أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أكدت مصادر أمنية وسيادية أن ٣ خيوط مهمة تقود الأجهزة الأمنية للتوصل إلى منفذى تفجير مديرية أمن الدقهلية، الأول ما ذكره المجند المقبوض عليه منذ أسبوع أثناء تصويره مبنى المديرية من مكان الحادث، حيث تبين أن المجند ينتمى إلى جماعات متشددة، رغم نفيه ذلك.
أما الخيط الثانى، حسب المصادر، فهو المعلومات التى وصلت لأجهزة الأمن بأن ضابطا ملتحيا فصل من الوزارة تردد على المديرية، قبل أيام من الحادث، والتقى عددا من الضباط ممن كانوا زملاءه فى الخدمة، والخيط الثالث هو ما ذكره أفراد الخلية الإرهابية التى تم ضبطها فى المنصورة، قبل ٣ أسابيع، واعترفوا بأن ٤ كانوا معهم وهربوا، وكانت بحوزتهم متفجرات.
وكلف وزير الداخلية فريقا مكونا من ١٢ ضابطا بالأمن الوطنى، بينهم ٣ لديهم تقارير مهمة عن تاريخ جماعة أنصار بيت المقدس وحركة حماس ونشاط جماعة الإخوان.
وشرحت المصادر أن أجهزة الأمن ألقت القبض على مجند، يدعى «عبدالله»، قبل أسبوع، أثناء وقوفه فى الشارع المقابل لمبنى مديرية أمن الدقلهية، حيث تبين أنه كان يحمل كاميرا صغيرة، والتقط صورا وفيديوهات لمبنى المديرية والشوارع المحيطة بها، وأماكن تمركز القوات الخاصة بالتأمين وعددهم، وبسؤاله قال إنه كان يصور مسرح المنصورة الأثرى المجاور لمبنى المديرية، وحررت المديرية مذكرة بالواقعة، وألقت القبض على المجند، وأرسلته إلى النيابة العسكرية للتحقيق معه، بعد أن تبين أنه مجند بالجيش.
وأفادت المصادر، لـ«المصرى اليوم»، بأن التحريات توصلت إلى أن المجند تربطه علاقة بجماعات متشددة، من خلال جمع معلومات عنه من زملائه وأفراد عائلته وجيرانه، ولم يدل المجند بمعلومات عن انتمائه لأى جهة إرهابية، وأنكر ما جاء فى التحريات من أنه عضو فى جماعة إرهابية، وكان مكلفا بتصوير المديرية، فى إطار التخطيط لارتكاب أعمال إرهابية بها.
وتابعت المصادر أن مسارا آخر توصلت أجهزة الأمن له، بعد أن ردد عدد من الضباط والعاملين بالمديرية أن ضابطا مفصولا من بين الضباط الملتحين تردد، قبل أيام، على المديرية، بحجة زيارة زملاء له فى الخدمة. وقال الضباط إن زميلهم المفصول كان من بين الضباط الذين كانوا متواجدين فى اعتصامى «رابعة» ووزارة الداخلية، للمطالبة بعودتهم للعمل، بعد حصولهم على حكم قضائى بذلك.
وأفاد الضباط بأن زميلهم حلق لحيته، قبل شهر تقريبا، وكان يرغب فى العودة للعمل، وعندما شاهدوه فى المرة الأخيرة، كان ناقما على الإخوان، لكن يبدو أنه كان يدعى ذلك من أجل التقرب للضباط، والحصول منهم على معلومات حول موعد اجتماع قيادات المديرية.
من جهة أخرى، قالت المصادر إن الجناة استعانوا بمجهول كان يتردد على المديرية، وينقل لهم المعلومات، وأفادت بأن معلومات وصلت إلى المنفذين تضمنت موعد اجتماع قيادات المديرية الذى امتد حتى تم تنفيذ التفجير.
