أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
تقسيمات في القرآن الكريم 1- الإنسان إذا قدِّر له أن يفقه عن الله جل وعلا كلامه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه واتخذ من طرائق التقسيم والإلمام الشامل بما دل عليه الكتاب المبين يكون أقرب إلى فهم المقصود وإدراك المبتغى. 2- ذكر الله تعالى الدماء في القرآن فقال في آية مجملة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) الكوثر) وقال تبارك وتعالى في آية أخرى (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ (196) البقرة) وقال جل وعلا لما ذكر من يصبه أذى في الحج قال ربنا جل وعلا (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ (196) البقرة) هذا كله يبين أن الدماء متعددة إذا قارنا ذلك مع ما دلت عليه السنة أو إذا جمعنا ذلك إلى ما دلت عليه السنة يتحرر من ذلك ما يأتي: - من الدماء ما يجوز الأكل منهامثل 1- دم الأضحية والأضحية سنة مؤكدة عند جمهور العلماء وتكون من بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم، والنبي صلى الله عليه وسلم دأب عشر سنين يضحي بالغنم وضحّى بكبشين أملحين صلى الله عليه وسلم 2- دم العقيقة وهي ما يذبح شكراً لله جل وعلا على نعمة الولد لكنه فقهياً يقال إذا اجتمع دمان دم أضحية ودم عقيقة أجزأ دم الأضحية عن دم العقيقة للقاعدة العامة أن الأصغر يدخل في الأكبر. وتختلف الأضحية عن العقيقة عند الفقهاء في أن الإبل والبقر في الأضاحي تجزئ الواحدة منهن عن سبع في حين أننا في العقيقة لا تجزئ الإبل والبقر إلا عن واحد 3- دم القِران والتمتع، والتمتع والقران دموان يجوز الأكل منهما ويبقى هدي التطوع فلئن جاز الأكل من هدي القران وهدي التمتع فمن باب أولى أنه يجوز الأكل من الهدي الذي يتطوع الإنسان في اهدائه للحرم، وهدي التطوع قد يقع والإنسان غير حاج أو معتمر أما هدي التمتع والقران فإنه لا بد فيهما أن يكون الإنسان حاجاً ولا نقول معتمراً لأن العمرة وحدها لا يال لصاحبها قارن أو متمتع. - ومن الدماء ما لا يجوز الأكل منها 1- دم ترك الواجب 2- دم فعل المحظور والفرق بين دم ترك الواجب ودم فعل المحظور أن دم فعل المحظور يكون على التخيير بمعنى أن من فعل محظوراً قال الله تعالى (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) فله أن يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين أو أن يذبح شاة لقول الله (أو نسك) فالنسك معناه ذبح الشاة فهذا واقع مقام التخيير ولكن قول الله جل وعلا (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) هذا للمتمتع فإن هذا في حقه أنه يذبح شاة أو سُبع بقرة أو سُبع بدنة ولا تخيير هنا. وسواء كان الدم ترك واجب أو ناجم عن فعل محظور ففي الحالين كلاهما لا يجوز له أن يأكل منهما فهي من الدماء التي لا يأكل منها فالعلماء أجروها مجرى الكفّارات فلا يؤكل منها. أما الأضاحي كما بينا في الأول فإن النبي صلى الله عليه وسلم مضت سنته أنه إذا توجه لصلاة العيد يوم الفطر أكل تمرات وتراً وأما في عيد الأضحى فإنه صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يعود فإذا عاد ذبح أضحيته بنفسه وبدأ بأنه يأكل صلى الله عليه وسلم من الكبد أولاً فهذه سنته صلى الله عليه وسلم في العيدين . 3- من التقسيمات أن الله جل وعلا جعل الزكاة ركناً من أركان الدين وهي قرينة الصلاة في كلام ربنا جل وعلا (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ (227) البقرة) وعلى هذا فالزكاة ثمة أموال زكوية وثمة أنصبة ومقادير بعضها يقال عنها مشاعة وبعضها يقال إنها أنصبة مشروعة ومن حيث الجملة يمكن تقسيم ما يتعلق بالزكاة على النحو التالي: - زكاة النقدين وعروض التجارة فيهن رُبع العُشر - أما في الحبوب والثمار التي قال الله فيها (وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ (141) الأنعام) فينظر هل هذا الزرع يسقى بمؤونة أم يسقى بلا بمؤونة؟ فإن يسقى بلا مؤونة ففيه العُشر وإن يسقى بمؤونة يتكلف لها صاحبها هذا فيه نصف العُشر - أما المواشي بهيمة الأنعام الزكوية فهذه تنقسم إلى ثلاثة أقسام 1- قسم يتخذه الإنسان للعمل والإستعمال كمن عنده حرث وبعض بقرات يحرث عليها زرعه فهذه لا زكاة فيها 2- وبعض الناس عنده بهيمة أنعام أعدها للتجارة فهو يبيع ويشتري فيها فهذه يقال فيها ما يقال في عروض التجارة تقوَّم ثم يكون فيها رُبع العُشر. 3- وهو ما يتخذه الإنسان للدرّ والنسل فهذا بحسب أنصبته للإبل نصابها وللبقر نصابها وللغنم نصابها 4- تقسيم في المفردات بمعنى أن المفردات لها دلائل معينة بحسب استعمالها في اللغة فالله سبحانه وتعالى يقول (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ (141) الأنعام) فالمعروشات فما لا يقوم على سوقه فيحتاج إلى عيدان وقصب كالعنب وغير المعروشات هو ما يقوم بنفسه هو يقوم على سوقه وأظهره مثلاً في النخل وكلٌ خلقه الله سبحانه وتعالى (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ) ومعنى (أنشأ) خلق من غير احتذاء واقتداء تبارك اسمه وجل ثناؤه. قال ربنا جل وعلا بعدها (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا (142) الأنعام) وهذا داخل في التقسيم وداخل في المفردات وفرق جل وعلا بين ما هو حمولة وما هو فرش واختلف العلماء في هذا لكن القرآن يشهد لما ذهب إليه عبد الرحمن ابن زيد ابن أسلم من أن الحمولة ما أعد لأن يُركب كالخيل والبغال وما شابهها والفرش ما اتخذ لأن يحلب وأن يؤكل وأن يطعم منه والدليل على صحة هذا القول قول الله حل وعلا (وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) يس) فالله جل وعلا فرّق بين ما هو حمولة وما هو فرش وأتى بالواو وهي واو عطف تقتضي المغايرة ما بين ما بعدها وما قبلها. 5- أحيانا تكون التقسيمات في السور نفسها فآل (حم) روضات القرآن وهنا تبدأ بغافر وتنتهي بالأحقاف (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف) فهذه سور متتابعات كلهن بدأت بقول الله جل وعلا (حم)، هذه روضات القرآن لمَ روضات القرآن؟ لأنه لا أحكام فقهية فيها، فيها أخبار الأولين، أنباء الغابرين، عظات من رب العالمين الإنسان إذا قرأها يجد قرباً إلى الله ودنواً منه ورحمة في قلبه وسكينة في نفسه وسبيلاً لأن يتعظ بما قصه الله جل وعلا فيها (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر) وختمت بسورة الأحقاف (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (35) الأحقاف). كذلك ثمة سور يقال لها المسبِّحات بدأت بالتسبيح (سبح لله) أو (يسبح لله) وغالبهن سور مدنية اللهم إلا سورة الإسراء بدأت بقول الله جل وعلا (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ (1) الإسراء) لكنها سورة مكية. 6- قال الله جل وعلا (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) المعارج) فالجزع هو أشدّ الهلع كما أن الله عز وجل يقول (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ (152) آل عمران) فالحَسّ أشدّ القتل ويقول عن الكليم موسى (لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) الكهف) فالنَصَب هو أشدّ التعب وقال الله جل وعلا (حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا (31) الأنعام) وقد جاءت الحسرة كثيراً في القرآن (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) مريم) فالحسرة أشدّ الندامة والندامة يمكن أن يقال أدبياً أنها تنقسم إلى أربعة أقسام يقول بعض العلماء 1- ندامة يوم إذ كانوا لا يطعمون في اليوم إلا مرة، فرجل مثلا خرج من بيت أهله وقد أعدوا الطعام لكنه رغب عنه وخرج من الدار وهو يؤمل أن يلقى طعاماً بعده عند زيد أو عمر لكنه ذُهل وشُغل ولم يستضفه أحد فهذ ندامة يوم لأنه فرّط في الطعام ولن يأكل إلا من غد فهذه ندامة يوم. 2- الندامة الأخرى ندامة عام كأن يكون هناك وقت للزرع للبذر فيتأخر أحد المزارعين ويأتي أقرانه فيعلمون أن هذا وقت وضع البذور فيضعونها وهو يأبى أو يتشاغل أو ينسى أو يسهو ثم كان إذا جاء عام الحصاد وجنوا ثمار ما بذروه ندم وهذا الندم يأخذ عاماً كاملاً لأنه لا سبيل له إلا أن ينتظر عاماً كاملاً يبذر بعده. وقد قيل إن أجمل لحظات يعيشها أصحاب الزراعة لحظة أنهم يجنون حصاد ثمارهم. 