"الدين والعقل"
إن الرسل والأنبياء ليسوا فقط رسل رسالة يتكلموا عنها إنهم أكثر بكثير من فلاسفة وحكماء ومبدعين ومفكرين إن الرسالة ليست أن يقف احد في الميدان ويتكلم عن الخالق ويسمعه الآخرون ويؤمنون بتلك الرسالة والرسالة عمل شاق جدا وهو تغيير العقول التي لا تؤمن بالخالق كيف إن شعب يعبد الأصنام ويؤمنوا بذلك ويأتي لهم رسول أو نبي ليغير عقولهم من ذلك إلي الطريق الصحيح ولذلك كان الرسل والأنبياء يتعذبون ويتألمون من هؤلاء الكفرة وهذا ما رأيناه ماذا فعلوا مع سيدنا إبراهيم وسيدنا موسي وسيدنا عيسي وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ونري المعجزات عندما كان سيدنا إبراهيم في النار وسيدنا موسي يقابل السحرة في عهد فرعون وسيدنا عيسي مع الكهنة اليهود وسيدنا محمد مع امة قريش إنهم هؤلاء الرسل والأنبياء يتعاملون مع عقولهم وإيمانهم وصدق الرسالة وكانوا حكماء وقدوة لمن يريد الاتجاه إلي الخالق العظيم إن الإيمان بالله ليس صدفه أو اختيار ولكنه يأتي من العقل والإقناع ومن القلب للإيمان وهذا ما نراه كثيرا من العقلاء والفلاسفة آمنوا بالخالق فإذا كان فرض الإيمان بمحض الصدفة أو الإقناع لكان المؤمنين ليسوا بالعدد الهائل الذي نراه علي الكرة الأرضية وقد وصلوا إلي 4 مليار حتي الآن . وإن الحوار في ذلك يفتح الأبواب لمن يفكر التفكير السماوي وليس الدنيوي لان مشاكل الإنسان اليوم أصبحت معقدة جدا وتحدث الكوارث التي نعيشها باسم الدين . نحن عباد الله في الأرض وخليفته إن الله يحبنا حبا كبيرا ويريد لنا الخير ولكن للأسف لا نستطيع أن نفهم إن التوبة الصحيحة هي التقرب إلي الخالق ونبعد الخوف من قلوبنا من الخالق العظيم ونبعد فكرة الترهيب والخوف من العذاب الذي سوف يصبه الخالق علينا يوم الدين وعندما ندخل إلي القبر. إن سماحة الخالق العظيم أكثر بكثير من أعمالنا ومهما فعلنا من أعمال فلا نوفيه حقه وان كلمة الفلسفة هي شرح الموضوعية بالعقل والتفكير وهنا لنا الحق أن نتناقش بصراحة عما يفعلوه الآن باسم الدين وحان الوقت أن يقف المؤمنين ويؤمنوا بالخالق العظيم و أن يدافعوا بالحق والإيمان ولا نترك احد يلعب في عقولنا بأشياء لا يعلمها إلا الخالق العظيم إن الحزن يملأ قلوبنا والعمل السيئ نفعله لغيرنا ونملأ جيوبنا من المال الحرام وهذا المال يحرم علي الأيتام ونتعامل مع المرأة مثل لعبة للتسلية ونأكل ونشرب ونأخذ الدواء بدون علم وأصبحنا شيء مستهلك فقط بدون عقل و تفكيرنا أصبح تفكير دنيوي ولا نعامل ضميرنا في عملنا ولا نراعي كلمات الخالق سوف يأتي يوم نحاسب عليه عما فعلنا في دنيانا إن الخالق العظيم انذرنا وانذر عقولنا وشرح لنا في كتبه السماوية ليفهم البشر ما هو الخير وما هو الشر علينا ونحلف به مثل التجارة في الأسواق وعلينا أن نستيقظ ونقف أمامه بلا خوف ورهبه ولكن بحب وخشية .يوما ما كان هناك مؤتمر كبير في علوم الفضاء وللأسف كان هناك ملحدين من العلماء لا يؤمنون بالخالق ويتحدثون عن الطبيعة هي التي خلقت كل شيء وكل شيء جاء صدفه وان العالم الكبير "اينشتاين" قال في حديثة المعروف إن الخالق العظيم لا يستعمل حجر النرد أو الحظ والصدف وخرجت من هذا المؤتمر والدموع تنهمر من عيني وتصورت هذا العالم بدون الخالق العظيم الرحمن الرحيم إن هذا الكون بدون الخالق الرحمن الرحيم سوف يكون ممل ولا يساوي شيئا بدون الخالق . إن العقل والتعليم أساس بناء الدين
فعندما نزل الوحي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وقال له جبريل اقرأ فرد عليه الرسول صلي الله عليه وسلم ما أنا بقارئ فتكرر ذلك أكثر من مرة حتي قال له" أقرأ باسم ربك الذي خلق " ولهذا الدين ليس بالفطرة وإنما بالعقل والتفكير والتدبير لان الإيمان مسؤولية كبيرة أمام الخالق والقرآن الكريم ذكر العقل أكثر من مرة لان العقل هو المدبر والمفكر .
والآن نحن نملك العلم الذي يعطينا الأمثال لتكوين الحياة والإيمان بالخالق العظيم .
"ربي اغفر لنا أخطأنا نحن عبادك التوابين نحن نؤمن إيمان كبير برحمتك "
مع تحياتي