أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
الحمد لله الذي مهد لنا الارض مهدا ، وشر لنا من الدين ما وصى به إبراهيم ليكون لنا رشدا ، كتب على نفسه الجزم بالثواب والاختيار في العقاب ، أنزل القرآن ليكون حجة وبيان وشفاء لما في الاكنان ، يعلم ما في الصدور وإليه مقاليد الأمور ، غفور رحيم وعذابع أخذ أليم ، والصلاة والسلام على محمد النبي الامين ، إمام النبيين وقدوة المحققين وسيد الاولين والاخرين ، أحسن الانبياء كلاما وخيرهم مقاما ، لبنة تمامهم ومسك ختامهم ، وأشهد أن لا إله إلا الله واحد أحد ليس له صاحبة ولا ولد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الكريم الرسول الاكرم والنبي الاعظم والمعلم لاول ،
أما بعد ،،،،
فتاريخنا الاسلامي حافل بالمواقف المشهودة والأحداث العظيمة ولقد برز وسط هذه المواقف والاحداث رجال سطروا هذا التاريخ ، علموا أنهم خلقوا للعبادة ، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والاعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة .
ولا أريد أن أطيل على حضراتكم لاننا سنتحدث عن إمام ثابت زاهد عابد فقيه عالم ثبت في المحن وقاوم الفتن
إننا نتحدث عن امام بغداد ومحدثها وفقيهها وعالمها
إنه الامام الشهير صاحب المذهب " إنه الامام الرباني أحمد بن حنبل الشيباني "
وانا حقيقة متحير في أمري في أي أمور الامام اتحدث ولكن أسأل الله أن أكون وفقت في هذا التطواف السريع داخل هذا البستان اليانع الماتع والله المستعان .
نسبه وقبيلته
هو أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، قال ابن الأثير: ليس في العرب أعز دارًا ولا أمنع جارًا ولا أكثر خلقًا من شيبان. وكان في قبيلة شيبان الكثير من القادة والعلماء والأدباء والشعراء، فالإمام أحمد عربي أصيل ينتمي إلى هذه القبيلة، وهي قبيلةٌ ربعيةٌ عدنانيةٌ تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد بن عدنان. ولم يكن الامام يتباهى ولا يفتخر بعروبته وهذا من تواضعه وضبط نفسه ، وقد قال ابو النعمان عارم " قلت يوما لاحمد بلغني أنك من العرب فقال له الامام أحمد : يا ابا النعمان نحن قوما مساكين " ولم يفتخر بنفسه وعروبته إذ كانت مصدر فخر مع قله العلماء العرب لانهم كانوا موالى معظمهم آن ذاك . وكان الإمام أحمد - رحمه الله - رجلًا طوالًا رقيقًا أسمر اللون كثير التواضع.
مولد الامام ونشأته
ولد الامام أحمد في بغداد في سنة 164 هـ ، 780 م . نشأ أحمد بن حنبل يتيمًا، وكسائر أترابه – أقرانه - تعلم القرآن في صغره وتلاه تلاوة جيدة وحفظه عن ظهر قلب، ولما تجاوز الخامسة عشرة من عمره، بدأ يطلب العلم، وأول من طلب العلم عليه هو الإمام أبو يوسف القاضي، والإمام أبو يوسف من أئمة الرأي مع كونه محدِّثاً ولكن في البداية وبعد مرور فترة له مع أبي يوسف؛ وجد الإمام أحمد أنه يرتاح لطلب الحديث أكثر، فتحوّل إلى مجالس الحديث وأعجبه هذا النهج واتفق ذلك مع صلاحه وورعه وتقواه وأخذ يجول ويرحل في سبيل الحديث حتى ذهب إلى الشام والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة و الحجاز واليمن والعراق وفارس و خراسان والجبال والأطراف والثغور... وهذا فقط في مرحلته الأولى من حياته. ولقد التقى الشافعي في أول رحلة من رحلاته الحجازية في الحرم، و أُعجِبَ به وظلّ الإمام أحمد أربعين سنة ما ييبت ليلة إلا ويدعو فيها للشافعي، وكان يقول عندما يروي حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: إنَّ الله يبعث على رأس كل أمَّة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها - كان يقول -: لقد أرسل الله تعالى سيدنا عمر بن عبد العزيز يجدد لهذه الأمة دينها على رأس المائة الثانية وآمل أن يكون الشافعي على رأس المئة الثالثة. وقد حيل بين أحمد و مالك بن أنس فلم يوفَّق للقائه وكان يقول: لقد حُرِمتُ لقاء مالك فعوَّضني الله عز وجل عنه سفيان بن عيينة.
