أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
. قال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } [ الحديد : 25 ] . وإن أعظم القسط التوحيد ، وهو رأس العدل وبه قوامه ، وإن أظلم الظلم الشرك ، قال تعالى حكاية عن لقمان في وصيته لابنه : { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] . وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : « قال الله عز وجل : " وإني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري » وإن أعظم الفرية أن تشرك بالله وقد خلقك . وإذا كان الله- سبحانه وتعالى- قد أمر بالإصلاح ، ونهى عن الفساد والإفساد ، فقال تعالى : { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [ الأعراف : 56 ] . فإن أعظم الإفساد أن تفسد عقائد الناس ، وتصوراتهم ، وأفكارهم ، ويقطع عليهم الطريق في مسيرهم إلى الله ويحاد بهم عن الفطرة التي فطرهم الله عليها ، ففي الحديث : « كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » [ رواه مسلم ] . ويعضده قول النبي صلى الله عليه وسلم : « ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم ، مما علمني يومي هذا : كل ما نحلته عبدا حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . . . » [ رواه مسلم ] . ولا شك أن هذا أعظم الظلم وأشنعه ، كيف لا ، وقد صار عاقبة ذلك خسران الدنيا والآخرة . { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ آل عمران : 31 ] . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كبيرا ؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ؛ تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » فهذا هو الصراط المستقيم ، الموصل إلى رضا رب العالمين . قال تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ الأنعام : 153 ] . وهو السبيل الذي دعا إليه رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم- قال تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ يوسف وهو عقيدة الفرقة الناجية التي أخبر عنها النبي- صلى الله عليه وسلم- بقوله : « لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ؛ حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك » . [ رواه البخاري : " 28 " ، حديث (3641) ] . وهي التي بقيت على ما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ؛ ففي الحديث أنه- صلى الله عليه وسلم- قال : ( . . . « وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ؛ كلهم في النار إلا ملة واحدة » قال- أي عبد الله بن عمرو راوي الحديث- : من هي يا رسول الله ؟ قال : « ما أنا عليه وأصحابي » ومن هنا تأتي أهمية العناية بهذا الأمر ، وتربية الناشئة عليه ، وتصحيح مسيرة الصحوة إليه ؛ حتى لا تتشعب بها السبل ، فتضل في متاهات الأهواء والفتن .
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [ يوسف : 21 ] . والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول : « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر ؛ إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وأهله ، وذلا يذل به الكفر وأهله »
تعريف العقيدة العقيدة في اللغة : من العَقْدِ ؛ وهو الرَّبطُ ، ، والإِحكامُ ، والتَّوثقُ ، والشَدُّ بقوه ، ؛ ومنه اليقين والجزم . والعَقْد نقيض الحل ، ومنه عُقْدَة اليمين والنكاح ، قال اللّه تبارك وتعالى : { لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ } (1) والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده ، والعقيدة في الدِّين ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود اللّه وبعث الرسل . والجمع : عقائد . (2) وخلاصته : ما عقد الإِنسانُ عليه قلبه جازما به ؛ فهو عقيدة ؛ سواءٌ أكان حقا ، أَم باطلا . وفي الاصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدِّقَ بها القلب ، وتطمئن إِليها النفس ، حتى تكون يقينا ثابتا لا يمازجها ريب ، ولا يخالطها شك . أَي : الإِيمان الجازم الذي لا يتطرَّق إِليه شك لدى معتقده ، ويجب أَن يكون مطابقا للواقع ، لا يقبل شكا ولا ظنا ؛ فإِن لم يصل العلم إِلى درجة اليقين الجازم لا يُسَمى عقيدة .وسمي عقيدة ؛ لأَنَّ الإِنسان يعقد عليه قلبَه
ماهى العقيدة الإِسلاميَّة : هي الإِيمان الجازم بربوبية اللّه تعالى وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأصول الدِّين ، وما أَجمع عليه السَّلف الصَّالح ، والتسليم التام للّه تعالى في الأَمر ، والحكم ، والطاعة ، والاتباع لرسوله صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم . والعقيدة الإِسلاميَّة : إِذا أُطلقت فهي عقيدة أَهل السُّنَّة والجماعة ؛ لأنَّها هي الإِسلام الذي ارتضاه اللّه دينا لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضَّلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإِحسان .
هل للعقيدة الاسلامية اسماء اخرى ؟ وللعقيدة الإِسلامية :أَسماء أُخرى عند أَهل السُّنَّة والجماعة ؛ تُرادِفُها ، وتَدلُّ عليها ، منها : " التوحيد " ، " السُّنَة " ، " أُصُول الدَين " ، " الفقه الأكبر " ، " الشريعة " ، " الإِيمان " . هذه أَشهر إِطلاقات أَهل السُّنَّة على علم العقيدة .
