السموات كرة مستديرة ----- وهذا هوا الاثبات قبل امريكا
الآية : البقرة 29 {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً}
"خلق" معناه اخترع وأوجد بعد العدَم.
وقيل : "خلق لكم"
أي من أجلكم.
وقيل :
المعنى أن جميع ما في الأرض منعم به عليكم فهو لكم. و :
إنه دليل على التوحيد والاعتبار.
استدل من قال إن أصل الأشياء التي ينتفع بها الإباحة بهذه الآية وما كان مثلها - كقوله : {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} [الجاثية : 13] الآية –
حتى يقوم الدليل على الحظر. وعضدوا هذا بأن قالوا : إن المآكل الشهية خلقت مع إمكان ألا تخلق فلم تخلق عبثا ، فلا بد لها من منفعة. وتلك المنفعة لا يصح رجوعها إلى الله تعالى لاستغنائه بذاته ، فهي راجعة إلينا. ومنفعتنا إما في نيل لذتها ، أو في اجتنابها لنختبر بذلك ، أو في اعتبارنا بها. ولا يحصل شيء من تلك الأمور إلا بذوقها ، فلزم أن تكون مباحة. .
و الصحيح في معنى قوله تعالى :
{خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ}
الاعتبار.
يدل عليه ما قبله وما بعده من نصب العبر : الإحياء والإماتة والخلق والاستواء إلى السماء وتسويتها ، أي الذي قدر على إحيائكم وخلقكم وخلق السموات والأرض ، لا تبعد منه القدرة على الإعادة. .
- وعن الانفاق
قال علماؤنا رحمة الله عليهم :
فخوف الإقلال من سوء الظن بالله ، لأن الله تعالى خلق الأرض بما فيها لولد آدم ، وقال في تنزيله :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً}
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} [الجاثية : 13].
فهذه الأشياء كلها مسخرة للآدمي قطعا لعذره وحجة عليه ، ليكون له عبدا كما خلقه عبدا ، فإذا كان العبد حسن الظن بالله لم يخف الإقلال لأنه يخلف عليه ، كما قال تعالى :
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ : 39]
وقال :
{فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل : 40]
، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله تعالى :
سبقت رحمتي غضبي يا ابن آدم أنْفِق أنفق عليك يمين الله ملأى سحّا(اى كثير العطاء والبركة)
لا يغيضها( ينقصها)شيء الليل والنهار" .صحيح
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا" . متفق علية
وكذا في المساء عند الغروب يناديان أيضا ، وهذا كله صحيح رواه الأئمة والحمد لله.
فمن استنار صدره ، وعلم غنى ربه وكرمه أنفق ولم يخف الإقلال ، وكذلك من ماتت شهواته عن الدنيا واجتزأ باليسير من القوت المقيم لمهجته ، وانقطعت مشيئته لنفسه ، فهذا يعطي من يسره وعسره ولا يخاف إقلالا.
وإنما يخاف الإقلال من له مشيئة في الأشياء ، فإذا أعطي اليوم وله غدا مشيئه في شيء خاف ألا يصيب غدا ، فيضيق عليه الأمر في نفقة اليوم لمخافة إقلاله.
روى مسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
"انفحي أو انضحي أو أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي عليك" .حسنة الالبانى
وروى النسائي عن عائشة قالت :
دخل علي سائل مرة وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرت له بشيء ثم دعوت به فنظرت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أما تريدين ألا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا بعلمك"
قلت : نعم ، قال :
" مهلا يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عز وجل عليك" .
قوله تعالى :
{ثُمَّ اسْتَوَى}
"ثم"
لترتيب الإخبار لا لترتيب الأمر في نفسه.
والاستواء في اللغة :
الارتفاع والعلو على الشيء ، قال الله تعالى :
{فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون : 28] ، وقال
{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف : 13] ،
واستوت الشمس على رأسي واستوت الطير على قمة رأسي ، بمعنى علا.