معالم من شخصية الامام احمد
لقد عرف الامام بورعه وزهده وغزارة علمه وذكاؤه وصاحب اهل العلم وعرف بالصلاح والنجاح والعمل والكفاح والثبات حتي الممات وكان يقول رحمه الله " ما سمعت حديثا إلا أحببت أن أعمل به حتي بلغني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه احتجم واعطى الحجام أجر حجامته ، فدعوت – أي الامام احمد - بحجام حجمني واعطيته أجره "
وابن الجوزي – بن القيم شيخ الاسلام - يقول " لم أجد أحد من العلماء قد حصل ما يقارب الكمال وغاية التمام في جمع العلم والادب معا إلا ثلاث فذكر الحسن البصري وسفيان الثوري واحمد بن حنبل "
ورع الامام وتعففه
من عظيم ما عُرِفَ به الإمام أحمد تعففه ، فقد كان يسترزق بأدنى عمل وكان يرفض أن يأخذ من صديق ولا شيخ ولا حاكم قرضاً أو هبة أو إرثاً لأحد يؤثره به ، وقد يقبل هدية ولكنه يعجل في إعطاء من أهداه هدية مثلها أو خيراً منها، رافعاً بذلك شأن العلم و العلماء، ولقد أجمعت الأمَّة على صلاحه وكان مضرب مَثَلٍ في الصلاح والتقوى. وقد صنف الإمام في الزهد كتاباً عظيماً، أغلب الظن - كما قال الحافظ الإمام ابن كثير - أنه كان يأخذ بما أمكنه منه.
قال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس آخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، وما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط، وقال مرة لابنه صالح: إذا لم يكن عندي قطعةُ - يعني من المال - أفرح ، وقال: ما أعدلُ – أي ما أساوي - الفقر شيئاً، وصدق - رحمه الله - إذ صبر على الفقر طول عمره. وكان رحمه الله عفيفاً، لا يرضى أن يأخذ شيئاً من أحد على شدة حاجة: رهن نعله مرةً عند خبازٍ ليأكل، وأكرى نفسه - أي: اشتغل أجيراً - عند ناس من الجمّالين، ونسخ بالأجرة . وأبى أن يأخذ مالاً، لا قرضاً، ولا هدية، من شيخه الإمام عبدالرزاق.
شيوخه
إن من أهم ما شكل وميز الامام أحمد وهي اهم معالم شخصيته شيوخه الذين أخذ العلم على أيديهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر " هشيم، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي وغيرهم كثير "
حيث أورد بن الجوزي في كتابه مناقب الامام أحمد أربعمائة وأربعة عشر شيخ وامرأة واحدة رواى عنها أما عدة الشيوخ الذين في المسند فقد قال بن الجزري في المصعد " الشيوخ الذين رواى عنهم الامام احمد في المسند بلغت عدتهم مائتين وثلاثة وثمانين رجلا " وكان من أقرانه على بن المديني ويحيى بن معين امام الجرح والتعديل رحمهم الله جميعا .