3- قال بعضهم وندامة عمر وهو أن الإنسان يتحرى زوجةويكون قليل ذات اليد يصعب عليه أن يتزوج مرة أخرى فيتزوج فلا يوفَّق فتبقى معه فلا يستطيع أن يطلقها لشأن أو لآخر فهذه ندامة عمر وهذه فيها نظر لأنه يمكن أن يفارقها ويمكن أن يتزوج عليها لكنهم يعدّونها من ندامة العمر. 4- وهذا كله لا تثريب عليه البتة فتبقى الندامة الحقيقية وهي المذكورة في القرآن وهي ندامة الكفار ندامة العصاة يوم يلقون الله تبارك وتعالى وتقع الندامة على ما فرطوا فالذي فقد الطعام في الأول يطعم في اليوم التالي والذي فقد الحصاد يناله في العام الذي يليه والذي لم يوفق في الزوجة الأولى يوفق في الزوجة التي تليها أو حتى في عدة زوجات لكنه إذا كان يوم القيامة وكان من الإنسان الكفر عياذاً بالله فإن الحسرة يوم القيامة يومئذ تكون حسرة بالغة قاله الله جل وعلا (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ (9) التغابن) لما يقع فيه من غبن الناس بعضهم لبعض وها كله مندرج في بيان أن الحسرة هي أشد الندامة. 7- جاء في القرآن الإسراف والتبذير فالإسرف يكون في الشيء الذي له أصل وأما التبذير فإنه يكون في الشيء الذي لا أصل له ولست أصلاً مطالباً أن تصنعه فهذا الذي يكون فيه التبذير ولهذا جاء النكال في حقه أشد (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف) لكنه قال في المبذرين (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) الإسراء) أي شابهوا الشياطين فإخوان هنا تعني المشابهة. 8- كذلك فرق القرآن ما بين الزنا ونكاح زوجة الأب فكلاهما حرام وكلاهما من الكبائر ومع أن الزنا يكون بلا عقد ولا شهود والا لا يسمى زنا ونكاح زوجة الأب قد يأتي إنسان فيقنع شهوداً ويصنع طعاماً ومع ذلك فإن نكاح زوجة الأب أعظم حرمة وأشد إثماً لأن الله فرّق قال الله تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) الإسراء) وقال (وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) الإسراء) فزاد لفظ مقتاً ولا ريب أن زيادة مقت تدل على زيادة الإثم تدل على أن الأمر أشد شناعة وأعظم جرماً إذا وقع عياذاً بالله. 9- من التقسيمات وتعالى ذكر أن موسى عليه السلام كلمه الله جل وعلا عند جبل الطور عند الجانب الأيمن لكنه لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ (44) القصص) فالتقسيم هنا والإختلاف والفارق هنا حتى يتضح المعنى أكثر، ما المعنى الذي يراد أن يتضح؟ مقام النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فإن الله واعد موسى جانب الطور الأيمن لكنه لما تكلم عن ذلك وهو يخاطب سيد الخلق وأشرفهم عليه الصلاة والسلام لم يأت القرآن بلفظ الأيمن حتى لا ينفى اليُمن والخير والفضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما جاءت الآية (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) القصص). 