هناك أسواق تجارية بالمولات توجد بها كل شىء، يذهب إليها الكثير ولكن أسعارها المرتفعة لا يقدر عليها أصحاب الطبقة الفقيرة ولكن تساوت الرؤوس بسوق الخميس، فهو سوق حقيقى يوجد به كل شىء فعلاً من الإبرة للصاروخ.
سوق الخميس يوجد بحى المطرية يوجد به كل ما يحتاجه المنزل، ويأتى إليه البائعون يوم الخميس من كافة المحافظات، مهما كانت ظروف البلد مهما كان ارتفاع الأسعار، بحثاً عن رزقهم، فالمعظم منهم على هذه الحال منذ سنوات كثيرة، فالسوق لا يتخصص بالمأكل فقط، ولكن يوجد به الملابس الجديدة والمستعملة وأوانى المطبخ والأقمشة والأجهزة الكهربائية وغيرها من الكثير.
فى بداية جولتنا تقابلنا مع رجب مرسى وزوجته سعادة عبد المحسن، يجلسا بمدخل سوق الخميس بملابس مستعملة، يأتيا من الساعة السابعة صباحاً لكى يجدا مكاناً على الرصيف قبل تكدس الزحام، كما أنهما لا يقدرا أن يذهبا لأسواق أخرى لكبر سنهم، فهم لا يأتوا بفرشتهما إلا لسوق الخميس فقط منذ 30 عاماً لأنه من أقرب الأسواق إليهما، وعلى الرغم من أنهما يبعا القطعة بـ2 جنيه يعانيا من الرقود فى البيع وعدم إقبال الزبائن على السوق مثل ذى قبل، وعندما سألنا رجب من يشترى ملابس قديمة ومستعملة؟ قائل "الغلابة إلى زينا" غير القادرين على شراء الملابس الجديدة، فكل شىء بالسوق له زبونه.
الحاج عادل محمد ماهر يبلغ من العمر 60 عاماً، هو محل أقمشة متنقل، فهو ليس لديه مكان محدد، فيتواجد بالأسواق اليومية مثل سوق الأحد والثلاثاء، وأيضاً تحدثنا معه بسوق الخميس، فالحاج عادل من بنها ويأتى لسوق الخميس لفرش خيمة القماش، والذى قال فى بداية حديثه معنا "الدنيا مولعة" ورمضان السنة دى غير كل سنة، فهو يأتى بظروف سيئة بسبب أحوال البلاد، فلا يوجد إقبال والبضاعة غالية والربح قليل، وده أكل عشنا، ليختم الحاج عادل كلامه "إحنا لازم ننزل ونشتغل الدنيا مش هتقف".
أما سوق الخضار فمعظمه يشهد انخفاضاًَ فى الأسعار كما قال "الحاج محمود"، الذى يجلس بفرش الطماطم، ويقول إن سعر الطماطم انخفض عن قبل، ولكن لا يوجد إقبال على السوق فشهر رمضان كان يعرف بالزحمة وتكدس الأسواق، وقالت الزبونة أم أحمد "طيب الطماطم مجنونة وبتغلى وبترخص.. طيب اللحمة والفراخ والفاكهة نعمل أيه أنا قادرة على شرائهم، غيرى لا يقدر ولا يتذوق طعم اللحمة دى غير فى "رمضان" ربنا يرحمنا فى زمن ارتفاع الأسعار".
"الحاجة نعيمة" تجلس بأربع بطات وسط سوق الخميس "مستنية الفرج" تأتى يوم الخميس وقت السوق فقط، تقول "مش ده سوق الخميس بتاع زمان كانت العربيات مكنتش تعرف تعدى من الزحمة، لكن النهارده السوق فاضى لا يصبح مثل قبل، وده طبيعى لأن الأسعار مرتفعة" ثم قالت الجاجة نعيمة بتعبيرات حزينة "أنا من ساعة لما جيت النهارده، لم يأتى زبون واحد".
الفشة والكرشة أكله شعبية يحبها الكثير، ولكن فى الظروف إلى إحنا فيها دى مابقاش حد يحبها "جمال" صاحب المسمط يقول نبيع آه طيب عشان نبيع كل حاجة غالية والسوق النايم الزبون ييجى يسأل على السعر يتصدم ويمشى وإحنا مش هنبيع بالخسارة يعنى.