(الأناضول)قال مواطن فلسطينى من قطاع غزة، إنه نجح فى "استخراج" وقود "البيوديزل" الصديق للبيئة من الزيوت النباتية، لأول مرة فى الوطن العربى.
وافتتح المهندس الفلسطينى هانى شرف، مساء اليوم الأربعاء، مشروع استخراج وقود "البيوديزل" من الزيوت النباتية، عبر شركة خاصة يملكها، فى مدينة غزة، بمشاركة وزير الاقتصاد فى حكومة غزة المقالة علاء الدين الرفاتى.
وأوضح شرف، فى حديثه لوكالة الأناضول، أن مشروعه يعتمد على استخراج الوقود من الزيوت النباتية من خلال تفاعلات كيميائية بين جزيئات الزيت وعدد من المواد الكيميائية.
وبين أن وقود "البيوديزل" يتكون من الزيوت نباتية وبعض المحسنات الكيميائية، ويتميز بلونه الأصفر الباهت.
وأشار إلى أن الوقود الذى نجح فى استخراجه "صديق للبيئة"؛ لأنه لا يحتوى على أى من مركبات الكبريت التى توجد فى أنواع الوقود الأخرى.
وقال إن وقود "البيوديزل" يمكن استخدامه كبديل لمادة "السولار" لتشغيل المركبات والمولدات الكهربائية.
وأضاف أن "من مميزات البيوديزل أنه يقلل من انبعاث غاز أول أكسيد الكربون بنسبة كبيرة ويخفض انبعاث غاز ثانى أكسيد الكبريت".
ولفت شرف إلى أن وقود "البيوديزل" رخيص الثمن مقارنة بالمشتقات البترولية الأخرى، حيث يصل سعر اللتر الواحد منه إلى 5 شيكل إسرائيلى (1.5 دولار)، مؤكدا أن المشروع ينتج قرابة الـ200 لتر يوميا.
وأوضح أن تطبيق مشروع استخراج "البيوديزل" بشكل أكبر يساعد فى التخلص من أزمة الوقود التى يعيشها قطاع غزة.
وطالب شرف الجهات المعنية بتبنى اختراعه لإنتاج الوقود بشكل دائم ما يساهم فى تخفيف آثار الحصار المفروض على القطاع.
ويتم بيع لتر وقود "البنزين"، المورد من إسرائيل، بـ7 شواكل تقريبا (2 دولار)، فى حين كان لتر الوقود المهرب من مصر يباع بـ3 شواكل ( 85 سنتا)
وكان الغزيون يعتمدون على إمدادات الوقود المهرب من الأراضى المصرية عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية قبل عزل الجيش المصرى للرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو الماضى، وإغلاقه لغالبيتها.
من جانبه، قال علاء الرفاتى، وزير الاقتصاد فى الحكومة الفلسطينية المقالة، إن "مشروع استخراج البيوديزل يعتبر من المشاريع المهمة التى تعكس إبداعات شعبنا الفلسطينى ومكسب لاقتصاده وتحديا للحصار الإسرائيلى".
وأضاف الرفاتى فى حديث مع "الأناضول" أن "مشروع استخراج وقود البيوديزل صغير، لكنه بفعل الوقت وجهود القائمين عليه سيتطور ويصبح مشروع كبير يغطى كل احتياجات القطاع فى الوقود".
وتفرض إسرائيل حصارًا بحريًا وبريًا وجويًا على قطاع غزة، منذ فوز حركة "حماس" فى انتخابات 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على القطاع فى عام 2007.
ويعيش 1.8 مليون فلسطينى فى قطاع غزة، فى الوقت الراهن واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا، فى ظل تشديد الحصار الإسرائيلى.