تم انشاء الموضوع الموافق
26.06.2013
09:23:20
********************
صورة ارشيفية
*********************
تناولنا فى مقالين سابقين التحديات والأزمات التى مرت خلال سنة أولى حكم، ووصلنا لقناعة أن هناك إنجازا تبينه الأرقام ولمسه المواطن فى رغيف الخبز والحرية، فلماذا الدعوة لانتخابات مبكرة؟ وهل هذه الدعوة جاءت بسبب فشل الرئيس فى السنة الأولى لحكمه؟
الحقيقة إن تلك الدعوة لا ترتبط من قريب أو من بعيد بما تم وبما يجب أن يتم؟ كما أن الداعين لها يعرفون جيداً أن إسقاط رئيس استطاع أنصاره أن يجمعوا أكثر من ثلاثة ملايين فى يوم واحد أمام جامعة القاهرة هو درب من المستحيل، إذا ما الهدف من الدعوة لإسقاط الرئيس فى نهاية السنة الأولى؟
أولاً الدعوة بدأت منذ انتخاب الرئيس وقبل أن يمر شهران جرت الدعوة لتظاهرة كبرى يوم 24 أغسطس أمام قصر الاتحادية وقال الداعى لها إنها إذا نجحت سيشكل مجلس رئاسى وأطلقوا عليها الثورة الثانية لاستعادة الثورة الأولى.
وربما بدأت قبل الإعلان عن نتيجة الانتخابات، وهناك تصريح خطير أدلى به البرادعى فى حواره مع الحياة اللندنية بأنه التقى أعضاء "المجلس العسكرى" ليلة إعلان النتيجة قائلا: "التقيت (طنطاوى) و(عنان)، وكانا فى حالة ارتباك تام، وقالا (هل انتهى بنا الوضع أن تكون هذه حالنا بين شفيق ومرسى؟) فقلت لهما أنتما أوصلتمانا الى هذه النتيجة منذ استفتاء التعديلات الدستورى، وربما كانت نتيجة هذا اللقاء الإعلان الدستورى المكبل للرئيس المنتخب، أى أنهم غير راضيين عن اختيار الشعب سواء فى الاستفتاء على الدستور أو اختيار رئيس له مرجعية إسلامية.
وفكرة الانتخابات المبكرة تم طرحها بعد نتيجة الجولة الأولى فى حوار للبرادعى فى 9 يونيو 2012 قال فيه (اقترح إعادة انتخابات الرئاسة بعد عام من الآن كبديل لفكرة المجلس الرئاسى التى وصفها بأنه فات أوانها) أى أن اقتراح انتخابات رئاسية مبكرة وبعد سنة غير مرتبط كما أسلفنا بإنجازات أو فشل الرئيس.
وبالعودة مرة أخرى للسؤال الثانى المتعلق بالهدف من الدعوات المتتالية للتظاهر وإسقاط نظام الحكم، يرى الكاتب أن الرهان على إسقاط الرئيس أو النظام هو رهان خاسر والكل يدرك ذلك، ولكن الهدف الأساسى من ذلك هو إشغال مؤسسة الرئاسة عن تحقيق أى إنجازات وبما يسمى سيناريو (الإرباك والإفشال)، وحتى يشعر المواطن بالخطأ الكبير فى اختيار مشروع إسلامى، ولكن هذا أيضاً لن يحدث فقد يحدث ضجر لدى الشعب من حالة الفوضى وغياب الأمن، إلا أنه لن يختار فى أى وقت مشروع علمانى أو ليبرالى لطبيعة الشعب المصرى المتدين بطبعه.
ولكن يجب عدم الركون إلى أن أصحاب مشروع الإرباك والإفشال سيفشلون، لأنه مع فشلهم هذا يأخذون من رصيد المشروع الإسلامى، فلابد من الاهتمام بالأمن وتطهير مؤسسة الشرطة بأسرع وقت وبقرارات ثورية حتى لو أدت إلى قيامهم بإضراب شامل وهذا لن يحدث، فعندها يكون هناك تبرير لعمل لجان شعبية رسمية وتسليحها حتى يتم إعادة بناء الشرطة، ويرافق ذلك تشريعات تعيد الهيبة لمؤسسة الرئاسة بمحاسبة من يتطاول بألفاظ غير مقبولة، لأن الشعب المصرى لا يحب أن يرى رئيسه يسب فى كل مكان بلا حساب، وهذه خطوات مبدئية لاستكمال النجاح فى سنة أولى حكم.