بدر أضاء الدنيا بهجةً وسروراً.. جرفنا كسيل عشق نحو شاطىء الخير وزادنا نوراً.. بفيض نبعه نزداد حباً وتعلقاً برب السماء.. نروى عطشنا بقرآنه ونذوب حباً بأحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام.. ونبذل كل ما لدينا لإعلاء كلمة الإسلام.
تغمرنا درره وعطاياه.. فقد عشقناه منذ الأزل وحملناه فى قلوبنا طوال العمر ومعه نردد الدعوات الصادقات وتنهال منا العبرات.. نهلل له حين يزورنا فيسطع نوره فى كل مكان ويسحرنا بجمال هلاله الذى يسكن الفؤاد.. وتهيم الروح معه فى ملكوت رب العباد.. والقلب ينبض شوقاً إليه كلما اقتربت أيامه ولياليه.. يمسح عنا الأحزان والآلام ويزرع فى صدورنا السكينة والوئام ويمتعنا بعذوبة قراءة القرآن وذكر الرحمن.. ويبعث فينا الرأفة والمحبة ومواساة المرضى وذوى القلوب الحزينة.. فيه يزداد حب الإنسان لأخيه الإنسان فيغيث الملهوف ويعين المحتاج وتزدان أخلاقنا بالصبر والحكمة والرحمة فلا ترى العين إلا أجمل صفات عرفها الإنسان.
هو كقطرات الندى يزداد بقدومه الاحساس بالسعادة والرضى.. به نجاهد النفس عن المعصية.. ونستنشق عبير أنفاسه كطيب ملأ الدنيا بشذا عطره.. أيامه أجمل الأيام بها نتنقل من بستان إلى بستان ونقطف منها ثمار القيام وقراءة القرآن وعبادة الرحمن.. تفوح من أيامه رائحة الورود المعطرة بالإيمان فى كل مكان وتتفتح أبواب السماء لتستقبل دعاء كل إنسان فتقودنا حتى توقفنا بين أيادى الرحمن لنشعر بدفء الدعاء وصدق الالتجاء فتضئ أنوار الكون ونحن نردد بقلب خاشع.. يا الله.. فأنت أيها الضيف الكريم منحة من رب العباد.. فى رحابك تزداد المكرمات وبك تمتلئ قلوبنا بالسكينة وتنعم بالعطايا والهبات.. وتملأ الفرحة قلوبنا وتتلألأ الزينات.
بقدومك تضئ فوانيس رمضان فيفرح الأطفال وينطلق اللسان ليغرد بأجمل العبارات وأصدق الدعوات ويعلو صوت الحناجر لتهتف يا الله.. يا أرحم الراحمين.. يارب الأولين والآخرين.. بارك لنا فى هذا الشهر العظيم.. فاللهم بلغنا رمضان واكتب لنا فيه الرحمة والغفران ووفقنا فيه لحسن الصيام والقيام يا عظيم يا منان.. وكل عام وأمة الإسلام كلها بخير.