قد يتعجب البعض عند اختيار شخص محدد من بين مجموعة من الزملاء ليتقلد منصبا قياديا أو لنيل ترقية مرموقة بالرغم من معرفة المحيطين به فى العمل بأنه ليس الأكفأ مهنيا، كما يشكو بعض الشباب الذين عكفوا طول حياتهم على اكتساب شهادات لا حصر لها فى أصعب التخصصات فى أكبر الجامعات
من أنهم لم يوفقوا فى العمل المرموق الذى يلائم مستواهم العلمى أو تكاليف تعليمهم مما يتسبب فى إحباطهم لعدم معرفتهم السبب الخفى دائما وراء ذلك، وقد يظل البعض عاكفا على تنمية مهاراته المهنية من اكتساب شهادات جديدة فى تخصصه لكن دون جدوى, وكثيرا ما نفاجأ بأن تقييم الخبراء فى مجال إدارة الموارد البشرية للمتقدمين للوظائف مختلف عن المتوقع ، فنجدهم يفضلون شخص عن الآخر ليس على المعيار المهنى فقط ولكن لمعايير واعتبارات أخرى.. فهل يرجع ذلك إلى أن التفوق المهنى أصبح “مودة” قديمة ينظر لصاحبها على أنه “شخصية علمية نظرية بحته”، لا يفقه إلا فى علمه فقط؟! ترى ما هى المعايير التنافسية الحديثة التى تنظر لها أغلب القيادات بالمؤسسات فى عمليات التقدم للوظيفة أو لتقلد المناصب المرموقة؟
هذا التساؤل كان محور الندوة التى تحدثت فيها د.آيـة ماهــر أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الألمانية وعضو المجلس الأعلى للثقافة ضمن مشاركتها فى أنشطة محافظة أسوان للشباب ونوادى المرأة الثقافية، حيث جاء تركيز الندوة على ضرورة وأهمية تنمية المهارات الحياتية للشباب والمرأة من أجل الارتقاء بتنافسيتهم. وأكدت د.آيه أن المهارات الحياتية للشباب من الجنسيين وللمرأة تحديدا تعتبر المدخل الرئيسى لتسويق مهارتهم المهنية وشهادتهم العلمية، حيث يصعب تقييم الأشخاص بالمعيار الصحيح لهم حتى من جانب الخبراء المتخصصين فى ظل غياب تلك المهارات التى تعبر عن الشخصية، وتشمل أسلوب الحديث و نبرة الصوت واستخدام تعبيرات الوجه بشكل مريح غير مصطنع دون مبالغة، والتعاملات الدقيقة من خلال الرسائل الالكترونية، حيث يمكن أن يضر أسلوب الرسالة عبر “الإيميل” بصاحبها إذا لم يكن ملماً بالأسلوب المحترف للتواصل الالكترونى مثلا ، كذلك الذكاء الاجتماعى فى معرفة واستنباط وقع العبارات المقبولة أو المستفزة لدى المتلقى ، هذا بالإضافة إلى مهارات تتعلق بالتعامل مع ذوى الطبائع الصعبة و المهارة المتعلقة بإدارة ضغوط العمل التى أصبحت من الضروريات العصرية والتحلى بالتفكير الإيجابى الذى يشعل التحفيز الذاتى للفرد والتكيف مع ضغوط الحياة، والعمل باعتبار أن كل هذه المهارات أصبحت ضرورة عصرية مماثلة للمهارات المهنية التى يصعب تقييمها بالشهادات رغم أنها تأخذ حيزا كبيرا من قبل القيادات.
كما ركزت الندوة على المحور الخاص بتنمية مهارات الشباب من الجنسين والمرأة فى التواصل مع الآخرين باعتباره من أهم المهارات الحياتية ومدخلا لقبول الأخر أو الاقتناع بما يقوله, ويرجع سبب تدنى هذه المهارات إلى قلة استخدامها واستبدالها بوسائل الاتصالات الحديثة والسريعة المتمثلة فى «الفيس بوك» و الشات عبر المحمول وغيرها من الوسائل المختصرة الحديثة التى أفقدت الكثيرين التعاملات السوية والمحترفة فى التواصل وجهها لوجه والتى تشمل أساليب التحدث بلباقة واستخدام لغة الجسد من تعبيرات الوجه والأيدى ونبرة الصوت و توضيح مخارج الألفاظ .. كما أوصت الندوة بالاهتمام بتنمية مهارات التواصل لدى الشباب والمرأة بأساليب عملية بسيطة وغير مكلفة من خلال الاطلاع على الإرشادات البسيطة لتنميتها عبر «الإنترنت» أو مشاهدة تسجيلات لخبراء الإدارة عبر «اليوتيوب» أو المشاركة فى بعض برامج التنمية البشرية إن أمكن، كذلك حضور الملتقيات الشبابية العامة فى الجامعات ومراكز الشباب والتدرب على التحدث أمام الجموع فى هذه الملتقيات وطلب تقييم المقربين من باب التحسين المستمر.
أخيرا تنصح د. آية كل سيدة قائلة: إن تنمية أى من تلك المهارات الحياتية يحتاج لبعض المقومات المطلوبة منك، مثل عزم النية والإصرار للوصول للمستوى المنشود، كذلك التدريب الشخصى المستمر دون ملل أو إحباط، وتقبل نقد الآخر من أجل التحسين المستمر، بالإضافة إلى الانخراط والانفتاح على التواصل مع الآخرين والتجارب المختلفة حتى لو كانت تجارب سلبية، واعلمى أن مدخلك دائما إلى تفوقك المهنى هو مهارتك الحياتية .
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |