قال أحمد بان القيادي المنشق عن جماعة الإخوان, إن الجماعة ـ التي مازالت تحركها صدمة الخروج السريع من الحكم ـ لم تتخل بعد عن حلم العودة الي القصر
, محذرا من أنها قد تلجأ الي ما وصفه بسيناريو العنف الشامل للدفع في اتجاه النموذج السوري لإفشال الاستفتاء علي الدستور, تنفيذا لتوصيات التنظيم الدولي للإخوان, المدعوم أمريكيا وتركيا وقطريا.
وأضاف بان, الباحث في شئون الحركات الإسلامية ـ في تصريحات لـ الأهرام ـ أن الجماعة بعد خروجها من الحكم كانت أمام الخيار بين ثلاثة سيناريوهات, الأول هو إدراك حقائق الواقع الجديد الذي جسد فشلها في إدارة الدولة المصرية والاساءة الي مؤسساتها كلها, وبالتالي العودة الي الوراء قليلا وقبول الارادة الشعبية, والثاني هو سيناريو منازعة الشرعية في مقابل الشرعية, والثالث هو سيناريو العنف الشامل في اتجاه الدفع الي الحالة السورية.
وأشار الي ان الجماعة اختارت السيناريو الثاني, الذي فشلت مرحلته الأولي والتي راهنت فيها علي امكانية اتصال الطلائع الاخوانية المحدودة في الشارع مع جموع الغاضبين من الحركات الثورية الأخري, وهو ما دفعها الي الانتقال الي المرحلة الثانية, وآخر سهم بجعبتها في هذا السيناريو الاستعانة بـ شريحة الطلبة ـ التي ليس لديها أعباء إدارة أسرة أو الانفاق عليها وتحظي بإشراف مباشر من عضو بمكتب ارشاد الجماعة, لتتحول الي الاختيار المثالي الآن لطموح الجماعة للبقاء في المشهد, عبر اشعال الجامعات المصرية, ومحاولة تعطيل الدراسة بأي ثمن ـ بتعليمات من التنظيم الدولي لتصدير صورة للعالم الخارجي بأن الحياة متوقفة في مصر, الي جانب الاتصال بمجموعات طلابية أخري للخروج الي الشارع مع اقتراب الاستفتاء علي الدستور الذي يعني مروره تقويض أحلام الجماعة نهائيا في العودة للسياسة, حتي يعني التصويت بنعم للدستور, تعزيز شرعية الخروج الجماهيري العظيم في30 يونيو و3 يوليو, والتأسيس لشرعية دستورية بعد الشرعية الشعبية.
وتابع بان, أن الجماعة تستميت عبر قسم الطلبة في محاولات إفساد هذا الاستحقاق السياسي, الذي قد يدفعها للدخول الي السيناريو الثالث وهو العنف الشامل للدفع في اتجاه السيناريو السوري, تنفيذا لتوصيات التنظيم الدولي المدعوم أمريكيا وتركيا وقطريا.
وقال: إن الإخوان بتركيبتها وتحالفاتها المتصدعة بفعل خذلان الحليف الأهم لها والمتمثل في الجماعة الإسلامية التي تبدو غير راغبة في أن تسلك تجربة العنف مع الدولة بعدما ذاقت مرارته مرتين قبل ثورة يناير, تبدو ـ أي الإخوان ـ في البرزخ إما أن ينتصر ما تبقي من عقل لديها فتعود للاندماج وفق الصيغة التي يرتضيها الشعب المصري لها, وبعد أن تعتذر وتحاسب عما اقترفته, وإما أن تنجرف للعنف الشامل الذي ستدفع ثمنه وحدها في النهاية, ولن يتعاطف معها أحد في مظلوميات جديدة من صنع يدها كالعادة, وواصل: تبقي الكرة حتي الآن في ملعب شباب الجماعة الذي لو فكر للحظة في هذا المآل لخلع تلك القيادة الكارثية وقطع الطريق عليها وانتخب قيادة جديدة أقدر علي قراءة راشدة للواقع.