان ! إنهم يستميتون من أجل خراب مصر وهم على ثلاثة أصناف : .. الأول: شركاء ورفقاء مبارك وعائلته ومتورطين معه فى قضايا نهب وفساد ويومياً تنبش لهم قبور . أما الثاني: صنف آخر من المنتفعين والمرتشين وأصحاب المصلحة المباشرة فى بقاء الوضع على ما هو عليه . أما الثالث: وهو الصنف الذى تنكبت له صناديق الإقتراع وفشل فى أن يحصد منصباً سياسيا مرموقا من خلال الصندوق أو من اختيار الرئيس .. كما أن جميعنا يدرك حجم الشراكات وحالة التزاوج التى تمت بين المال والسلطة فى عهد مبارك بما فيهم من رجال أعمال مصريين وعرب وعجم ..
وهنا نتسائل / من هم ؟ وأين أموالنا منهم ؟ أليست هذه هى نفس الأموال االتى يمول بها خراب مصر وضياع أهداف الثورة وانهيار الأمن والإقتصاد على مدار العامين ؟ وما كل هذه القنوات التى انهمرت علينا كالمطر ؟ .. ومن أين لمبارك بأن يتصالح بكل هذه الملايين المدفوعة لنيابة الأموال العامة ؟ وما هو مصدر هذه الأموال هل هى بالفعل من شركاء الوطن أم العرب أم العجم ؟ ونريد الإجابة ! لقد أرادوا لنا الإنهيار التام ..
فإذا ما خرجنا من مكيدة توجهنا لكذبة .. ثم انطلقنا لإشاعة فتوجهنا لمؤامرة ثم لمظاهرة ومن ثم لهيجان إعلامى ووأخيرا لتعطيل مؤسسات الدولة ومصالحها عن العمل وتهييج العمال والنقابات ... مع المحاولات الدؤوبة للتعتيم على تقدم أى ملف إقتصادى أو سياسى . لقد أرادوا صرف الأنظار عن المليارات التى تم تحويلها عام 2011 خارج البلاد .. فتوجهت سهامهم المسمومة للرموز الوطنية ولتخويف الشارع المصرى من الدين ومن الدستور ومن الأخونة ومن الإنتخابات ومن سيطرة فصيل سياسى واحد.لقد حشدوا واستمالوا كل من كان له مصلحة فى القضاء على الثورة ولاستغراق مصر فى بحور ظلامية من الشك والسفسطة والجدل والنزاع . والحقيقة وما أتوقعه هو أننا مقبلون على مملكة من ممالك الغضب
.. فالشعب المصرى بدأ يضيق ذرعاً بطغيانهم وبإعلامهم وبنخبتهم فهم سحرة فرعون اللامعين .وهم حطام نظام فاسد بدأنا نلمح ضآلته . كما أن الأجهزة الرقابية والرقابة الإدارية التى عاشت تحت السمع والطاعة وكانت تحت سيطرة مرشدها الأقدس مبارك قد تبدلت وأصبحت تعمل للوطن وللمواطن ..
أما الخطر وكل الخطر فى العدالة التى يتم التلاعب بها لتصبح فى محك الإشتباك السياسى مع الثورة المصرية وأخيراًآآآ أنه كلما اقترب وقت الحساب إزداد الصراخ والعويل وازدادت طبول الإعلام فزعا وحربا ومن هنا وبعد عامين من تاريخ الثورة المصرية المجيدة نقولها للكآآآآفة :
إن للثورة المصرية مخالب وأنياب وجب لها الخروج الآن قبل ثورة الغضب التى قد تودى بحياتنا جميعا مع ثورة شعب يزداد فقرا وجوعا بل وتنهار حياته وتنهب مقدراته وتزداد به الأيام سوءا لتودى بنا إلى مملكة من ممالك الغضب