تم انشاء الموضوع الموافق
25.06.2013
17:21:09
**********************
مصر اليوم مصابة بالإسهال السياسى بمعنى أن المصريين كتب عليهم السير للأمام خطوة والرجوع إلى الخلف خطوتين، المصريون ممنوعون من الاستفادة من ثورتهم وجنى ثمارها.
الشارع يعانى من سيولة شديدة، سيولة فى الأخلاق أدت إلى ضعف نفوسنا واستغلال غياب وضعف قبضة الدولة فانتشرت التجارة السوداء فى المخدرات والسلاح وانتشرت ظاهرة البناء على الأراضى الزراعية وظاهرة الاستيلاء على أراضى الدولة وظاهرة ارتفاع الأسعار وظاهرة التجارة فى السلع المدعومة من الدقيق إلى البوتاجاز إلى البنزين إلى السولار، كل يوم اعتداء على رجال الشرطة ومنع القضاة من الدخول إلى محاكمهم وكل يوم اعتداء على مستشقى وانتشار ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات وكل يوم مئات الشائعات.
الشارع يعانى من سيولة شديدة‘ انفلات أمنى كل يوم حرائق وإجرام وإلقاء حجارة ومولوتوف وملثمين وأصحاب الأقنعة واختطاف وإطلاق النار على رجال الأمن واختطاف جنود الجيش وقطع للطرق ومحاولات تهريب للمحبوسين وانتشار للسلاح وتهريب للأسلحة الثقيلة ومحاولات خفض للروح المعنوية للجنود ومحاولات الزج بخير أجناد الأرض فى معارك وهمية داخلية وأخرى خارجية.
الشارع يعانى من سيولة شديدة فى المجال السياسى، كل النخب السياسية والحزبية لا تفكر إلا فى كراسى السلطة والمصالح الحزبية الضيقة، مصلحة مصر العليا لا تعنيهم، لا يحترمون الإرادة الشعبية الحرة، يؤثرون الانقلاب على الشرعية والديموقراطية، جميعهم أدمن الفوضى والتحريض عليها، جميعهم يوفرون الغطاء للعنف، لم يلتزموا بأى وثيقة حتى لو كانت صادرة عن الأزهر الشريف، فشل تلو فشل ولا تغيير ولا عقلانية ولا منطق.
الشارع يعانى من سيولة شديدة وانفلات إعلامى كل يدلى بدلوه المذيع يفهم فى السياسة ولا يعترف بأصول المهنة الإعلامية، المذيع لا يلتزم بالمهنية والضيوف ألسنتهم مفلوتة وكل شىء لا يعدوا كونه إشاعة يتم تضخيمها والخبر الحقيقى غائب، شائعات وأكاذيب وتحليلات وتكبير للصغير وتصغير للكبير.
فى كل متر من أرض مصر يوجد مفسد وفساد ويوجد فلول وضلال، الشباب النقى الذى دفع فاتورة الثورة محتار ومستبعد ووقع فى فخ فتنة الكبار الحالمين بالمناصب. انتخبنا البرلمان وتم تغييبه، نادينا بسقوط حكم العسكر وعدنا نستنجد بهم، نادينا برحيل مبارك واليوم نترحك على أيام مبارك، نادينا بتغيير النائب العام وعدنا نطالب برجوعه، طالبنا بالحرية وحولناها إلى فوضى، طالبنا بالديموقراطية وانقلبنا عليها، وضعنا دستورا جديدا ولكنه لم ينل إعجابنا، قلنا الشعب يريد التطهير ومددنا إيدينا إلى الفلول مرة أخرى.
الجيش استلم مصر من المخلوع عبارة عن خرابة كبيرة، وسلمها للرئيس المدنى المنتخب كأكبر خرابة وقفنا ضد الرئيس قبل أن يتسلم مهامه، وتم إعلان الحرب عليه من الوهلة الأولى لسبب واحد وهو أنه من جماعة الإخوان المسلمين مع أنه وجماعته فصيل سياسى من المصريين يتمتعون بالجنسية المصرية وتخطوا جميع العقبات القانونية والديموقراطية لاستلام المهام.
الإسهال السياسى والسيولة التى يعانى منها الشارع المصرى وغياب الحوار وانعدام التوافق فى النهاية أخذنا أنفسنا بأنفسنا إلى يوم لا أستطيع أن أسميه إلا يوم الفتنة لأن رائحة الدماء تفوح منه وإرهاصات الاقتتال الأهلى تبدو منه.
أعتقد أن الشارع لن يتسع لتمرد وتجرد فى آن واحد، أعتقد أننا منحنا الفلول الضالة المتربصة بالثورة أعظم فرصة ترقى إلى مستوى قبلة الحياة.
أعتقد أننا دخلنا النفق المظلم ونتوقع الاغتيال السياسى وحرب الشوارع.
بقيت ساعات قليلة والوقت ينفد والفتنة اشتعلت وبقى أن نلقى بأنفسنا إلى التهلكة ونخرب مصر بأيدينا والله غالب على أمره ولا أملك إلا الدعاء وأقول: حفظ الله مصر وحفظ الله جيش مصر.