بوتين يشهد إحدى المسابقات فى إطار أوليمبياد سوتشى الخاص
فى تطور جديد فى غير صالح قادة أوكرانيا الجدد، أكد متحدث باسم حرس الحدود الأوكرانى أمس أن القوات الموالية لروسيا سيطرت على موقع تابع لحرس الحدود فى القرم واحتجزت نحو 30 جنديا بداخله.
وأضاف المتحدث عبر الهاتف أنه تمت السيطرة على قاعدة تشيرنومورسكوى الواقعة على الطرف الغربى لشبه جزيرة القرم دون إراقة دماء. كما أوضح أن القوات التابعة لموسكو تسيطر الآن على 11 موقعا تابعا لحرس الحدود فى القرم. وجاءت هذه التطورات بعد فشل مراقبين عسكريين نمساويين تابعين لبعثة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا للمرة الثالثة فى دخول شبه جزيرة القرم، بعد أن تعرضوا لطلقات نار تحذيرية من ميليشيات موالية لروسيا.
وفى غضون ذلك، أعلنت القيادة السياسية فى شبه جزيرة القرم أنها ستعجل بالانضمام إلى الاتحاد الروسي، وذلك قبل أسبوع من إجراء الاستفتاء المثير للجدل على هذا الأمر بين سكان شبه الجزيرة.
ومن المقرر أن يصوت سكان شبه الجزيرة فى السادس عشر من الشهر الجارى على الانضمام للاتحاد الروسي.
من جانب آخر، شهدت أوكرانيا أمس عدة مظاهرات فى الذكرى المئوية الثانية لوفاة الشاعر الشهير تاراس شيفتشينكو من أجل التأكيد على سيادة البلاد ووحدتها واستقلالها. ففى كييف، شارك فى المظاهرة القادة السياسيون الجدد بمن فيهم الرئيس الانتقالى أولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء أرسينى ياتسينيوك.
وخلال المظاهرة، أعلن رئيس الوزراء الأوكرانى أن بلاده لن تتنازل «عن شبر واحد من أراضيها» لروسيا.
كما تم تنظيم مظاهرات مماثلة فى القرم، سواء فى سيمرفوبول عاصمة الجمهورية التى تتمتع بحكم ذاتى، أو فى سيباستوبول الميناء الكبير الذى يضم مقر الأسطول الروسى للبحر الأسود.
كما شهدت مدينة دونتسك شرق البلاد تنظيم مظاهرتين إحداهما للموالين لروسيا وأخرى لأنصار السلطات الأوكرانية الجديدة.
ودبلوماسيا، حذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى نظيره الروسى سيرجى لافروف خلال مكالمة هاتفية من أن استمرار تصعيد الوضع فى أوكرانيا يغلق الباب أمام الدبلوماسية، داعيا موسكو إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس.
وفى واشنطن أيضا، تساءلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس عما إذا كانت الأزمة الأوكرانية ستعيد أمريكا إلى سابق نفوذها أم لا. وقالت رايس معلقة على الوضع المتأزم فى أوكرانيا فى مقال كتبته فى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية:حينما كنت مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى قصره الرئاسى عام 2004، قال لى: أود أن أعرفك بفيكتور يانوكوفيتش ـ الرئيس الأوكرانى المعزول حاليا ـ المرشح الرئاسى لأوكرانيا آنذاك، وكان يريدنى أن استنبط أمرا، هو أنه رجلي، وأن أوكرانيا ملكنا، ولا تنسى ذلك. وأضافت رايس أن الأزمة الأوكرانية تمر بحالة من التخمر بين دول الغرب وروسيا، فمنذ الثورة البرتقالية فى أوكرانيا، حاولت الولايات المتحدة وأوروبا إقناع روسيا بأن الأراضى الأوكرانية لا ينبغى أن تكون رهينة الصراع بين القوى العظمى، بل دولة مستقلة يمكن أن ترسم مسارها الخاص، ولكن بوتين لا يراها من هذا المنظور، فتحرك كييف نحو الغرب هو بالنسبة له إهانة لروسيا.
وقالت رايس أيضا: لابد أن يكون هناك رد فعل حتى تتراجع روسيا وتعلم أن أى تقدم آخر لن يسمح به، وأن السلامة الإقليمية لأوكرانيا تعد أمرا مقدسا، ولذا فإن العزلة الدبلوماسية وتجميد الأرصدة والممتلكات وحظر سفر بعض الشخصيات الروسية تعد أمرا مناسبا. وأفادت رايس بأن بوتين يلعب على المدى الطويل، ويستغل كل فرصة أمامه، ولذا علينا ممارسة الصبر الاستراتيجى إذا أردنا إيقافه ، فموسكو ليست بمنأى عن الضغط، فهى ليست الاتحاد السوفييتى الآن«.
واعتبرت رايس أن العقوبات الاقتصادية ستشكل تأثيرا، لأن الروس فى حاجة إلى الاستثمارت الأجنبية، ويحب منع أعضاء الحكومة من رجال الأعمال السفر إلى باريس ولندن. ونوهت رايس أيضا إلى أن الشباب الروسى اليوم يريد أن يعيش الحريات السياسية والاقتصادية والقدرة على الابتكار والإبداع فى الاقتصاد القائم على المعرفة، وقالت: علينا أن نصل إلى الشباب الروسي، وخاصة الطلاب والمهنيين الشباب، وكثير منهم يدرسون فى جامعات الولايات المتحدة ويعملون فى الشركات الغربية وتحتاج القوى الديمقراطية فى روسيا إلى الدعم الأمريكى لتحقيق طموحاتهم وهم مستقبل روسيا وليس بوتين.