10- ذكر الله جل وعلا في سورة الضحى اليتيم والسائل واليتيم ما كان دون البلوغ من مات أبوه دون البلوغ وأما السائل فقد يكون أكبر منك وهو يسألك وقد يكون أشد منك قوة ومع ذلك قال الله جل وعلا في حق اليتيم (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) الضحى) وقال في حق السائل (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) الضحى) فالقهر يكون بأذى القول والفعل وأما النهر فإنه يكون بأذى القول دون الفعل وشتان بين من يخاطب يتيماً وبين من يخاطب رجلاً سويّ الخلقة تاماً قائمًا بين يديه فهذا يحتاط لنفسه أكثر ممن يحتاط وهو ينادي أو يخاطب يتيماً لا يملك حولًا ولا طولاً مع صغر سنه. 11- كذلك جاء في تقسيمات في السنة ما بين اللحد والشق فاللحد يكون حفرة في القبر نفسه وأما الشق فإن القبر يبقى كما هو محفورا حفراً رأسياً والنبي صلى الله عليه وسلم إختار له ربه أن يلحد له في قبره مع أن كِلا الإثنين جائز لعموم قوله جل وعلا (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) عبس) وبهما أو بكلاهما يحصل مواراة الجسد وهو المقصود شرعاً لكن هذا من التقسيمات ليس فيها كبير اختلاف لكن الإنسان يستصحبها وهو يقرأ السنة. 12- أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن آتاهن الله شرف أنهن أزواج نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة لكن عندنا نأتي للتقسيمات يلحظ أن خديجة رضي الله عنها وأرضاها بلّغها جبريل عليه السلام سلام ربها وهذه خصيصة لم تعطَ لأي أحد من أمهات المؤمنين بل لم تعطى لأي امرأة فيما نعلم فهذه منقبة لها لكن ينبغي أن يُعلم أنه قد توجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل وإذا أراد أحد أن يفاضل بين اثنين فلينظر من الوجوه كلها لكن هذه خصيصة مرجحة لخديجة رضي الله عنها وأرضاها، كما يعلم أن فاطمة رضي الله عنها وأرضاها هي البضعة النبوية قال في حقها النبي صلى الله عليه وسلم (فاطمة بضعة مني) وهذا حديث له دلالته القوية في رفع شأن فاطمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها. 13- كذلك من التقسيمات في الصحابة أنفسهم فقد يوجد في صحابي ما لا يوجد في غيره فلا نعلم أن أحد من الصحابة تحرك له عرش الرحمن عند وفاته غير سعد ابن معاذ ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادة أحدهم بشهادة رجلين وأنه صلوات الله وسلامه عليه زوّج عثمان رضي الله عنه ابنتيه ولا يُعلم أن من الخلق جمع ابنتي نبي إلا عثمان رضي الله عنه وأرضاه وقال في حق علي (يرفع الراية غداً رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) وهذه منقبة وأيّ منقبة وانفرد أبو بكر بالغار فهي خصيصة لم تعطَ لغيره لأن الأولى يمكن أن ينال بعض الناس منها أو قريباً منها أما هذه فهي خصيصة له لم تعطَ لغيره، هذا كله في باب التقسيمات الواردة في السنة الذي يفقه الإنسان دينه إجمالاً. 14- أعمام النبي صلى الله عليه وسلم عشرة مات ستة لم يدركوا بعثته صلوات الله وسلامه عليه وأربعة أدركوها إثنان آمنا هما حمزة والعباس وإثنان كفرا هما أبو طالب وأبو لهب مع الفارق بينهما في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم من الاثنين فأحدهما نصره وهو أبو طالب وألاخر خذله أيّ خذلان وهو أبو لهب لكن لا يحيق المكر السيء إلا بأهله. 15- كذلك من التقسيمات في القرآن والسنة أن القرآن ثلاثون جزءاً وهذا التقسيم وقع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن بني أمية فهذا التجزيء والتحزيب للقرآن ظهر متأخرأً لكن الأمة بعد ذلك ارتضته ومضى عليه نسق الناس وسيرهم وهذه الثلاثون جزءاً ينتهى الخمسة عشر الأول منها في سورة الكهف ومن يقرأ القرآن يلحظ أن الخمس عشر جزءا الأولى ليس فيها حرف (كلا) وتكرر أكثر من ثلاثين مرة في ما أتى من القرآن بعد سورة الكهف بدءا من سورة مريم (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) مريم). هذه التقسيمات جملة تعين المؤمن على أن يفقه القرآن وإذا جمع على هذا التسميات آية المباهلة آية الدين آية السيف آية الكرسي فهذه الآيات عُرفت بأسمائها، آية الكلالة، ففقها والاطلاع عليها والعلم بها يعين المؤمن أن يفقه عن الله كلامه فتصير قدرته على الفهم ونفع الناس أكثر وإعانتهم على فهم دينهم. تقسيمات في القرآن الكريم