أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
مازلت أقتنع بشدة أن قصة الأبراج وخصائص كل برج أمر غير صادق وغير دقيق فلكل منا شخصيته المستقلة تكونت منذ نعومة أظافره معتمدة على ظروف بيئته، ومرجعيته الدينية والثقافية، وربما لسلوك أهله وأصدقائه، حتى أصبح لكل منا شخصيته المستقلة التى لا يمكن أن تحصرها فى 12 شخصية بعدد أبراج شهور السنة، فمن الطبيعى أن تجد اختلافا فى التصرفات والمبادئ والتوجهات من شخص لأخر، ربما تجد من يتصف بصفات تشبهك أو له آراء تعجبك، لكن تأكد أنك لن تجد شخصا يشبهك بشكل كامل إلا أنت.
أما فى مصر فللأسف أصبح اختلافنا هو الأزمة الحقيقية.. ظهرت منذ ظهور فجر ثورة يناير وتضخمت مع تضخم أحداث موجات الثورة المختلفة وأخرها موجة 30-6. فى البداية بدأنا بالاختلاف ما بين مؤيد للثورة ومعارض لها والذى اشتهر باسم الفلول وهو الاسم الذى أطلقه المجلس العسكرى على أعداء الثورة فى بيانه الثانى والثالث، ثم ظهر الموضوع أكثر تعقيدا بعد استفتاء مارس حينما تم تقسيم مؤيدى الثورة أنفسهم إلى إسلاميين وثوار، أما عن الثوار أنفسهم فهم منقسمين إلى طوائف مختلفة تحكمها أيدلوجياتهم والإسلاميين أنفسهم انقسموا بدرجات تشددهم.. أما بعد أكثر من عامين من انتفاضات وأحداث سياسية متتالية، أصبح المصريون ما بين مؤيد ومعارض حتى لو على أسباب تافهة.. حتى من تجنب الصدام سمى بحزب الكنبة، هذا التطور يبدو لى طبيعيا بعد ثورة وخلل سياسى خصوصا أن معظمنا لم يكن يعلم كثيرا عن السياسة قبل تجلى الثورة إلا أن البعض يعتبر الموضوع مقلقا بعض الشئ نظرا للاختلافات السياسية الكثيرة، والآراء المتنوعة والمحتدة الموجودة فى الشارع المصرى .
أصبحت مصر تعانى من "أزمة اختلاف" تلك الأزمة ليست فى اختلافنا فأختلافنا طبيعى، لكن الأزمة الحقيقية فى كيفية التعبير عن الاختلاف . للأسف لم نتعلم جيدا ثقافة الاختلاف والنقاش فبدأنا باتهام بعضنا البعض مرة بالفساد ومرة بالتابعية ومرة أخرى بالكفر والإلحاد، كل هذا وأكثر لمجرد اختلافات سياسية ربما نخطئ فى تقديرها ولمجرد اعتراضى على رأيك, كل هذا لمجرد أن أتيحت لنا فرصة للتعبير عن آرائنا بعد القضاء على دولة الرأى الواحد، والطوارئ.. أخشى أنا أيضا أن أكون أحادى الفكر . الأزمة أصبحت تتفاقم.. ما يحدث الآن ليست مجرد اختلاف مع الآخر ولكنه أصبح كراهية الآخر لمرحلة تصل إلى محاولة التخلص منه –لم أحدد من الآخر- لم نعلم أن كلنا عشنا سويا وربما نكون أسرة واحدة لكن بسبب أول اختلاف حقيقى نعرفه بدأنا فى محاربة أنفسنا.
علينا أن نراجع مواقفنا علينا أن نراجع أنفسنا قبل أن نقع فى فتنة لا يعلم منتهاها إلا الله وحده،.. الصبر وتحمل الآخر واستيعابه أبسط الحلول للخروج من الأزمة الحالية. فى نهاية المقال، أود أن يعلم أهالى التحرير ورابعة العدوية أن منطقة العباسية منطقة قريبة من الطرفيين لإقامة فطار رمضانى موحد.