وأوضحت المصادر أن الجناة يعتمدون على معلومات تصلهم عن مواعيد الاجتماعات، وتجمع أكبر قدر من القيادات الأمنية لتنفيذ أعمالهم الإرهابية، ونجحوا، خلال ٣ أشهر، فى تنفيذ عمليتين إرهابيتين بنفس الطريقة، حيث نفذوا حادثين، منذ شهرين تقريبا، أسفرا عن استشهاد مجند وإصابة ٢٥ آخرين.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية مسؤولة بمطار القاهرة العثور على معلومات مهمة من أجهزة اتصالات وكمبيوتر كانت بصحبة شخص ينتمى لجماعة الإخوان يشتبه فى تورطه فى انفجار مديرية الأمن، قبل هروبه إلى تركيا.
وقالت المصادر إن المشتبه به صاحب مكتبة لأعمال الكمبيوتر بالمنصورة، نجل قيادى إخوانى، عضو مجلس شعب سابق، وكان بصحبته والدته وصديقه، وأضافت أنه تبين أنهم جميعا ينتمون لتنظيم الإخوان، وشاركوا فى اعتصام «رابعة»، وهو ما عززته الصور الموجودة على هواتفهم المحمولة، وأنهم أكدوا فى التحقيقات الأولية ترددهم على ميدان «رابعة»، والمشاركة فى الاعتصام، وتزويد المعتصمين بالأطعمة ووسائل المعيشة.
وأشارت المصادر إلى أن السلطات الأمنية تجرى حاليا تحقيقات مكثفة معهم، وتم تحويل أجهزة الهواتف المحمولة وجهاز «لاب توب» وجهاز «تابلت» إلى المعامل الفنية المتخصصة، لفحصها واستخراج جميع المعلومات وأرقام الهواتف وتحليلها ومتابعة المعلومات التى تحتويها.
وعلى صعيد التحقيقات، تسلمت النيابة العامة تقارير مبدئية من لجنة المفرقعات التى فحصت مكان الحادث، أفادت بأن التفجير ناتج عن انفجار قرابة ٣٠٠ كيلوجرام من المواد المتفجرة.
وأكدت التقارير أن السيارة التى تم تفخيخها اقتحمت الجنزير المثبت أمام المديرية، ووقع الانفجار بعدها مباشرة، وأشارت إلى أن المعلومات الأولية تؤكد أن انتحاريا وراء تنفيذ العملية، وأكدت أن تحليل «D.N.A» الخاص بمنفذ العملية سيحدد هوية هذا الشخص، بعد فصل أشلاء الضحايا عن الأشلاء التى عثر عليها داخل السيارة.
ونفت التقارير وقوع الانفجار عن طريق «القنبلة الارتجاجية»، أو كما يطلق عليها البعض «القنبلة الهوائية»، وشرح محرر التقرير أن القنبلة الارتجاجية تنفجر فى الهواء، ولا تترك أثرا فى الأرض، عكس ما ظهر من المعاينة التى أظهرت أن الانفجار خلَّف فتحة كبيرة فى الأرض.
وأشارت التقارير إلى أن محتويات القنبلة كانت خليطا من المواد المستخدمة فى حوادث سابقة، غير أنها أكدت أن القنبلة احتوت على مواد جديدة تستطيع أثناء انفجارها أن تسحب الأكسجين من الهواء فى مكان الحادث، ما يتسبب فى اختناق الضحايا، وهو ما حدث بالفعل، كما أن القنبلة تحتوى على مواد لا تساعد على الاشتعال.
وقال اللواء محمد جمال، مساعد وزير الداخلية لإدارة المفرقعات، الذى عاين مكان الحادث: «لحسن الحظ أن مواد الانفجار كانت مختلفة عن المواد المستخدمة من قبل، لأنه لو كانت المواد تساعد على الاشتعال، لتحولت المنطقة بالكامل إلى جحيم، خاصة أن المعاينة أظهرت سقوط كميات كبيرة من البنزين على الأرض من تنكات السيارات التى تعرضت للانفجار، وفى حالة اشتعالها كانت النيران ستطال شوارع كاملة».