من تلاميذه الافزاز
لقد كان للامام تلاميذ تتلمذوا على يديه ثم ملاءو الدنيا علم ومن أمثال هؤلاء " البخاري، ومسلم، وأبو داود ، ومن منا لايعرف هؤلاء الكبار الثقات الاثبات ، وابن بقي ، وابناه صالح وعبد الله . ومن تلاميذه أيضًا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروزي الفقيه، أحد الأعلام وأجلّ أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وكان أبوه خوارزمياً وأمه مروزية، حمل عن أحمد علماً كثيراً ولزمه إلى أن مات، وصنّف في الحديث والسنّة والفقه وهو الذي تولى غماض أحمد بن حنبل وغسله.
مذهب الامام ومنهجه العلمي
اشتُهِرَ الإمام أحمد أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث – والامام كان يحفظ الف الف حديث كم قال أبو زرعة الرازي وقد يقول واحد كم تبلغ احاديث الرسول ليكون الامام حافظاً لالف الف حديث واقول أن الحديث هو ما نقل عن النبي وعن الصحابة وعن التابعين وغيرهم والحديث هو كل كلام مسند أس بسند وبذلك تنجلى الغمة ويذهب الاندهاش- و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين. وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج: " خذوا عني مناسككم ". وكان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه. أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: " الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص " بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص. وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: " لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟ ". بجانب هذا كان أحمد يعمل بالإستصحاب و المصالح المرسلة و سد الذرائع متبعا فى ذلك سلف الأمة .
المحنة وثباته على الحق
كان بن حنبل قوى العزيمة ، صبورا ، ثابت الرأى ، قوى الحجة . كان الإمام أحمد على موعد مع المحنة التي تحملها في شجاعة، ورفض الخضوع والتنازل في القول بمسألة عمّ البلاء بها. وحمل الخليفة المأمون الناس على قبولها قسرًا وقهرًا دون دليل أو بيّنة وهي كانت من أراء المعتزلة . فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :" إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان".. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقلها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة. وامتنع أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح عن القول بما يطلبه الخليفة، فكُبّلا بالحديد، وبُعث بهما إلى بغداد إلى المأمون الذي كان في طرسوس، لينظر في أمرهما، غير أنه توفي وهما في طريقهما إليه، فأعيدا مكبّلين إلى بغداد. وفي طريق العودة قضى محمد بن نوح نحبه في مدينة الرقة، بعد أن أوصى رفيقه بقوله: " أنت رجل يُقتدى به، وقد مدّ الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتق الله واثبت لأمر الله ". وكان الإمام أحمد عند حسن الظن، فلم تلن عزيمته، أو يضعف إيمانه أو تهتز ثقته، فمكث في المسجد عامين وثلث عام، وهو صامد كالرواسي، وحُمل إلى الخليفة المعتصم الذي واصل سيرة أخيه على حمل الناس على القول بخلق القرآن . واتُّخذت معه في حضرة الخليفة وسائل الترغيب والترهيب، ليظفر المجتمعون منه بكلمة واحدة، تؤيدهم فيما يزعمون، يقولون له: ما تقول في القرآن؟ فيجيب: هو كلام الله، فيقولون له: أمخلوق هو؟ فيجيب: هو كلام الله، ولا يزيد على ذلك.، وايضا مما قيل في ذلك أن الامام قال : القرآن كيفما تصرف فيه غير مخلوق ، وأما أفعالنا فمخلوقة . ويبالغ الخليفة في استمالته وترغيبه ليجيبهم إلى مقالتهم، لكنه كان يزداد إصرارًا، فلما أيسوا منه علّقوه من عقبيه، وراحوا يضربونه بالسياط دون أن يستشعر واحد منهم بالخجل وهو يضرب إنسانًا لم يقترف جرمًا أو ينتهك عرضًا أو أصاب ذنبًا، فما بالك وهم يضربون إمامًا فقيهًا ومحدثًا ورعًا، يأتمّ به الناس ويقتدون به، ولم تأخذهم شفقة وهم يتعاقبون على جلد جسد الإمام الواهن بسياطهم الغليطة، حتى أغمي عليه، ثم أُطلق سراحه، وعاد إلى بيته، ثم مُنع من الاجتماع بالناس في عهد الخليفة الواثق (227-232هـ = 841-846م)، لا يخرج من بيته إلا للصلاة، حتى إذا ولي المتوكل الخلافة سنة (232هـ = 846م)، فمنع القول بخلق القرآن، ورد للإمام أحمد اعتباره، فعاد إلى الدرس والتحديث في المسجد
من مؤلفاته
كتاب المسند وهو أكبر داووين السنة المطهرة حيث يحوي أربعين ألفًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، انتقاها الإمام أحمد من بين سبعمائة وخمسين ألف حديث. وله من الكتب أيضًا كتاب الأشربة، وكتاب الزهد، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب المسائل، وكتاب الصلاة وما يلزم فيها، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب العلل، وكتاب السنن في الفقه. وعن أبي زرعة قال: حزر كتب أحمد يوم مات فكانت اثني عشر حملاً.