من هم السلف ؟ السَّلف في اللغة : ما مضى وتقدم ، يُقال : سلَف الشيءُ سَلَفا : أَي مضى ، والسَّلف : الجماعة المتقدِّمون ، أَو القوم المتقدمون في السير . قال تعالى : { فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ } (1) أَي : جعلناهم سلفا متقدِّمين لمن عمل بعملهم ، وذلك ليَعْتَبِرَ بهم مَنْ بعدهم ، وليتعظ بهم الآخرون . والسَّلَفُ : (من تقدَّمك من آبائك ذوي قرابتك الذين هم فوقك في السنِّ والفضل ، ولهذا سُمي الصدر الأَول من الصحابة والتابعين : السلف الصَّالح) (2) وفي الاصطلاح : إِذا أُطْلِقَ السلفُ عندَ علماءِ الاعتقادِ فإِنَّما تدور كل تعريفاتهم حول الصحابة ، أَو الصحابة والتابعين ، أَو الصحابة والتابعين وتابعيهم من القرون المفضلة ؛ من الأَئمَّةِ الأَعلامِ المشهودِ لهم بالإِمامةِ والفضلِ واتباعِ السنة والإِمامةِ فيها ، واجتناب البدعةِ والحذر منها ، وممن اتفقت الأُمّةُ على إِمامتهم وعظيم شأنهم في الدِّين ، ولهذا سمي الصدرُ الأول بالسلَف الصالح . قال اللّه تعالى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (1) وقال : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (2) وقال النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « خَيْرُ النَّاسِ قَرْني ثُم الَذيِنَ يَلُونَهُمْ ثُمَ الَذِينَ يَلونَهُمْ » متفق علية (3) ورسولُ اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وصحابته والتَّابعون لهم بإِحسان هم سلف هذه الأمة ، وكل من يدعو إِلى مثل ما دعا إِليه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلَّم- وصحابتُهُ والتابعون لهم بإِحسان ، فهو على نهج السلف . هل التحديد الزمنى شرطا فى ذلك ؟ والتحديد الزمني ليس شرطا في ذلك ؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنَّة في العقيدة والأَحكام والسلوك بفهم السَّلف ، فكل من وافق الكتاب والسُّنَة فهو من أتباع السَّلف ، إن باعد بينه وبينهم المكان والزمان ، ومن خالفهم فليس منهم وإن عاش بين ظهرانيهم . هل كان للسلف امام ؟ الجواب 00 نعم وإِمام السَّلف الصَّالح رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم . قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ } ماذا يجب علينا تجاة امام السلف محمد صلى اللة علية وسلم ؟ طاعتة وامتثال ماجاء بة لان ذلك طاعة للة تعالى 000 والدليل (1) ان الله تعالى قد قرن بين طاعته وطاعة رسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- فقال تعالى :
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } (1) وجعل اللّه طاعةَ الرسول- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- طاعة له سبحانه ، فقال عز وجل : { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } (2) وأَخبر تعالى أَن عدم طاعة الرسول- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- محبطٌ ومُبطلٌ للأعمال ، فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } (1) ونهانا عن مخالفة أَمرهِ- صلى اللّه عليه وآله وسلم - فقال : { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } (2) وأَمرنا اللّه تعالى أَن نأخذ ما أَمرنا به- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- ونترك ما نهانا عنه ، فقال عزَّ وجل : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (3) وأَمرنا تعالى أَن نحكمه- صلَّى اللّه عليه وعلى آله وسلم- في كلِّ شأن من شؤون حياتنا ، وأَن نرجع إِلى حكمه ، فقال : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } سورة النساء: الآية،65. (4) وبلغنا اللّه تعالى بأَن نبيه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- هو الأُسوة الحسنة ، والقدوة الصالحة ، والنموذج الأَمثل الذي يجب اتباعه والاقتداء به ، فقال عز وجلَّ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } سورة الأحزاب: الآية،21. (5) وقرن اللّه رضاه برضا رسوله- صلى اللّه عليه وآله وسلم - فقال تعالى : { وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ } سورة التوبة: الآية،62. (6) وجعل اتباع رسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- علامة على محبته- سبحانه وتعالى- فقال : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ) ولهذا كان مرجع السَّلَف الصالح عند التنازع هو كتابَ اللّه وسنَة رسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- كما قال تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } من هم افضل السلف؟ (1) وأَفضلُ السلف بعد رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- الصحابةُ الذين أَخذوا دينهم عنه بصدق وإخلاصٍ ، كما وصفهم اللّه تعالى في كتابه العزيز ، بقوله : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } (2) ثمَ الذين يلونهم من القُرون المفضلة الأولى ؛ الذين قال فيهمِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « خَيْرُ النَّاس قَرْنِي ، ثُم الَذينَ يَلونَهُمْ ، ثُمَّ الَذِينَ يَلُونهُمْ » (3) ولذا ؛ فالصَّحابة والتابعون أَحق بالاتباع من غيرهم ، وذلك لصدقهم في إيمانهم ، وإخلاصهم في عبادتهم ، وهم حُرَّاس العقيدة ، وحُماة الشريعة العاملون بها قولا وعملا ، ولذلك اختارهم اللّه تعالى لنشر دينه ، وتبليغ سُنَّة نَبيِّه صلى الله عليه وسلم . قال النَّبِيُ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « تَفْتَرقُ أمَتِي عَلَى ثَلاَث وَسَبْعِينَ ملة ؛ كُلهُم في النارِ ، إِلا مَلّة وَاحِدَة » قالوا : مَن هي يا رسول اللّه؟ قال : « مَا أَنَا عَلَيْه وَأصْحابي » (الصحيحة للالبانى) من هو السلفى 00 والسلفية ؟ ويُطلق على كلِّ من اقتدى بالسَّلف الصالح ، وسار على نهجهم في سائر العصور " سَلَفِيّ " نسبة إِليهم ، وتمييزا بينه وبين من يخالفون منهج السَّلف ويتبعون غير سبيلهم . قال تعالى : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (2) ولا يسع أَي مسلم إِلا أَن يفتخر بالانتساب إِليهم . ولفظ " السَّلفيَّة " أَصبح علما على طريقة السلف الصَّالح في تلقي الإِسلام وفهمه وتطبيقه ، وبهذا فإنَّ مفهوم السَّلفيَة يطلق على المتمسكين بكتاب اللّه ، وما ثبت من سُنَّة رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- تمسكا كاملا بفهم السَّلف .