بات من المعروف تأثيرات التأمل واليوجا فى التخفيف من التوتر والمساعدة على الاسترخاء، لكن لم تُعرف آلية التأثير إلا حديثاً عندما استطاع علماء من مركز "ويك فوريست بابتيس" الطبى تحديد أجزاء الدماغ الذى يتم تفعليها نتيجة لممارسة التأمّل.
وقال موقع "العربية. نت": شملت هذه الدراسة التى نُشرت فى دورية المعارف الاجتماعية وعلم الأعصاب الفعال، 15 مشتركاً ممن لديهم مستويات عادية من التوتر اليومى، وليس لديهم أى خبرة سابقة بممارسة التأمّل وتم فيما بعد تدريبهم وإخضاعهم لما يُعرف بـ"التأمّل الذهنى" والذى يتجلى بالتركيز على التنفس وإحساسات الجسم فى اللحظة الحالية.
وبعد فحص الدماغ بطرق خاصة لتحديد فعاليته بالإضافة لتقييم مستوى التوتر لدى المشتركين قبل وبعد جلسات التأمّل، شعر معظم المشتركين بالراحة والاسترخاء بعد جلسات التأمل وقدر الباحثون أن التوتر انخفض لديهم بمعدل 40%.
وبالنسبة لفعالية الدماغ بيّنت الدراسة أن الراحة الحاصلة بعد التأمُّل الذهنى مرتبطة مع فعالية أجزاء الدماغ المسؤولة عن ضبط القلق والتوتر خاصة فى القشرة الداخلية من الفص الجبهة، والغريب أنها تقع فى نفس أجزاء الدماغ المسؤول عن الانتباه والإدراك أيضاً.
وبالإضافة لتأثيرات التأمّل فى خفض مستويات التوتر لدى الأشخاص العاديين، وجد باحثون فى مراكز أخرى تأثيرات إيجابية للتأمُّل فى التخفيف من التوتر بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يشكون منه بشكل مرضى أو الذين يعانون من الاكتئاب.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن ممارسة التأمّل الذهنى فى أى مكان وأى وقت، وهو مفيد حتى للأطفال، ويمكن أن يتم ذلك بطريقتين، إما بالتركيز على التنفس وإحساسات الجسم مع الابتعاد عن تقييم أى موقف أو حدث يرد إلى ذهننا فى تلك اللحظة. أو باتباع الطريقة الثانية التى تتجلى باسترجاع تفاصيل الأعمال اليومية العادية التى نقوم بها كالاستحمام أو جلى الصحون فى نفس لحظات التركيز على التنفس.
وفى النهاية تعتبر الأدلة التى قدمتها هذه الدراسة حافزاً جديداً لإقناع من يعانى من التوتر أو الاكتئاب لممارسة التأمُّل، حيث يُعتبر طريقة سهلة ويمكن ممارستها بأى مكان، وله تأثيرات إيجابية طويلة الأمد على المزاج.