أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
إلى جانب تقصير المسافات وتحويل الحياة إلى مكان أسهل فإنها لا تخلو من الآثار الجانبية التى حولتها عند البعض إلى نوع من الإدمان لا يقل خطورة عن إدمان المخدر، بعد أن تحولت برامج التواصل بشكل عام أو "الشات" وخاصة على الهواتف المحمولة إلى جزء لا تخلو منه ساعات اليوم التى دخل "الواتس أب" والـ"فايبر" فى تفاصيلها كأكثر هذه التفاصيل أهمية، وتحول مشهد الرأس التى اندست فى الهاتف حتى أثناء القيادة أو العمل أو النوم، هو المشهد المعتاد عند الشباب.
بتعريف الإدمان كعادة تمارس دون قيود يمكن إدراج إدمان "الشات" من ضمن قائمة المواد المخدرة هكذا أكدت الدكتورة "هبة عيسوى" أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، والتى تناولت "إدمان برامج الشات" عند الشباب كنوع جديد من أنواع الإدمان لا تختلف كثيراً عن المخدرات، وخاصة برنامج الواتس أب الذى يعتبر الأكثر شيوعاً بين سكان العالم وهو الأفضل والأسهل تداولاً بين مختلف الفئات العمرية وخاصة بعد انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير.
وتقول "عيسوى": أثبتت الدراسات أن الشباب فى سن العشرين هم الفئة الأكثر عرضة لإدمان الواتس آب عن غيرها من الفئات العمرية الأخرى، وتعانى هذه الفئة فى الغالب لمشاكل فى الهوية وتقييم الذات أو من ظروف أسرية تشوبها المشاكل والمعانة من نقص الاهتمام المحيطى داخل الأسرة، وخاصة فيما يخص هؤلاء ممن يقوضن ساعات طويلة فى الحديث مع أصدقائهم عبر شاشة الهاتف، على عكس من يتناول هذا البرنامج باعتباره برنامج يسهل الحديث فى الأمور المهمة.
تضيف "عيسوى": جميع مدمنى الواتس آب يعلون من قيمة أصدقائهم وأهميتهم فى الحياة، فكلما زاد عدد الأصدقاء وزاد استحسانهم على العبارات والتعليقات المتداولة، يشعر الشخص بالسعادة والرضا، لدرجة ذكر فيها أحدهم أن رفضه من قبل إحدى الشركات التى تقدم بطلب وظيفة إليها كان أهون عليه من رفض الأصدقاء له على برامج "الشات".
وعن الخسائر الاجتماعية والنفسية لإدمان الواتس آب تحدثت "عيسوى"، إدمان الواتس آب له خسائر اجتماعية كبرى، أولها تضخيم المشكلات، بشكل كبير وذلك لأن التواصل عن طريق الكتابة يختلف عن المخاطبة العادية والتى تتيح التعرف على تعبيرات الوجه ونبرات الصوت، والتمييز بين المزاح والجد، مما يضطر المستخدمين للتركيز على الأيقونات لإظهار عواطفهم، إلى جانب الإنهاك النفسى الذى يشعر به المستخدم من كثرة استقبال الرسائل.
تضيف "عيسوى": تراجع الأداء الدراسى من الآثار السلبية الناتجة عن كثرة استخدام الواتس أب، بداية من الصوت المنبه على وصول رسالة جديدة وهو ما يشتت الانتباه، ووصولاً إلى الانغماس فى المحادثة التى تسرق الوقت بسرعة، كما يسبب قلة الاستيعاب وضعف الذاكرة، لذلك يجب إغلاق المحمول فى وقت المذاكرة تجنباً للتشتت وتحديد وقت معين مع الأصدقاء، ولا داعى لتجاوزه لتجنب إدمان "الشات".