كراهة الحمل أثناء الرضــاع
والرضاع وقت الجماع
إن الإسلام بلغ أرقى ما وصلت إليه الحضارات قاطبة في عملية الرضاعة الطبيعية، ومن عجائب وصايا رسول الله r في هذه الناحية قوله:
{ ولا تقتلوا أولادكم سرًا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه }[1]
والغيل هو أن تحمل الأم وهي ترضع، وقد نهى رسول الله r عن الحمل أثناء الرضاعة ـ والنهي هنا على سبيل الكراهة ـ حتى تأخذ الأم قسطها من الراحة بعد عناء الحمل والولادة، ويأخذ الرضيع حقه من الرعاية والعناية التى أوجبها الله U له، فالأم إذا حملت يتغير اللبن في صدرها فيضر رضيعها، وهذا بالإضافة إلى أنها لا تستطيع أن تغذي الجنين والرضيع في وقت واحد، فلا بد أن تتفرع لواحد منهما.
وفي ذلك يقول الشيخ محمد على سلامة [في كتابه (خواطر إيمانية) ص 15]:
(ومعنى الحديث - والله أعلم - أن لا تأتوا الأمر المستتر بينكم - وهو الوطأ - أثناء إرضاع أولادكم فيتسبب عنه الحمل الذي يودي بحياة أولادكم. وهذا توجيه كريم من رسول الله r ، وتنبيه إلى أن مباشرة الزوجة أثناء رضاعها إغتيال لحق الطفل وهضم له، لأن في هذا هلاك له سرًّا أي بطريقة لا يعرفها أحد إلا الخاصة من الأطباء والعلماء بسنَّة النَّبيِّ r ، لأنه هو الطبيب الذي بعثه الله لعلاج الإنسانية، وحل مشاكل المجتمع في كل ناحية من نواحي الحياة. وهذا الحديث يعتبر من الإعجاز النبوي الذي يخبر عن دقائق العلوم التي كشف عنها الطب بعد طول الزمن مع ملاحظة أن الرسول r قال:
لا تقتلوا أولادكم سرًّا كأن حمل المرأة أثناء إرضاعها الطفل قتلاً له).
وقد نبه الإسلام على أمر طبي عظيم وهو ألا ترضع الأم طفلها بعد قيامها بمجهود جسماني أو عصبي كبير، فنهى الأم عن إرضاع طفلها بعد الجماع إلا بعد أن تغتسل، أو تغسل ثديها، لماذا؟.
لأن الدم يجري في جميع عروقها في تلك اللحظة، فربما ينزل اللبن مختلطًا بالدم فيمرض منه الطفل فتكون هي التي أمرضته، لأنها لم تلتزم بأحكام الله، وبأوامر سيدنا رسول اللهr وجاء في كتاب (أسرار القرآن) جـ2 ص52:
(فإن نكاح الرجل زوجته وهي ترضع سبب في إمراض المولود إلا إذا إحتاط لنفسه فأمرها بالامتناع عن رضاع الولد حتى تطهر لأن هذا النكاح يجعل الدم يسري في الثديين، فإذا أرضع الولد عقب الجماع مباشرة تسمم!! وأكثر أمراض الأطفال من هذا العمل الجاهلي).
وقد أبدى الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، إعجازًا في إدراكه لأسرار بكاء الطفل، وذلك حين أشار علينا بعدم التخوف من كثرة بكائه، لإخباره r فى معنى حديثه أن بكاء الطفل تسبيح، ولم يُكتشف هذا السرُّ إلا في العصر الحديث حيث يطالب الأطباء بترك الطفل الرضيع يبكي، وعدم التسرع في كفِّه إلا إذا زاد عن قدر الاعتدال، لأن ذلك البكاء يعمل على توسيع الصدر والرئتين، فسبحان الخلاق العليم، الذي قدر كل شئ خلقه ثم هدى.
[1] رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني عن أسماء بنت يزيد بن السكن[/B]
(من كتاب تربيه القرآن لجيل الايمان )
توقيع العضو : موسى التائب |
|