شعل مصري النار في نفسه أمس أمام قصر الرئيس محمد مرسي
احتجاجا على فقد عمله، وقال المتحدث باسم الرئاسة إنه حادث مؤسف و«لا نحب
أن يصل الأمر لذلك». وأصيب المواطن بحروق، لكنه أعاد ذكرى محمد البوعزيزي،
الشاب التونسي الذي أشعل النار في نفسه احتجاجا على تردي حالته المعيشية في
شهر ديسمبر (كانون الثاني) عام 2010، لتمتد النيران التي أحرقته إلى أربعة
رؤساء عرب.
كما ذكرت حادثة أمس بعدد من المصريين ممن أشعلوا النار في أنفسهم أمام
مقر البرلمان بشارع القصر العيني بالقاهرة اعتراضا على سوء أحوالهم المادية
والمعيشية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وكانوا الشرارة الأولى التي
أشعلت ثورة 25 يناير عام 2011، التي أطاحت بنظام مبارك بعد 30 عاما قضاها
في الحكم.
حادث إشعال المواطن عرفة كامل (36 عاما) النار في نفسه، في أول سابقة من
نوعها في عهد الرئيس مرسي، دفع مؤسسة الرئاسة المصرية للتعقيب على الحادث،
حيث وصف الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، ما قام به أحد
المواطنين من إشعال نفسه أمام القصر الجمهوري بالحادث المؤسف، مضيفا: «إنه
أمر مؤسف.. لا نحب أن يصل الأمر لذلك، حتى وإن كان في إطار احتجاجه على
فصله من العمل».
وأشعل عرفة كامل الموظف بشركة كهرباء مصر الوسطى، من أبناء محافظة أسيوط
(جنوب القاهرة) النيران في نفسه أمام البوابة رقم 3 للقصر الجمهوري، بعد
فصله من شركة كهرباء أسيوط، بسبب خلافات مع شركة كهرباء مصر الوسطى على
خلفية رفض إعادة تعيينه بعد فصله بسبب قضية خاصة بعمله.
وبعد دقائق من وقوع الحادث تم نقل المواطن لمستشفى منشية البكري العام،
وأوضحت التقارير الطبية أنه يعاني من حروق من الدرجة الأولى في الوجه
والقدمين.
وكشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «المواطن كان من ضمن المعتصمين أمام القصر الجمهوري، الذين لديهم مشاكل ومطالب فئوية لم يتم حلها».
وقال أحد أقارب كامل، إن «كامل تقدم بطلب لديوان المظالم (الذي شكله
الرئيس مرسي للنظر في شكاوى المواطنين) للمطالبة بعودته للعمل بعد حصوله
على حكم بالبراءة من قضية كانت منسوبة إليه؛ لكن لم يتم الرد عليه، مما
جعله يشعل النيران في نفسه بعد أن ضاقت به سبل الحياة».
من جانبه، أكد ياسر علي، في تصريحات صحافية أمس، أن هناك متابعة تامة
لحالة المواطن منذ المعرفة بالحالة، ويتم الاطمئنان عليه بشكل مستمر، لافتا
إلى أن مؤسسة الرئاسة تعمل على حل المشكلات التي تواجه المواطنين عن طريق
ديوان المظالم، بالإضافة إلى أدوات أخرى.
في السياق ذاته، هدد أحد المواطنين أمام محطة (سيدي جابر) للقطارات في
الإسكندرية، بإشعال النيران في نفسه في حال منعه من مقابلة الدكتور هشام
قنديل رئيس الوزراء المصري الذي زار الإسكندرية أمس (السبت)، وإيصال شكواه
له. وقال المواطن لرجال الأمن، إن «شكواه تتلخص في تهميش البسطاء والأعطال
المستمرة في القطارات».
كما هدد أحد متظاهري مصابي الثورة أمام قصر الرئاسة ويدعى وائل رمضان
بإشعال النيران في نفسه في حالة عدم الاستجابة لطلبه. وقال رمضان إن «قوة
أمنية من قسم شرطة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة طلبت منا أمس إخلاء
الوحدات السكنية التي نسكن فيها بحجة عدم امتلاكنا أوراقا تثبت ملكيتنا
لها، وهو ما دفعني للتهديد بحرق نفسي».