أشاد علماء الأزهر بقرار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بوقف عرض فيلم « حلاوة روح»،
وإعادة عرضه على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لاتخاذ قرار نهائى بشأنه، مؤكدين أنها خطوة فعالة للحفاظ على قيم وأخلاقيات المجتمع المصرى. وصيانة لحقوق وأخلاق الأطفال. وأكد العلماء أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بإحسان القول وطهارة اللسان، والابتعاد عن فواحش الأقوال والأفعال. وطالبوا بتطبيق المنهج الإسلامي في رعاية النشء وتنمية الوازع الديني لدى الأطفال ونشر منظومة القيم والأخلاق وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
يقول الدكتور سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، إن قرار منع عرض الفيلم، هو قرار صائب، وهو بالفعل دور الحاكم، ولكن ينبغى أيضا إغلاق كل أبواب الفتنة التى يطلع عليها الصغير في القنوات الفضائية وغيرها، وأن نركز فى دروس العلم على الفضائل التى يجب أن يتحلى بها الجميع، حتى يشب النشء على الخلق العظيم تأسيا بالشرع الحنيف ويجب على كل مسئول فى عمله أن يتقى الله تعالى، ويصل إلى الهدف المرجو دون أن يخالف شرع الله ويحافظ على الوطن فى أحسن صورة .
وأضاف: أن الإسلام اعتنى بشأن الصغير ولدا كان أم بنتا، بحيث ينشأ على حب الفضيلة والبعد عن الرذيلة ولا يكون ذلك إلا بمراعاة الضوابط التي وضعها الإسلام، سواء فى محيط الأسرة أو فى محيط المجتمع، ومن هذه الضوابط قوله صلى الله عليه وسلم: ( علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع)، وأيضا من الآداب التى وضعها الإسلام آداب الاستئذان، يقول تعالى : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ..»مما يبين أن الإسلام راعى الجانب الفطرى عند الفتى والفتاة، فهو قبل سن العاشرة لا يدرك ما يتعلق بالجانب الفطرى، وما يحرك الشهوة وما إلى ذلك، أما إذا بدأ الصغير فى النضج فقد راعى الشرع أن يجنبه وهو صغير أن لا تقع عينه إلا على الأمور الصحيحة، فهو الذي نأمل فيه الخلف الصالح والذرية الصالحة، وهو الأب القريب أو الجد القريب، أو هو المسئول الكبير فى المستقبل، والذى سيبنى المجتمع على سواعد هؤلاء الأطفال وسنسلمهم الراية ونأمل فيهم أن يكونوا خير خلف لنا إن شاء الله . ومن ثم فالإسلام يرتقى بالمسلم حتى فى النظرة، فلا تكون إلا فى مباح لأن الشيطان يوسوس للإنسان ويحرك شهوته ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( النظرة سهممسموم من سهام ابليس )، وقد أمر القرآن الكريم بغض النظر سواء بالنسبة للرجل، أو المرأة، « قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم »، وقوله تعالى أيضا: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ »، مما يدل على أن الدافع الفطرى لم يغفله الشارع الحكيم بل دعا إليه وحث إليه الشرع « وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.»، والأحاديث النبوية أيضا كثيرة في الحث على الزواج والترغيب فيه.
استغلال سيىء
من جانبه يؤكد الدكتور محمد عبد العاطي عباس، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، أنه من أخطر الأمور التي تهدد المجتمع وتقوض أركانهاستغلال الأطفال في مجالات لا طاقة لهم بها ولا تعود عليهم ولا على المجتمع الذي يعيشون فيه بالنفع، فبعد أن شهدنا مع الأسف استغلال الأطفال في الترويج للمخدرات واستخدامهم باعة جائلين في الطرقات وعلى الأرصفة نجد نوعاً جديداً يضاف إلى ما سبق في استغلال الأطفال وهو استغلالهم في صناعة السينما الهابطة والأفلام التي تحض على الفحش والرذيلة، وهذا بالطبع تأنف منه الإنسانية ويتناقض مع الفطرة السليمة فضلا عن مخالفته لمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة التي جاءت لحفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، كما يتناقض مع كل الدساتير والقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان خاصة ما يتعلق منها بحقوق الطفل وإذا كان الإنسان يحب لنفسه الكرامة والحرية والعزة فإن الإسلام يستحثه على أن يحب ذلك لأخيه أيضا خاصة إن كان طفلا ضعيفا لا يملك لنفسه أمرا قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) كما أن هذا النوع من الاستغلال حرام شرعا لما يترتب عليه من مفسدة وإهدار لكرامة الإنسان وتكريس العبودية واتخاذ الأطفال كأنهم رقيق يخضعون لأطماع المنتفعين والمفسدين، ألم يقل الله تعالى في كتابه: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)؟ ألم يقل الله تعالى: ( يوصيكم الله في أولادكم) .
وأضاف : غنه يجب علينا النظر إلى سماحة الرسول في تعامله مع الأطفال فيشخص الحسين ابن بنته : فعن عبد الله بن شداد قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس إذا أتاه الحسن أو الحسين، قال مهدي: أكبر الظن أنه الحسين -فركب على عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر، فلما قضى صلاته، قالوا: يا رسول الله لقد أطلت السجود حتى ظننا أنه قد حدث أمر ؟ !قال : « أن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته «.
التربية الإسلامية للأطفال
ويقول الدكتور سعيد عامر أمين اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الإسلام اعتنى بالأبناء عناية ورعاية خاصة ودقيقة منذ اختيار الزوجة، وفى أثناء الحمل وبعد الوضع من إحسان التربية والتعليم والرعاية، وجعل لمن قام بذلك ثوابا عظيما عند الله عز وجل، ويكون ولد صالح ينفع والديه عند الكبر وبعد الممات، وفى الحديث «أو ولد صالح يدعو له»، ودعا الإسلام إلى تربية الأطفال على حسن الأدب، وفى الحديث «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه»، وعليه يجب تقديم كل ما هو نافع للأطفال وإبعادهم عن كل ضار خاصة الأفلام التي فيها مايخدش الحياء، وما يخالف قواعد التربية الصحيحة وخاصة إذا كان الفيلم مكتوب ومنبه عليه «خاص للكبار» ، فكيف نفتح الباب للصغار لمشاهدة مثل هذه الأفلام ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والقاعدة الأخرى «الضرر يزال» ، ونناشد الجميع أن يعتنوا عناية بالغة بالأبناء والشباب فهم عمادنا، وقادة الأمة من بعدنا . كما ناشد القائمين على مثل تلك الأفلام أن، يتوبوا إلى الله،و يراعوا ظروف وأحوال وسن الصغار وما هو نافع لهم وما هو ضار بهم ، ويأتوا بالنافع ويبتعدوا عن الضار .
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |