جاءت الدعوة لوضع ميثاق شرف إعلامى لمنع نشر الشائعات، والتركيز على القضايا التى تجمع أبناء الوطن وتحارب الفتنة، بالتزامن مع عقد المؤتمر العالمى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية،
والذى دارت محاوره حول خطورة الفكر التكفيرى والفتوى بدون علم، وذلك فى إطار الدور الرائد والجهود غير المسبوقة التى تقوم بها وزارة الأوقاف حاليا، من أجل توحيد الخطاب الدعوى ومواجهة العشوائية، وفى ظل هذه الجهود طالب علماء الدين بضرورة الالتزام بالوسطية والاعتدال ومنهج الأزهر، وحدد العلماء ضوابط تمثل ملامح لميثاق الشرف الدعوي، وطالبوا بضرورة الالتزام بهذه الضوابط، والتصدى لكل من يخرج عن هذه البنود، وذلك للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ومنع استخدام الشعارات الدينية للتأثير على المواطنين، وذلك فى ظل اقتراب انتخابات الرئاسة ومجلس النواب .
وقال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، إنه من الممكن أن يلتزم جميع العلماء والدعاة بميثاق شرف دعوي، فيلتزمون بآداب الإسلام المتمثلة فى البعد عن تكفير المخالف فى الرأي، وهى مشكلة المشكلات فى هذا العصر وخصوصا فى وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك البعد عن السخرية من الآخرين، وهذا أمر قد انتشر بين الشباب ووصل لبعض الدعاة، وأيضا لابد من الالتزام بوسطية الإسلام، لأن هذه الوسطية هى التى تبين أن الإسلام يسع الجميع، وخصوصا فى الخلافات السياسية والفقهية، ونتذكر فى هذا قول الإمام الشافعى » رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب »، وهذا القول رغم أنه صدر عن الشافعي إلا أن معظم أئمة المسلمين فى الماضي، كانوا يتعاملون بهذا القول فى كتبهم، كما أن معظم علماء المسلمين - وأقصد هنا العلماء وليس أنصاف المتعلمين-ينهجون هذا النهج، وأيضا لابد أن يلتزم العلماء والدعاة بالبعد عن العنف أو التحريض لقتل المخالفين، والادعاء بأنهم يخالفون الحق أو ينصرون الباطل.
وطالب بعدم ترديد مقولة » علماء السلطان »، لأن هذه المقولة موجودة فى وسائل التواصل الاجتماعى ومنتشرة بين الشباب، وتستخدم لمهاجمة كل عالم يعمل فى الجهاز الإدارى للدولة، وهم بذلك يقصدون علماء الأزهر والأوقاف، ويسعون لنشر هذا الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف أن ينفض الناس عن علماء الأزهر والأوقاف المشهود لهم بالعلم والوسطية والاعتدال، ويأخذوا بفتاوى وآراء أنصاف المتعلمين، الذين يتطاولون على القدماء والمحدثين، لدرجة أننا إذا وجدنا أحدهم، وقد قرأ كتابا أو كتابين، يقول عن الإمام مالك أو أبى حنيفة أو أحمد بن حنبل أو الشافعى: هم رجال ونحن رجال ! مشيرا إلى أن العلماء والدعاة عليهم البعد عن السياسةوالأحزاب، لأن الداعية يحمل رسالة عظيمة ويخاطب الجميع.
ويؤكد الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الشريعة جامعة القاهرة، أنه يجب على الدعاة الالتزام بالوسطية فى العمل الدعوى فى المساجد، وألا يقوم الداعية بتوجيه الدعوة نحو اتجاه سياسى معين سواء بالسلب أو الإيجاب، لأن دور الداعية هو ترسيخ مبادئ الدين ونصح وتوجيه الناس على اختلاف مستوياتهم، وذلك حتى تكون المساجد للدعوة والصلاة والعبادة وليست للسياسة والفرقة، فعلى الداعية أن يتخير الموضوعات التى يتعرض لها سواء فى الدروس الدينية أو فى خطب الجمعة، لأن مشاكل المسلمين الفقهية كثيرة لا تنتهي، وهذا يتطلب تركيزا من الدعاة على هذه القضايا والبعد عن الأمور التى تؤدى للخلاف بين رواد المساجد، ولابد أن يستقبل الداعية أسئلة المصلين ويجيب عليها الإجابة الفقهية الصحيحة، ولا يتبنى الغلو والتشدد، وأن تكون موضوعات الخطب والدروس بعيدة عن المشقة، وتميل إلى رفع الحرج وبيان رخص الإسلام، والدعوة إلى تكاتف الأمة ورأب الصدع، والمؤكد أن الإمام لا يستطيع أن يعزل نفسه من الحديث فى بعض أمور الدنيا، لكن هذا يكون على وجه العموم، وليس بذكر أشخاص بعينهم أو مواقف معينة، حتى يساعد على لم الشمل بدلا من الفرقة، فكل هذه الأمور بمثابة ميثاق أخلاقى للدعاة، ولابد من الالتزام بهذه الضوابط، وذلك حتى لا يعترض رواد المسجد على الإمام، فلابد أن يتناول الإمام الموضوعات والقضايا التى تهم المجتمع، وتجمع الناس وتصحح المفاهيم وتوضح سماحة الإسلام وسعة أفقه .
وحول أهم بنود ميثاق الشرف الدعوى يقول الدكتور زكى عثمان أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية جامعة الأزهر، إن هناك ضوابط تحكم العمل الدعوي، فلابد أن يكون الداعية ذا فكر ووعى وثقافة، وأن يكون على الحياد أمام الآراء والتيارات المتنوعة، وأن يكون لسان الداعية عذبا، حتى يجذب الناس ويقنعهم ويكون قدوة لهم، وألا يكون متسما بالتطرف أو الغلو، وأن يكون على إدراك تام بالبيئة التى يعيش فيها، وأن تكون له الإيجابية فى المجتمع كالإصلاح والتعاون والتراحم مع الناس، وأن يحترم منبرا يمثل منبر رسول الله، وأن يجعل المسجد مؤسسة ثقافية فكرية دعوية، وألا يعرض نفسه للشبهات، وهذه الضوابط تشكل بعضا من ميثاق الشرف الدعوي، لأن هناك مبادئ كثيرة تتعلق بتكوين الداعية وجدانيا ونفسيا وشعوريا بل تنمويا وبشريا.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |