أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
لم تكن ثوراتنا العربية يوماً نضالاً من أجل سلطة أو سقوط نظام ظالم يعتلى مكانته بعد ذلك أنظمة بلهاء تتحكم فى مصائر شعوبها، بل كانت موجات من الصحوة أرادت بها شعوبنا أن تنسلخ من ثباتها العميق الذى دام عقوداً عديدة. لم يكن للحاقدين الساعين للكراسى سوى محاولات شرسة لسرقة هذا الحلم، ولأننا شعوب تعشق الصلة الرحيمة مع الخالق وغيورة على عقيدتها الدينية، لعبت قوى الشر على وتر الانتماء الدينى فى ظل الجهل والفقر المتجذر فى بلدان الشرق. فى الاتحادية حيث تجمع الآلاف يوم ثورة التطهير الأحد 30 يونيو 2013، نزلت أشارك رفقاء الوطن رغبتهم فى إزالة وشاح "الأخونة باسم الدين" الذى يتستر خلفه لاهثى السلطة، تجولت بين المتظاهرين كى أتعرف على آرائهم واتجاهاتهم وسعدت كثيراً بهذه الجموع الحاشدة التى تركت الصمت داخل منازلها ونزلت تقول "لا" لمن أغرته نفسه أنه غير زائل، كانت المحال تفتح أبوابها غير خائفة من أعمال عنف أو تخريب لأنها تعرف أننا حماة للوطن ومقدراته ولسنا عملاء أو مأجورون، من بين عمال هذه المحال يقف عدد من السوريين، فاتكأت عند أحدهم فنظر إلى مبتسماً "مبروك" لقد أثبتم أنكم بناة الأوطان ومجد للشعوب العربية، يا ليت سوريا تفعل هذا بدلاً من الاقتتال، فبدأت أجاريه الحديث فإذا به يفاجئنى بكلمة "أنا نادم على عروبتى" تلك الكلمة هزتنى كثيراً وحاولت تخفيف المرارة التى يتحدث بها ويصف الدمار الذى فى بلاده واصفاً إياه بالغموض، وشيئاً فشيئاً بدأ يتحدث عن تعنت النظام وإرهاب جماعة الإخوان التى كانت السبب الرئيسى فى تقسيم الشعب السورى وتأجيج الفرقة وروح الطائفية والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، لم تكن سوريا يوماً تعرف الطائفية "هكذا يقول"، وتابع: فأنا والدتى شيعية ووالدى سنى، لم نكن نتحدث يوماً عن هذا ولم نحس بالاختلاف وإذا تحدثنا يوماً عن هذا كان مجرد دعابات لفظية ليس إلا، أما الآن فالكل مشحون يرى الآخر عدواً له فتفككت الأمة وصار صراعاً ينهش الصغير قبل الكبير بلا رحمة"، فنحن بعد أن تركنا ديارنا المدمرة وأتينا إلى مصر، فإذا بالنظام الساذج يقطع العلاقات مع سوريا فكيف لنا أن نجدد تصاريح الإقامة ونتواصل مع عائلاتنا فى سوريا، لم يكفه هذا بل زج بنا فى صراعه الداخلى واصفاً إيانا، "بالموالين للشرعية" أى شرعية يتحدث بها وأنا أرى الشعب المصرى كله يجوب ميادين البلاد كارهاً لهذا النظام، انتهى كلام الشقيق السورى عند هذا الحد ولكن الأفكار لم تنته داخلى. تساءلت كثيراً هل بات الشباب العربى الغارق فى الصراع يتمنى "زوال عروبته"؟، هل تسرب اليأس إلى هؤلاء بهذا الشكل؟. الزمن الراهن هو زمن الشباب، وثورات الربيع العربى من حولنا قادها شباب، والعالم كله من حولنا يشهد انتفاضات شبابية رافضة لواقعها ومطالبة بالتغيير نحو الأفضل، فلتكن يا شباب العرب ملهماً لحشد الجموع التى تتوق إلى الحرية الحقيقية والعدالة والكرامة الإنسانية. فيا شباب مصر اثبتوا فى مواقعكم وتيقنوا جيداً أنكم روح الوطن النابض فى عروقه، فخفافيش الظلام تترنح الآن من هول ضوء النهار الساطع "لثورة التصحيح"، لم أكن وحدى من نزل الميدان بل الملايين التى أرادت الحفاظ على مكتسبات ثورتها، فالتحرير صار رمزاً للنضال. ميدان التحرير صار ملهماً لحشد الميادين الأخرى بثوار مصر الشرفاء أصحاب الشرعية الوحيدة لهذه الأمة، وقفوا فيه وانتشروا إلى الميادين الأخرى بالملايين التى أبهرت العالم بشعب مصر العظيم.