المهاجر إيماناً
{ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ }
من المهاجر إلى يوم القيامة؟
الذى هجر المحرمات، والذى هجر المعاصى، والذى هجر الفواحش، والذى هجر الإثم، والذى هجر الوقوع فى الذنب، والذى هجر الأفعال التى تُغضب الله كلها إن كان كبائر أو صغائر، وهجر الأقوال التى تُغضب الخلق كلها إن كانت سباً أو شتماً أو لعناً أو غيبة أو نميمة أو قذف أو سحر أو ما شاكل ذلك.
يسلم الناس منه جميعاً لأنه هجر كل ما يؤدى إلى غضب الله عز وجل عليه، أو كل ما يؤدى إلى إغضاب الخلق منه لشر فعله نحوهم أو سوء أصابهم به حتى ولو كان لا يدرى لأن المؤمن لا يفعل ولا يقول إلا ما يُرضى الله عز وجل عنه، فهذه هى الهجرة، أن يهجر الإنسان كل ما نهى الله عنه.
ولذلك يجب على كل واحد منا مع بداية العام الهجرى أن يراجع نفسه، ماذا هجرت من المعاصى؟ وماذا تبقى لكى أهجره من المعاصى؟
وإذا أردت أن أكون أعلى فى المقام، فيكون ماذا هجرت من الأخلاق القبيحة حتى أتجمل بالأخلاق الكريمة؟
هجرت سوء الظن مثلاً! هجرت الكذب! هجرت الأثرة والأنانية! هجرت النظر إلى المسلمين بعين تتطلع إلى ما فى أيديهم وإلى ما عندهم من خيرات وتتمنى زوالها، أو الحصول عليها ومنعها منهم ..... فكل هذه الأشياء تحتاج إلى هجرة.