تم انشاء الموضوع الموافق
27.06.2013
08:34:44
علم مصر
******************************
ما يجرى فى مصر من بعد الثوره فى 25 يناير 2010 وحتى الآن يثبت يقينا ما كان خفيا على العامة من أبناء هذا الشعب إن المجموعات تحت الأرضية أو الظلامية استخدمت كل ما تملكه من مكون نفسى خطير للسيطره على الوطن. ووصلت بالوطن إلى حد الخراب . هذه الرؤية جعلتنى أفكر فيما إذا كان ممكنا الوصول لأسلوب لعلاج الخراب والدمار السياسى الخطير الذى تعانيه مصر الآن ويهدد بانفجار أنماط مدمرة من أنماط التفكير المنغلقة على نفسها. والمثقلة بالتعصب والجنوح للتمييز بين البشر. ووليدة الامتثال لخبرات مدمرة للإنسانية كالسجون والجماعات السرية. والتجمعات العرقية والطائفية المنعزلة. وأعتقد أن هذا النوع من التفكير وما يقوم عليه من اختلالات يهدف إلى تفريغ ثورة 25 يناير من محتواها الحضارى والإنسانى الذى كان واعدا بانطلاقة خلاقة لأمة جديدة .. فشوه ملامحه وحرف اتجاهه وأوصله أخيرا إلى حافة الهاوية .. فهل من تجسيد لهذا المفهوم ...نعم، ودليلى ملموس للغاية، وكل ما هو مطلوب لمن يريد التيقن من دعواى، أن يستعيد صور الأعلام التى كانت تلوِّح فوق الرؤوس وتخفق فى الميادين والشوارع يوم 11فبراير 2011 عندما رحل مبارك عن الحكم، ثم يُقارِن ذلك بالرايات التى رُفعت فيما بعد ابتداء من فتنة الاستفتاء على التعديلات الدستورية المشئومة وهلُمَّ جرَّا. فى المشهد الأول كان هناك ما يناهز عشرين مليونا من المصريين خرجوا يحتفلون فى الشوارع ملوحين بملايين النسخ من راية الوطن الجامعة، حالة من التجلى الإنسانى جعلتنا إخوة وأبناء أمة واحدة نجحت لأول مرة فى تاريخها المثقل بالمعاناة فى إزاحة طاغية بائس وبطانته الفاسدة، فاكتشفت عظيم قدرتها فى وحدتها، وتطلعت لمستقبل طيب كل من فيه إخوة مهما اختلفت توجهاتهم السياسية وعقائدهم الدينية وجذورهم العرقية، .. ثم خرجت من تحت الأرض كوامن عقليات ونفسيات تحت الأرض، فمزقت وحدة الأمة، وتلاطمت رايات التمزيق فوق الرؤوس الملتهبة بالإقصاء والكراهة والرغبة فى الاستئثار بالقوة ولو على حساب الحقيقة والحق.
هناك من يطالبوننا الآن بالنسيان وكأننا أسهمنا بالقدر نفسه الذى أسهموا به فى تمزيق وحدة الأمة وتوهين نسيجها الوطنى، من رفعوا الرايات السود والخضر وذات السيوف وهى تنويعة بائسة على التفكير التحت أرضى، وغير ذات شأن فيما نحن فيه!، هؤلاء هم ممثلو النفسيات تحت الأرضية، بعضهم طالع من بطون الزنزانات وفى أرواح كل منهم زنزانة، بعضهم قادم من زوايا معزولة لأفكار منقرضة، وجميعهم ينتمون بدرجة أو بأخرى لتنظيمات وجماعات كانت ولاتزال سرية أو شبه سرية، ومن ثم محكومة بقيود الولاء لقياداتها مُعتَّقة الجمود، والانحباس فى أيديولوجياتها المُتيبسة، والشك فى كل من ليس منها، وما دام ذلك كذلك، فهى تُبطن ما لا تُظهر، وتُشرِّع لنفسها كافة الأسلحة غير المشروعة فى إقصاء الغير، الكذب والاستحلال والاستباحة والاستغفال، فى سبيل الإمساك بزمام السلطة، وما أن تمسك بهذا الزمام حتى تجمح فى تكريس دوام هذه السلطة لنفسها، وتُصبح الديمقراطية مجرد سلم يوصل الجماعة أو التنظيم إلى ارتقاء سُدَّة الحكم، ثم يُركَل هذا السلم أو يُحرَقه، بسفورٍ فج، أو بالمداورة والمناورة وبيع مقولات تبدو ديموقراطية لكنها فى السلوك العملى تطيح بأى معنى للديموقراطية، وهذا ما رأيناه يتكرر ويشكل نوعا من العنف المعنوى ضد غالبية المصريين ممن لا ينضوون تحت رايات هذه الجماعات أو الحركات أو التيارات الاستئصالية.
أما فى ابتلاء مصر بهيمنة العقليات والنفسيات التحت أرضية، فلا هواء ولا نور، إلا بخروج هذه العقليات والنفسيات من كهوف أنفسها، والاعتذار عما اقترفته من استباحة للأمة، والتراجع عما اتخذته من تدابير تآمرية، ثم الخروج إلى سطح الأرض للعيش بشفافية بين الناس فى نور الله، والتنفس من هواء العالم المفتوح . هذا فى حالة العلاج الإيجابى لمثل هذه الجماعات . أما الحل الآخر والأقرب إلى التحقق هو عودتها إلى حيث أتت . لأن تركيبة هذا الشعب الأبى عصية على الانصياع لمثل هذه الحركات أو أنماط الظلاميين وموعدنا 30\6 .