اقوال قليت في حق الامام
قيل لأبي زرعة: مَنْ رأيتَ مِن المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل حزرت كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغت اثني عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حديث فلان وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.
وعن ابراهيم الحربي قال: رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء.
قال ابن الجوزي: كانت مخايل النجابة تظهر من أحمد رضي الله عنه من زمان الصبا وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرا وعمله به متوفرًا، فلذلك كان مشايخه يعظمونه فكان إسماعيل بن علية يقدمه وقت الصلاة يصلي بهم وضحك أصحابه يومًا فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل؟.
وقال عبد الرزاق: ما رأيت افقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.
وقال وكيع وحفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل أحمد بن حنبل.
وكان ابن مهدي يقول: ما نظرت إليه الا ذكرت به سفيان الثوري ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمه.
وقال يحيى بن سعيد القطان: ما قدم عليَّ مثل أحمد بن حنبل.
وقال أبو عاصم النبيل وقد ذكر طلاب العلم فقال: ما رأينا في القوم مثل أحمد بن حنبل
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقلت له: وما يدريك؟ فقال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب...
و قد قال عنه الأمام الشافعي:
أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً ... وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً ... فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ
هذا جانب بسيط من أقوال وثناء شيوخه عليه وأقرانه وتلاميذه
وفاتة الامام
توفي في بغداد سنة 241 هـ، 855 م، وقد استكمل سبعاً وسبعين سنة. وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه فجعل يعرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه ويقول بيده هكذا لا بعد لا بعد، ففعل هذا مرة وثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبي أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت تعرق حتى نقول قد قضيت ثم تعود فتقول لا بعد لا بعد. فقال لي: يا بني ما تدري ما قلت؟ قلت: لا ، فقال: إبليس لعنه الله قائم حدائي عاض على أنامله يقول لي: يا أحمد فُتَنّي فأقول: لا بعد، لا بعد حتى أموت. وعن بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل فيمن حضر قال: فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف ومن النساء ستين ألف امرأة.
رحم الله الإمام أحمد بن حنبل رحمةً واسعةً وأسكنَه فسيح جناته.
لقد كان اماما في الحديث محدثا بارع وكان فقيها يعرف الادلة ويعمل بما يعرف وهو من أصحاب المذاهب الاربعة . لقد كان رمزاً للصمود وقت المحن والفتن والثبات على الحق وعدم الخوف من الامراء والملوك ولكنه كان شديد الخوف من ملك الملوك وكان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يصله وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، تعلم صغيرا وعلم وأخرج جيلا من العلماء جليل ، وفى نهاية هذا التطواف أرجو من الله أن اكون قد وفقت في جمع نبذة عن الامام وإلا فالحديث عن الامام يطول ومن العسير حصره في موضوع صغير مثل هذا .
والله تعالى الموفق إلى سواء السبيل وهو بكل جميل جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل .
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان . سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك