أبناؤنا والامتحانات
لفضيلة الشيخ
محمد بن إبراهيم السبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الخطبة [ ] الأولى:
الحمد لله ذي الفضل والإحسان خلق الإنسان وجعله عرضةً للابتلاء والامتحان فمن أحسن فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك جعل الدنيا [ ] دار ابتلاء وامتحان والآخرةَ دار جزاء وحساب: "الذي خلق الموت [ ] والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا "، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كلامُ الله تعالى, وخير الهدي هدي محمد, وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار.
معاشر المؤمنين والمؤمنات:
في الامتحان يكرم المرء أو يهان، وفي الامتحان يعلم المجتهد نتيجة جهده ويلمس الكسول نتيجة كسله، ومن جد وجد ومن زرع حصد. وفي هذه الأيام يعيش الطلاب والطالبات هموم الامتحانات والاختبارات.. وخير ما نوصيهم ونوصي أنفسنا بعد الدعاء [ ] لهم بالتوفيق والنجاح أن يتقوا الله عز وجل ، فتقوى الله تعالى هي وصيته سبحانه للأولين والآخرين من خلقه، ومن اتقى الله جعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً وجعل له من أمره يسرًا، وأتاه خيراً كثيراً.
وأفضل أسباب النجاح وأجمعها وأصلحها: أن تعلموا علم اليقين [ ] أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله رب العالمين، ثم التوكل على الله [ ] عز وجل وتفويض الأمور كُلِها إليه ، واعلموا أن الذكي لا غنى له عن ربه، وأن الذكاء وحده ليس سبباً للنجاح فحسب بل إرادة الله عز وحل وتوفيقه أولاً.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأوّل ما يجني عليه اجتهادهُ
وليس للامتحان دعاءٌ ووردٌ مخصوص بعينه بل إذا واجه المرء مأزقاً أو معضلة أو مضيقاً أو اختباراً فإنه يدعو ربه بالتوفيق والإعانة ويحافظ على أوراده وأذكاره ويدعو بأدعية [ ] الكرب ويحسن توكله على الله ربه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
معاشر الطلاب والطالبات إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا ، ومن غشنا فليس منا". رواه مسلم، والغش والخداع والتزوير خيانة وبئست البطانة وليس من خلق المؤمنين، فمن نجح أو تجاوز مرحلة أو مرتبة في هذه الحياة الدنيا [ ] بالزور والغش وبالخداع والتدليس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه إلا من تاب وأناب فإن الله يتوب عليه.