(خصال كانت في العرب كملها الإسلام)
قال عليه الصلاة والسلام : ( خياركم من أطعم الطعام ) .
رواه لوين في " أحاديثه " ( 25 / 2 ) : حدثنا عبيد الله بن عمر عن عبد الله
بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال : قال عمر لصهيب : أي رجل
أنت ، لولا خصال ثلاث فيك ! قال : و ما هن ؟ قال : اكتنيت و ليس لك ولد ، و
انتميت إلى العرب و أنت من الروم و فيك سرف في الطعام . قال : أما قولك :
اكتنيت و لم يولد لك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى و
أما قولك : انتميت إلى العرب و لست منهم ، و أنت رجل من الروم . فإني رجل
من النمر بن قاسط فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي و
أما قولك : فيك سرف في الطعام ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
من فوائد الحديث:
و في هذا الحديث فوائد :
الأولى : مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد بل قد صح في البخاري
و غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم :" كنى طفلة صغيرة حينما كساها ثوبا
جميلا فقال لها :"هذا سنا يا أم خالد ، هذا سنا يا أم خالد " .
و قد هجر المسلمون لاسيما الأعاجم منهم هذه السنة العربية الإسلامية ،
فقلما تجد من يكتني منهم و لو كان له طائفة من الأولاد ، فكيف من لا ولد له
؟ و أقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة مثل : الأفندي و البيك و الباشا ثم السيد ، أو الأستاذ ، و نحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث كثيرة فليتنبه لهذا .
الثانية : فضل إطعام الطعام ، و هو من العادات
الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم ثم جاء الإسلام و أكد
ذلك أيما توكيد كما في هذا الحديث الشريف ، بينما لا تعرف ذلك أوربا و لا
تستذوقه اللهم إلا من دان بالإسلام منها كالألبان و نحوهم و إن مما يؤسف
له أن قومنا بدؤوا يتأثرون بأوربا في طريقة حياتها ما وافق الإسلام منها و
ما خالف فأخذوا لا يهتمون بالضيافة و لا يلقون لها بالا اللهم إلا ما
كان منها في المناسبات الرسمية و لسنا نريد هذا بل إذا جاءنا أي صديق مسلم
وجب علينا أن نفتح له دورنا و أن نعرض عليه ضيافتنا ، فذلك حق له علينا
ثلاثة أيام ، كما جاء في الأحاديث الصحيحة و إن من العجائب التي يسمعها
المسلم في هذا العصر الاعتزاز بالعربية ، ممن لا يقدرها قدرها الصحيح ، إذ
لا نجد في كثير من دعاتها اللفظيين من تتمثل فيه الأخلاق العربية ، كالكرم ،
و الغيرة ، و العزة و غيرها من الأخلاق الكريمة التي هي من مقومات الأمم ،
و رحم الله من قال :
و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ....... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و أحسن منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنما بعثت لأتمم مكارم و في رواية صالح الأخلاق ) ( 1).
انظر السلسلة الصحيحة : ( ج1_ص 109_112) القسم الأول .
___________________
(1 ) رواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم ( 273 ) ، و ابن سعد في "
الطبقات " ( 1 / 192 ) ، و الحاكم ( 2 / 613 ) ، و أحمد ( 2 / 318 ) ، و
ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6 / 267 / 1 ) من طريق ابن عجلان عن القعقاع
بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا إسناد حسن ، و قال
الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و ابن عجلان ، إنما أخرج
له مسلم مقرونا بغيره . و له شاهد ، أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 75 )
: أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا به . و هذا مرسل حسن الإسناد ،
فالحديث صحيح . و قد رواه مالك في " الموطأ " ( 2 / 904 / 8 ) بلاغا .
و قال ابن عبد البر : " هو حديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة و غيره "
توقيع العضو : Mr ToDAY |
مفيش حاجة بتمشى صح من البداية ولو مشيت صح هتبوظ فى النص ولو ماباظتش فى النص هتبوظ فى الاخر ولو ماباظتش فى الاخر تبقى مش ليك ولو طلعت ليك هتموت ✌💔 ..
|