أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
قمة الأخلاق - الشيخ عمر بادحدح الإسلام هو القمة الأخلاقية وأننا نحن كملسمين مطالبين ليس بالأخلاق وإنما بالقمة الأخلاقية، لماذا؟ لأن الله عز وجل امتدح خير الخلق أجمعين رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم) والرسول الذي هو صاحب الخُلُق العظيم قال: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق. أوجز كل رسالته وكل ما جاء به في هذا الدين ليتمم مكارم الأخلاق. نحن مطالبون بأن ننظر إلى هذه الذروة السامقة والمكانة العالية والمنزلة التي لا ينبغي أن تتقزم لنتكلم عن الأخلاق في سلوكيات بسيطة. أطرح السؤال لماذا قال الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) والنبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الإيمان العظيم وصاحب العبادة العظيمة؟ لأن الخُلُق العظيم لا يكون إلا ثمرة إيمان عظيمة وعبادة صحيحة فالله عز وجل امتدحه بالثمرة النهائية والمقصد الأعظم والسبب الذي يؤثر في الناس، ماذا تستفيد إن صليتُ أنا الليل كله؟ أو صمتُ النهار كله؟ الذي يفيدك هو أن أفي بوعودي معك أو أكون أمينًا في تعاملي معك لذلك ذكر القرآن في النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على اكتمال إيمانه وعبادته في هذا السمو الخُلُقي وعلى قوة تأثيره في الناس حتى أعداؤه ما استطاعوا إلا أن يُذعنوا لخلقه. مقابل هذه القمة هنالك هوّة بعيدة نحن نحتاج أن نرفع الهمة ونرتفع ونرقى إلى هذا الخلق العظيم. سبب هذه الهوّة حصر مفهوم الناس للأخلاق في بعض السوكيات الخَلق والخُلُق الكلمة نفسها مع فرق بينهما فالخَلْق هو الصورة الظاهرة طويل قصير، متين، نحيل، والخُلُق هو الصورة الباطنة، الخَلق يُرى بالعين المجردة والخُلُق لا يُعرف إلا بالمعايشة وكما أن في الخَلْق صفة ثابتة الطويل لن ينام ويصبح قصيرًا كذلك الخُلُ الأصل فيه أن يكون ثابتًا راسخًا ولذلك قيل الخُلُق هو الطبع والسجيّة. يصبح الخُلُق تلقائيًا عفويًا وقالوا الخُلُق مَلَكة في النفس تصدر عنها السلوكيات المحمودة بلا فكر ولا روية، ليست مسألة يفكر فيها الإنسان ونذكر حديث أشج بن عبد قيس حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أشجُّ إن فيك لخلُقَينِ يُحبُّهما اللهُ ورسولُه قال وما هما بأبِي وأمِّي قال الحلمُ والأناةُ قال فأنا تخلَّقتُ بهما أم اللهُ جبلني عليهما قال بل اللهُ جبَلك عليهما) يدل على أن فيه طبع وسجية. الخُلُق هو مجموعة يظهر في السلوك الفعلي كما يظهر في القول كما يظهر حتى في سحنة الوجه تهلل الوجه والاستقبال هذا نوع من الخُلُق والتجهم في وجه الناس والإعراض نوع من الخُلُق حتى الحركات نظرة العين وتقطب الجبين هذا من كله رسائل خلقية إما تكون سلبية وإما تكون إيجابية. وهناك جانب آخر فكما أن هناك جانب وَهْبي هناك جانب كَسْبي فإنما العلم بالتعلّم والحلم وبالتحلّم، قال صلى الله عليه وسلم من يتصبر يصبره الله ومن يتعفف يعفّه الله. هذا التعلم فيه مجاهدة لكنه ليس عسيرًا لمن يسّره الله له. في تعاملاتنا اليومية عندما يفعل لك إنسان شيئًا يفترض أن تقول له شكرًا، جزاك الله خيرًا، قد تنسى في البداية ثم تتعود فتصبح لك سمة. الإهداء واللطافة والسماحة كلها من الأخلاق. ومشكلتنا مشكة أخلاق! ونحن لسنا في مستوى القمة التي جاء بها القرآن ومثّلها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هي ميدان التنافس بين الصحابة في التربية النبوية، صحيح أنهم كانوا يتنافسون في الأمور التعبدية كالصلاة والصيام لكن السلوك والخُلُق كان هو الفيصل، لو تكلمنا عن أبي بكر سنقول الصدّيق ولو تكلمنا عن عمر سنقول العدالة ولو تكلمنا عن عثمان نقول الحياء ولو تكلمنا عن عليّ نقول الشجاعة وكل واحد بمجموعه له بصمات أخلاقية. الناس في أيامنا هذه قد تتنافس في العبادات كالصلاة والصيام والصدقات وللأسف في مجال الأخلاق أصبح التنافس في سوء الأخلاق بما يظهر في وسائل الإعلام! ننبه إلى نقطة مهمة هذه الأخلاق هي شيء عظيم في ديننا وإذا كان الناس يريدون حسنات تصوم وتصلي وتقرأ القرآن لكن أليس هناك حسنات في أمور أخرى؟ تبسمك في وجه أخيك صدقة، حديث أبي ذر الغفاري: تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ونصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوك العظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة. كله صدقة، كلام واضح. النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما يأتي العبد يوم القيامة بشيء أثقل من حسن الخلق. وقال إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر هذه ليست تشبيهات بلاغية والرسول صلى الله عليه وسلم إنما يبلّغ شرعًا فهو يتكلم عن مفاهيم حقيقية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ. مراتب الجنة (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقًّا وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترك الكذِبَ وإن كان مازحًا وببيتٍ في أعلَى الجنَّةِ لمن حسُن خلقُه) كل مراتب الجنة، رفقة النبي صلى الله عليه وسلم مرتبطة بالأخلاق والكلام عن الخلق مرتبط بالنبوات "إن لم تستح فاصنع ما شئت". الصدق والأمانة هما قوام الرسالات كلها، فإذن المسألة هي جزء أصيل. الشق الثاني وهو الخوف من السيئات والعقوبات يخاف من يشرب الخمر وويرتكب الفواحش لكنه لا يخاف من سوء الخُلُق. أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ. للشافعي كلمة في غاية القوة: بئس الزاد ليوم المعاد العدوان على العباد. أسوأ زاد تقدم به أن تكون معتديًا على الناس. النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: إيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الحديثِ، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تَناجَشوا ولا تحاسَدوا ولا تباغَضوا، ولا تدابَروا، وَكونوا عِبادَ اللَّهِ إخوانًا والآية في سورة الحجرات تتكلم عن تدرج يحصل به تغير في النفوس ونحن نتكلم عن الأخلاق التعاملية "إذا ظننت فلا تُحقِّق وإذا تحققت فلا تغتب وإذا أردت أن تنصح فأسرّ"، كل هذا التوجيهات لكي تبقى العلاقات قمة أخلاقية راقية وسامية وهذه معادلة أساسية لتمحيص أثر الإسلام والإيمان في واقع الإنسان المسلم. صلة الأخلاق بالإيمان الإسلام جاء لتنظيم قضيتين أساسيتين: علاقة المخلوق بالخالق وعلاقة المخلوق بالمخلوقين. علاقة المخلوق بالخالق خلاصتها الإيمان والعبادة وعلاقة المخلوق بالمخلوقين خلاصتها العبادات والأخلاقيات أو السلوكيات. الإيمان (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾) عبادة وبعدها (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾) أخلاق (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴿٤﴾) عبادة (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾) أخلاق، عفّة، تداخل بين الإيمان والأخلاق (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾ البقرة) تداخل يدل على التكامل وعلى أن الإيمان والأخلاق وجهان لعملة واحدة يدل على ذلك أحاديث صحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم : الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان. والحياء شعبة أي خصلة وجزء من أجزائه. الحياء والإيمان قرناء فالإيمان ينعكس في الأخلاق. الأخلاق والعبادة: في الصلاة (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾ العنكبوت) حديث قدسي " قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إنَّما أتقبَّلُ الصَّلاةَ مِمَّن تواضعَ بِها لعظَمتي ولم يستَطِلْ على خَلقي ولم يبِتْ مُصرًّا على مَعصِيَتي، وقَطعَ النهار في ذِكْري، ورحِمَ المسكينَ وابنَ السَّبيلِ والأرمَلةَ ورحِمَ المصابَ، ذلِكَ نورُهُ كَنورِ الشَّمسِ أَكَلؤُهُ بعزَّتي وأستَحفظُهُ ملائِكَتي أجعلُ لَهُ في الظُّلمةِ نورًا وفي الجَهالةِ حِلمًا ومَثلُهُ في خَلقي كمَثلِ الفِردوسِ في الجنَّةِ " الصلاة مقبولة إذا أثمرت هذه السلوكيات. في الصيام: حديث: "مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ" في الزكاة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا (103) التوبة) تطهر الأغنياء من الحرص والطمع وتطهر الفقراء من الحقد والحسد، تطهير خلقي في الحج (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ (197) البقرة) العبادات ثمرتها أخلاقية في المعاملات حتى البيوع المنهي عنها بعض هذه البيوع قد لا يكون لها أثر اقتصادي سلبي لكنه أخلاقيا منهي عنها عندما يقول لا يبيعُ الرجلُ على بيعِ أخيهِ، ولا يبيعُ حاضرٌ لبادٍ، ولا تناجشوا، ولا يزيدُ الرجلُ على بيعِ أخيهِ ، في المقياس الاقتصادي يقولون هذه سوق لكن نهي عنها لأنها قد تؤجج النفوس. هذه غايات أخلاقية في المعاملات. الرسول صلى الله عليه وسلم سال سؤالا عظيما جدا: ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ تقوى الله وحسن الخلق. منزلة عالية في الآخرة يدخل فيها الأخلاق، الإيمان أخلاق، العبادة أخلاق، الأخلاق أخلاق، النبي صلى الله عليه وسلم قمة الأخلاق، ديننا أخلاق، لما نقرأ القرآن آيات الأحكام يذكر العلماء أنها في حدود 600 آية أي 10% من مجموع الآيات فأين باقي الآيات؟ تثبيت إيمان وكثير منها أخلاقيات حتى القصص القرآني فقصة يوسف عليه السلام تمثل العفّة، قصة موسى عليه السلام في الجدّ وكل قصص الأنبياء لها غايات أخلاقية واضحة جدًا بل الآية الجامعة التي قالوا أنها تمثل رسالة الإسلام (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف) (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ (90) النحل) هذه آيات لو أنها درست لأمم أخرى لقالوا أيّ دين هذا الذي يجمع القمم الأخلاقية التي تنتظم بها حياة البشرية كلها العدالة والإحسن ونترك البغي والتأمل في الايات الأخلاقية يفضي إلى أن الإسلام لا يريد الأدنى بل يريد القمة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (34) فصلت) عندك شيء سيقع عليك وتريد أن تدفعه فيقول لك ادفع بالتي هي أحسن ليس بالحسن إنما بالتي هي أحسن والنتيجة (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ليس رد الصاع بصاعين والحلم ليس بضعف الأخلاق بين الدنيا والآخرة الآخرة منزلة ثواب حسنات مرتبطة بحسن الخلق والعكس كذلك. نربط المسألة بما نتكلم عنه بالسلوكيات البسيطة امرأة دخلت النار في هرة والبغيّ التي سقت كلبًا والرجل الذي نحّى شجرة من طريق المسلمين وانظروا الأجر الذي جاء ذكرها في الأحاديث والأحاديث ليست للتمثيل وليست عبارة عن صور بلاغية فقط وإنما نصدقه ونؤمن به كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكما نقل إلينا بالسند الصحيح. الرجل الذي كان يُنظر المديونين والربط "من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ. ومن يسّرَ على معسرٍ يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ" يدعوك إلى تحسين خلقك لأن هذا سيكون له رصيد في الآخرة. نشعر أن المؤثرات الأخلاقية في الإسلام قوية جدا كيف أضعفناها حتى ضمرت ولم تعد تؤثر هذه مشكلة كبيرة؟ الماديات لها أثر سلبي. ضعف الارتباط بالقرآن الكريم والسيرة النبوية (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب) النظر إلى الأثر الإيجابي في الأخلاق. اليوم العالم كله يتكلم عن أخلاقيات المهنة وأصبحت يؤخذ فيها شهادات عليا لأنهم رأوا أن السولك الأخلاقي يؤدي إلى إنجاز عملي وإلى إنتاج صحيح لأن هناك اتقان، يؤدي إلى مصداقية وشفافية وكل هذه المعايير التي يتكلم عنها اليوم هي جزء من أخلاقنا فالشفافية التي يتكلم عنها العالم اليوم هي جزء من أن تكون إنسانًا أميناً لا تأخذ شيئا بغير حق. نحن ما لدينا أعظم من كل هذا مصدر الطاقة موجود وعلينا أن نوصل أنفسنا بمصدر الطاقة القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ليس هناك شيء سيسد ما نحن فيه من مشكلات إلا هذه الأخلاقيات سيكون قد صحّ إيماننا وعباداتنا إذا صحّت أخلاقنا. السلوكيات العامة لماذا الفوضى التي نحن فيها اليوم؟ يقف الناس في الطابور ويأتي من يتجاوز ولا تجد موقفًا للسيارات الناس تركن فيه وقوفًا صحيحًا، هذه السلوكيات هي نابعة من الأخلاقيات فالأخلاقيات نابعة من مخزون نفسي وفكري وخلفية ثقافية، نحتاج للمعالجة المتكاملة منها المنهج التعليمي في سنغافورة لا يدرّسون الأديان والمجلس الإسلامي الأعلى ليس عنده حل فقدّم مشروعًا لوزراة التربية والتعليم اسمه منهج القيم فأقرّ بلا نزاع فصاروا يدرّسون بر الوالدين والرحمة بالحيوان بنفس المنهج الإسلامي لكن عملوه كطريقة تطبيقية ويقولون إن بر الوالدين هناك فعاليته أكبر من مئة خطبة في المسجد لأن هناك أدوات نستطيع أن نفعلها من تقنية وقصص تغرس القيم في أبنائنا وهناك نهضة في موضوع القيم والحرص عليها والتعبير عنها بأفلام قصيرة وقصص معبرة وكم نحتاج أن نستفيد من ذلك. قمة الأخلاق - الشيخ عمر بادحدح