أدلى الناخبون فى شبه جزيرة القرم الواقعة جنوب أوكرانيا أمس بأصواتهم فى استفتاء يمهد الطريق أمام انضمام الإقليم المتمتع بالحكم الذاتى إلى الاتحاد الروسى ، ويزيد من صعوبة حل واحدة من أسوأ الأزمات الدولية منذ نهاية الحرب الباردة.
وشوهدت طوابير المواطنين تصطف أمام لجان الاقتراع منذ الصباح الباكر فى أغلب مدن القرم رغم الطقس البارد الملبد بالغيوم ، وسط مؤشرات تفيد بحصول اختيار«الانضمام لروسيا» على أغلبية كبيرة ، نظرا لأن أكثر من 60٪ من سكان الإقليم من أصول روسية ، فضلا عن إجراء الاستفتاء فى ظل تواجد فعال للقوات الموالية لروسيا فى مختلف أنحاء الإقليم ، الذى انعزل فعليا عن باقى أنحاء أوكرانيا منذ الثورة التىأطاحت بالرئيس الأوكرانى الموالى لموسكو فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي.
وشملت بطاقة الاستفتاء خيارين،: «هل تؤيد إعادة توحيد القرم مع روسيا كجزء من روسيا الاتحادية»؟ ، ويقول الثانى «هل تؤيد استعادة دستور 1992 ووضع القرم كجزء من أوكرانيا»؟ علما بأن حتى دستور 1992 يمنح القرم أيضا كل صفات كيان مستقل داخل أوكرانيا ، لكن مع الحق العام فى تحديد مساره الخاص واختيار من يريد إقامة علاقات معهم بما فى ذلك روسيا.
وتؤيد غالبية سكان القرم البالغ عددهم 1،5 مليون نسمة خيار الانفصال عن أوكرانياوالانضمام لروسيا ، مشيرين إلى توقعات بالحصول على رواتب أعلى ، وأن تصبح القرم جزءا من بلد قادر على تأكيد نفسه على الساحة الدولية.
ولكن قد يدفع التصويت بالانفصال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لفرض عقوبات ضد من ينظر إليهم على أنهم مسئولون عن الاستيلاء على القرم.
وأمام إحدى لجان الاقتراع ، قالت سفيتلانا فاسيليفا وهى ممرضة تبلغ من العمر 27 عاما : «صوتت لصالح روسيا .. هذا هو ما كنا ننتظره ونريد أن نعيش مع أشقائنا ، نريد أن نترك أوكرانيا لأن الأوكرانيين قالوا لنا إننا أناس من نوع أدنى .. كيف يمكنك البقاء فى دولة كهذه»؟
ومن المقرر إعلان نتائج مؤقتة للاستفتاء خلال الساعات المقبلة ، حيث تم إغلاق أبواب لجان الاقتراع فى موعدها المحدد فى الثامنة من مساء أمس ، على أن يتم إعلان النتيجة النهائية اليوم أو غدا
وتمسكت روسيا بموقفها بشأن شرعية الاستفتاء، واستخدمت الفيتو أمس الأول فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة يقضى بعدم شرعية الاستفتاء بدعوى أنه ينتهك دستور أوكرانيا.
ووسط الاهتمام بالاستفتاء ، لا تزال روسيا تتبع سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض ، حيث أكد إيهور تينوخ القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكرانى أمس أن موسكو تواصل تعزيز قواتها فى شبه جزيرة القرم ، وأن عددها يصل الآن إلى 22 ألف جندي.
وأضاف «نرى زيادة فى عدد الجنود الروس فى القرم ، ولذلك تتخذ القوات المسلحة الأوكرانية الإجراءات الملائمة على امتداد الحدود الجنوبية».
وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى جون كيرى قد بحثا فى اتصال هاتفى فى وقت سابق أمس الوضع فى أوكرانيا والقرم. ونقلت وكالة«إنترفاكس» الروسية للأنباء عن بيان لوزارة الخارجية الروسية قوله : «فى متابعة للمناقشات التى جرت مؤخرا فى لندن ، أكد سيرجى لافروف مجددا أن الاستفتاء الوشيك فى القرم يتماشى بشكل كامل مع القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة ، ويجبأن تصبح نتائجه نقطة البداية فى تحديد مستقبل شبه الجزيرة».
وذكر التقرير أيضا أن لافروف أشار إلى أن «إدارة كييف الحالية عليها كبح جماح الجماعات القومية المتطرفة والراديكالية المستشرية التى تروع المعارضين والسكان المتحدثين بالروسية».