وهذه الآية من المشكلات ، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه
1.، قال بعضهم :
نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها ، وذهب إليه كثير من الأئمة ، وهذا كما روى عن مالك رحمه الله أن رجلا سأله عن قوله تعالى :
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5]
قال مالك :
الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأراك رجل سوء أخرجوه.
2.وقال بعضهم :
نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة. وهذا قول المشبهة.
3. وقال بعضهم :
نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها.
" وقال سفيان بن عيينة وابن كيسان في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} :
قصد إليها ، أي بخلقه واختراعه ، فهذا قول.
وقيل :
على دون تكييف ولا تحديد ، .
. والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع الحركة والنقلة.
و يظهر من هذه الآية أنه سبحانه خلق الأرض قبل السماء ، وكذلك في "حم السجدة".
وقال في النازعات :
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات : 27]
فوصف خلقها ، ثم قال :
{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات : 30].
فكأن السماء على هذا خلقت قبل الأرض ، وقال تعالى
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [الأنعام : 1]
وهذا قول قتادة :
إن السماء خلقت أولا ،
وقال المفسرين
: إنه تعالى أيبس الماء الذي كان عرشه عليه فجعله أرضا وثار منه دخان فارتفع ، فجعله سماء فصار خلق الأرض قبل خلق السماء ، ثم قصد أمره إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وكانت إذ خلقها غير مدحوة.
و أصل خلق الأشياء كلها من الماء لما رواه ابن ماجة في سننه ،
عن أبى هريرة قال قلت : يا رسول الله ، إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني ، أنبئني عن كل شيء. قال :
"كل شيء خلق من الماء"
فقلت :
أخبرني عن شيء إذا علمت به دخلت الجنة. قال :
" أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وقم الليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام" . الصحيحة
قال أبو حاتم قول أبي هريرة :
"أنبئني عن كل شيء"
أراد به عن كل شيء خلق من الماء. والدليل على صحة هذا جواب المصطفى عليه السلام إياه حيث قال :
"كل شيء خلق من الماء" وإن لم يكن مخلوقا.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يحدث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن أول شيء خلقه الله القلم وأمره فكتب كل شيء يكون" الصحيحة
ويروى ذلك أيضا عن عبادة بن الصامت مرفوعا.
قال البيهقي :
وإنما أراد - والله أعلم - أول شيء خلقه بعد خلق الماء والريح والعرش "القلم".
وذلك بين في حديث عمران بن حصين ، ثم خلق السموات والأرض.
{فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}
ذكر تعالى أن السموات سبع.
ولم يأت للأرض في التنزيل عدد صريح لا يحتمل التأويل إلا قوله تعالى :
{ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق : 12]
وقد اختلف فيه
، فقيل :
ومن الأرض مثلهن أي في العدد ، لأن الكيفية والصفة مختلفة بالمشاهدة والأخبار ، فتعين العدد.
وقيل :
{وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} أي في غلظهن وما بينهن.
وقيل :
هي سبع إلا أنه لم يفتق بعضها من بعض
. والصحيح الأول ، وأنها سبع كالسماوات سبع.
روى مسلم عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين" .
ومن حديث أبي هريرة :
"لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين" متفق علية
قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ}
ومعنى سواهن سوى سطوحهن بالإملاس.
وقيل : جعلهن سواء.
قوله تعالى :
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
أي بما خلق وهو خالق كل شيء ، فوجب أن يكون عالما بكل شيء ، وقد قال :
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك : 14]
فهو العالم والعليم بجميع المعلومات بعلم قديم أزلي واحد قائم بذاته
اما :فى نزول الله الى السموات الدنيا فى ثلث الليل الاخر :
1-قال حماد شيخ البخارى واسحاق ابن راهوية :ما علية السلف من انة ينزل الى سماء الدنيا ولا يخلو منة العرش
2-وَأَمَّا مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ السَّمَوَاتِ تَنْفَرِجُ ثُمَّ تَلْتَحِمُ فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْجَهْلِ .
3-وَالصَّوَابُ : قَوْلُ " السَّلَفِ " :
أَنَّهُ يَنْزِلُ وَلَا يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ وَرُوحُ الْعَبْدِ فِي بَدَنِهِ لَا تَزَالُ لَيْلًا وَنَهَارًا إلَى أَنْ يَمُوتَ وَوَقْتُ النَّوْمِ تَعْرُجُ وَقَدْ تَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَهِيَ لَمْ تُفَارِقْ جَسَدَهُ .
وَكَذَلِكَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَرُوحُهُ فِي بَدَنِهِ وَأَحْكَامُ الْأَرْوَاحِ مُخَالِفٌ لِأَحْكَامِ الْأَبْدَانِ فَكَيْفَ بِالْمَلَائِكَةِ فَكَيْفَ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
4- وَاللَّيْلُ يَخْتَلِفُ :
فَيَكُونُ ثُلْثُ اللَّيْلِ بِالْمَشْرِقِ قَبْلَ ثُلْثِهِ بِالْمَغْرِبِ وَنُزُولُهُ الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُهُ إلَى سَمَاءِ هَؤُلَاءِ فِي ثُلُثِ لَيْلِهِمْ وَإِلَى سَمَاءِ هَؤُلَاءِ فِي ثُلُثِ لَيْلِهِمْ
. لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ وَكَذَلِكَ سُبْحَانَهُ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ .
وَلَا تُغَلِّطُهُ الْمَسَائِلُ ؛ بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُحَاسِبُهُمْ لَا يَشْغَلُهُ هَذَا عَنْ هَذَا .
5 -وَقَدْ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ :
كَيْفَ يُكَلِّمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ؟
قَالَ :
كَمَا يَرْزُقُهُمْ كُلَّهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ .
وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الدُّنْيَا يَسْمَعُ دُعَاءَ الدَّاعِينَ وَيُجِيبُ السَّائِلِينَ مَعَ اخْتِلَافِ اللُّغَاتِ وَفُنُونِ الْحَاجَاتِ
قال تعالى
(هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم)
1-قال البخاري
في كتاب بدء الخلق وقال قتادة :
(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) [ فصلت: 12 ]
خلق هذه النجوم الثلاث جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول بغير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.
وفي الصحيحين من حديث أنس في حديث الاسراء قال فيه
(ووجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبرئيل هذا أبوك آدم فسلم عليه فرد عليه السلام. وقال مرحبا وأهلا بابني نعم الابن أنت - إلى أن قال - ثم عرج إلى السماء الثانية *
وكذا ذكر في الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة)
فدل على التفاصل بينها لقوله ثم عرج بنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح فقيل من هذا (الحديث) *
وقد حكى ابن حزم وابن المنير وأبو الفرج ابن الجوزى وغير واحد من العلماء الاجماع :
على أن السموات كرة مستديرة *
واستدل على ذلك بقوله
كل في فلك يسبحون.
قال الحسن
يدورون،
وقال ابن عباس
في فلكة مثل فلكة المغزل.
2-عن أبي ذر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي ذر حين غربت الشمس تدرى أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم
قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها.يقال لها إرجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)
الدهر :
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
قال الله يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الامر أقلب الليل والنهار "
وفي رواية
فأنا الدهر أقلب ليله ونهاره *
قال العلماء كالشافعي
يسب الدهر أي يقول فعل بنا الدهر كذا يا خيبة الدهر، أيتم الاولاد، أرمل النساء.
قال الله تعالى
(وأنا الدهر)
أي أنا الدهر الذي يعنيه فإنه فاعل ذلك الذي أسنده إلى الدهر والدهر مخلوق، وإنما فعل هذا هو الله فهو يسب فاعل ذلك ويعتقده الدهر.
والله هو الفاعل لذلك الخالق لكل شئ المتصرف في كل شئ كما قال وأنا الدهر بيدي الامر أقلب ليله ونهاره وكما قال تعالى
(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير * تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب) [ آل عمران: 27 ]