سبحان الله العظيم في كل مرة يمن عليك بزيارة المسجد الحرام أو المسجد النبوي الشريف حيث تشعر انك انسان اخر مختلف،انسان تكاد تجد نفسك لأول مره رغم تكرارك لهذه الزيارة ،فالانسان يتأمل في كل زيارة ليكشف حقيقته من جديد بعد سنين من الضياع في عالم كبير يأخذك معه في دوامته ويشغلك عن أبسط واجباتك اتجاه ربك وأبسط حقوقك اتجاه نفسك ،فأي مشاعر روحانيه تلك التى تنتابك وأنت مقبل على بيت الله؟أي احساس يخالجك وأنت تطأ بقدميك عتبة ذلك المسجد؟بل أي روح تحس بها وأنت ترى عظمة هذا الموقف الرباني تتجلى أمام عينيك
هذه السكينه التى تلفك من قمة رأسك الى أخمص قدميك ،هذه النسمات الروحانية التي تداعب وجدانك ،هذا الشعور بالانكسار والذل الذى تشعر به وأنت في بيت الله ألا يعني لك شيئا؟ ألا ينبهك الى حقائق كثيرة أنت غافل عنها بحكم لهوك في الدنيا وجريك المتواصل لتحقيق أغراض ومأرب دنيوية زائلة؟
هذا الانسان بجبروته وكبريائه وعزة نفسه حينما يقف أمام الله في بيت الله من بيوته! لايشعر الا بنفس ذليلة منكسرة وانه ضعيف لاحول له و لا قوة،لايشعر الا بالدموع التي تذرف من عينيه لتبلل وجنتيه ،لتغسل ذنوبه وتريح قلبه وتؤكد له حقيقة واحدة وهي أن الانسان ضعيف بحاجة الى هذا الموقف من حين لآخر
فما أحوج الانسان لأن يوثق رابطيه بالله عزوجل ، و يكتشف نفسه البسيطة من جديد ،ويشعر أن هناك أبواب مشرعة للعودة الى الصواب.ما أحوجه لأن يشعر أن هناك أيادي خيرة مفتوحة تمد يد العون وتدعوه لأن يصافحها دون تردد لتأخذه معها الى عالم من الروحانيات الجميلة التي يفتقدها لتبعده عن الماديات والملاهي الدنيوية ,,؟