سواء كانت ثورة أو انقلاب .. إن ما حدث يوم 30 يونيه يعتبر صرخة من ملايين المصريين لرفض واقع مرير فى الاقتصاد والسياسة والإخلاق وتحريف للدين الإسلامى الحنيف ..
سواء كانت أمريكا مؤيدة لتلك الصرخة أو معترضة عليها .. لن تغير ما حدث ولن تقلب الحقائق ..أصحاب الفكر السلفى وأصحاب الأفكار القديمة لن يقنعوا أحدا بصدق نواياهم ولا بصدق الشعارات المرفوعة التى تنادى بعودة التاريخ ..ولو لشهر واحد مضى ..وهو لن يكون . التاريخ لا يعود للوراء ..
أمريكا .. أقوى دولة فى العالم تعترض وتوافق وتلمح وتقول ما شاء لها أن تقول ..لن تصل كلماتها إلى شعب ذاق التفرقة خلال عام على يد حكم إخوانى يفتقر إلى الحكمة وإلى الرشد ..
الثورة القادمة ستكون أكبر عشرات المرات .. إذا لم يتم الالتفاف حول القومية الوطنية المصرية .. وانعاش الاقتصاد المصرى ..
سوف تنقلب موازين القوى فى الشرق الأوسط بسبب تلك الصرخة المصرية التى صدرت فى 30 يونيه 2013. هناك اتجاه لتنوع مصادر السلاح .. وعدم الاعتماد على أمريكا فى تسليح مصر .. وهى آراء ما زالت فى مهدها وفى بداياتها .. ولم تأخذ الشكل الحاد والدقيق والرسمى .. ولكنها بدايات يحسب لها ألف حساب.
عام 1956.. كلنا نذكر موقف الزعيم عبد الناصر .. عندما نادى بضرورة تنوع مصادر السلاح .. واستجابت دولة تشيكوسلوفاكيا فى وقت قصير وبدأت تمدنا بالدبابات .. كبداية بأن تبدأ مصر مرحلة جديدة فى استخدام السلاح الشرقى .. وأن تنتقل العقيدة الغربية إلى العقيدة الشرقية إلى تنويع مصادر السلاح واستخداماته .. وتمكنت مصر من استيعاب تنوع التسليح واستخدماته إلى فترات كبيرة وممتدة حتى حرب 1973 .. وكانت ناجحة بكل المقاييس ..
واليوم تلوح أمريكا بقطع المعونة عن مصر .. واتهامها بأنها قامت بانقلاب عسكرى ضد الشرعية - ونجد أن الشعب المصرى كله لا يعبأ بتلك التهديدات ... ويتذكر كلمات عبد الناصر عليها .. ويشعر بكرامته تعود إليه .. حتى وإن كان يعانى مشاكل اقتصادية ...
ما بين عام 1956 وعام 2013 زمن كبير تغيرت فيه الأفكار .. والأيدلوجيات والاقتصاد والتقنيات الحديثة التى قلبت موازين القوى لدول عظمى .. ولكن كرامة الشعب المصرى ظلت ومازالت شامخة بحب وطنها ولم تتغير .. ولم تتبدل .. ولم تنقلب على أصولها ومبادئها النابعة من الاسلام الصحيح والمسيحة السمحة ..