في محاولة لرصد دور البحوث العلمية في مجال أمراض الكبد والتي من المفترض أن تكون قاطرة تطوير الخدمات الصحية بالدولة نظم معهد تيودور بلهارس مؤتمرا الخميس الماضي لمناقشة الأولويات والخطط المستقبلية في مجال أبحاث الكبد
خاصة وأن مصر مصنفة الأعلي عالميا في نسبة الإصابة بفيروس سي. المؤتمر شارك فيه جمع من الخبراء من وزارتي الصحة والبحث العلمي واللجان القومية للفيروسات الكبدية وزرع الكبد إضافة إلي ممثلي مفوضية الاتحاد الأوروبي حيث عرضت د.سناء بطرس أستاذ علم الأدوية ومنسق المشروع البحثي المصري الأوروبي لمعهد تيودور بلهارس رصدا وتحليلا لأكثر من الفي دراسة في مجال الكبد نشرها العلماء المصريون في الفترة من2005 حتي عام.2010
وطبقا لنتائج الدراسة, بدا واضحا انخفاض معدل النشر بالمجلات المصرية مقابل المجلات الدولية كمؤشر إيجابي لارتقاء بحوث الكبد وزيادة نسب التعاون العلمي الدولي بدلا من أن تظل الدراسات مجهولة في المجلات المحلية. أما فيما يتعلق بتصنيف الأبحاث, كانت هناك زيادة كبيرة في بحوث تشخيص الإصابة بالأمراض الكبدية مثل الفيروسات الكبدية, الأمراض الكبدية المزمنة, سرطان الكبد, وعلقت د. بطرس أنه في هذا القطاع لاتوجد استفادة تراكمية من البحوث السابقة أو رصد إحصائي للدلالات الطبية الأكثر أهمية لكل مرض كبدي بحيث لا يحتاج كل باحث لاختراع العجلة وإعادة توصيف المرض من جديد من خلال كم هائل ومكلف من التجارب الإكلينيكية. أما في مجال بحوث أدوية الكبد فإن القسم الأكبر لتلك البحوث يتناول المكملات الغذائية والمستخلصات الطبيعية للحفاظ علي حالة الكبد وليس الأدوية الفعالة. وعن المجالات البحثية المهمشة والقليلة نسبيا برغم أهميتها فكانت: المشكلات المجتمعية الناتجة عن الإصابة بالأمراض الكبدية وما ينتج عن ذلك من وصم وتمييز ضد المرضي وانخفاض ساعات الإنتاج بينهم, إدارة النظام الصحي وعلاقته بالأمراض الكبدية, نقل الدم والأمراض الكبدية, حتي البحوث في مجال زرع الكبد قليلة جدا. أما أكثر المفاجآت التي ذكرت بالمؤتمر, تأكيد الكثير من الحاضرين أن وزارة الصحة لا تطبق سياساتها في الحد من العدوي وعلاج الإصابة بالفيروسات الكبدية إلا علي30% فقط من مجمل المستشفيات بالدولة وذلك لأن النسبة الأكبر من مراكز الخدمات الطبية تتبع وزارات أخري مثل التعليم العالي والبحث العلمي والدفاع بخلاف مستشفيات القطاع الخاص. أضف إلي ذلك أنه لاتوجد إلي يومنا هذا هيئة عليا تابعة لمجلس الوزراء لتفعيل سياسات صحية موحدة علي المستشفيات كافة بالدولة مثل مراقبة جودة الخدمة الطبية, رصد عدوي المستشفيات, تقييم دقة الأجهزة الطبية وجودة تحليل ونقل الدم. تلك النقاط كانت محل نقاش مطول من قبل الحاضرين والذين طالبوا بضرورة وجود تلك الهيئة العليا للمساهمة في الإجابة علي أسئلة بالغة الأهمية عند التصدي لأزمة بحجم الفيروس الكبدي سي مثل تقدير ما ينفق سنويا في مصر لعلاج مرضي فيروس سي ومدي جدوي هذا الإنفاق, وحجم الإنفاق في السنوات القادمة للحد من الإصابة وعلاج المرضي. وبشكل عام, فإن تقرير د.سناء بطرس عن بحوث الكبد في مصر والذي امتد لأكثر من200 صفحة يمثل بادرة مهمة نأمل لها أن تستمر بشكل دوري مثلما هو الحال في كافة دول العالم بأن تعمل جهة بحثية مستقلة علي رصد نقاط القوة والضعف في أداء السلطة التنفيذية والجهات البحثية الأخري ومدي توافق أداء تلك الجهات مع الاستراتيجيات المحددة للدولة لعلاج أمراض الكبد, فلا يمكن لأي مؤسسة في العالم أن تكون الخصم والحكم في ذات الوقت, كما أن نصائح تلك العين الرقيبة ستساعد الجامعات ومتخذي القرار علي مراجعة أولوياتها بشكل دوري وتوجيه الانفاق للبحوث الأهم والأكثر احتياجا والحد من تكرار ما لاجدوي منه.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |