تقرير يكتبه ـ محمد صلاح
كشفنا فى العدد الماضى بعض الصفحات السوداء فى سجلات فساد احمد البردعى رئيس بنك القاهرة السابقة وفى هذا الملف نكمل ما بدأناه فعندما اصدر الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الاسبق قرار تعيين البردعى رئيسا لمجلس ادارة بنك القاهرة لم يكن يعرف سوى اسمه الثقانى فقط ( احمد البردعى ) وما ان تعرف عليه عن قرب حتى اصدر قراره الثانى باسمه كاملا ( أحمد عبد اللطيف منير البردعى) الذى تولى خزائن احد اهم البنوك المصرية وهو بنك القاهرة ليتركها خاوية على عروشها.
البردعى من مواليد عام 1952 أمريكي الجنسية، إلى جانب جنسيته المصرية، أي مزدوج الجنسية، هاجر بعد تخرجه مباشرة من الجامعة عام 1975 إلى أمريكا [غير واضح موقفه من التجنيد] متزوج من أجنبية، استطاع خلال هجرته في أمريكا أن يعمل في "سيتي بنك" ثم أصبح مديرا لفرع القاهرة..ترك سيتي بنك، وظل بلا عمل أكثر من خمس سنوات، ثم عمل بالبنك العربي الأفريقي الدولي عام1994، وخلال ثلاث سنوات أصبح العضو المنتدب للبنك، وخرج منه أيضا ، وظل بلا عمل من عام 97 وحتى عام 2000 إلى أن تولى رئاسة بنك القاهرة .وقد بدأ تقربه من جمال بطموح بسيط يتمثل فى الأمل أن يفوز بوظيفة كبيرة الي أن قاده طموحه فأصبح ذراعه في منح "الشلة" من أحمد عز إلي أبو العينين وبهجت وراسخ قروضا بأكثر من 10 مليارات جنيه فكانت المكافأة الكبري له أن جعله رئيسا لصندوق مصر للاستثمار الذى هو فى حقيقة الامر بمثابة أحد مصادر ثروة نجل الرئيس المخلوع.ولم يكن رئيس بنك القاهرة السابق يتوقع أن صداقته بجمال مبارك ستفتح له أبوب الحظ علي مصراعيها وتحوله إلي أحد أهم رجال القطاع المصرفي.. فكل ما كان يتمناه أحمد البردعي عندما اقترب منه نجل الرئيس أن ينال رضاه ويعين في وظيفة بنكية براتب كبير.ومع مرور الوقت تحول الرجل أحد أهم مساعدى جمال مبارك الذين يقومون بتنفيذ سياساته في البنوك ويتلقي أوامره بصرف قروض لرجال أعمال مقربين وتسوية قروض آخرين.. كان لا يتواني في تنفيذ أوامر نجل الرئيس الذي كان بمثابة تميمة الحظ قبل أن ينقلب عليه ويجبره علي الخروج مرغما بعد تفجر ملف المخالفات في بنك القاهرة.ويبدو أن جمال اكتشف بعض المهارات الخاصة عند البردعي بجانب قدرته الهائلة علي مدحه فقربه إليه وجعله أحد رجاله، خاصة حين صار الاثنان في عضوية مجلس إدارة البنك العربي الأفريقي..ومع صعود نجم جمال السياسي وصل البردعي بسرعة الصاروخ أيضاً إلي منصب رئيس البنك ثم تم تعيينه كرئيس لبنك القاهرة وسط اعتراض عدد كبير من المتخصصين.. لكنه لم يخيب ظن المعترضين وحقق فشلا ذريعاً في إدارة البنك بسبب المخالفات وكثرة المتعثرين خلال رئاسته، وقد ساهم البردعي أثناء رئاسته للبنك العربي الأفريقي في منح عدد كبير من رجال الأعمال قروضا هائلة بالمليارات حيث منح محمد ابو العينين وحده 700 مليون جنيه إلي جانب أحمد بهجت ومنصور عامر ومجدي راسخ صهر الرئيس المخلوع وعدد كبير من رجال الأعمال..كما ساعد رجل الأعمال إبراهيم كامل وقام بجدولة ديونه لبنك القاهرة ومنحه أجلا للسداد، لعلاقته الوثيقة بنجل الرئيس.وبعد ثورتى يناير ويونيه بات يقينا أن هناك مساءلة لكل الفاسدين وأن الدور سيكون على البردعى ليحاسب على فساده ، شهدت منطقة "الصف" بمحافظة الجيزة وقائع استيلاء على النيل تمت في وضح النهار بمساعدة مسئولين حكوميين، ارتكبها "أحمد البردعي" الذي ضرب بكل اللوائح والقوانين عرض الحائط.لقد استولى على أراضي الدولة، وردم النيل، وخالف قوانين البناء، حتى الفلاحين والصيادين حاربهم في أرزاقهم.بل وصل به الأمر أن طرد الغلابة من بيوتهم بمساعدة المسئولين.ولا حياة لمن تنادي.. وظل يردد هو وأتباعه في عهد النظام البائد أنه مسنود وله نفوذ كونه كان عضوا بلجنة السياسات التي كان يرأسها جمال مبارك المحبوس في طره وعندما حاول عضو الرقابة الإدارية المقدم أحمد الشريف دخول الفيلا أثناء حكم النظام البائد منع من الدخول، بل عندما طلبت الرقابة الملف من مجلس مدينة الصف لم تجده.. سرق الملف بكافة أوراقه.وعلى الرغم من أ ن وزارة الري والموارد المائية كانت قد وضعت قانونا يحظر إقامة مبان في نطاق 30 مترا عن حافة مياه النيل حتى يظل نظيفا، ولا يحجب الرؤية، ويقضي هذا القانون أيضا بالبناء على 10%من المسافة و10%من الواجهة التي تطل على مياه النيل ، إلا أن البردعي وإدارة حماية النيل قاما بتفسير هذا القانون بشكل معاكس، حيث قام البردعي ترعاه حماية النيل بردم نحو 20مترا داخل عمق مياه النيل بطول950 متر بتكسية حجرية على نفقة الدولة تكلفت حوالي 800ألف جنيه بناء على تأشيرة غريبة من وزير الري الأسبق محمود أبوزيد .وتحولت الملكية العامة المسطو عليها إلى ملكية خاصة عند السيد البردعي.. وتم الاستحواذ على النيل وحجبه عن باقي الناس بأن قام بعمل سور بطول (1080م) على أرض الدولة مما أعطى مساحة إضافية للأرض المسطو عليها.هذا غير التلوث الذي تحدثه الفيلا من جراء الصرف الصحي المباشر على النيل.وإذا عدنا للعقود المسجلة وقمنا بعمل فرز وتجنيب لفصل الملك العام عن الملك الخاص وطابقنا المساحة الموضوع اليد عليها على الطبيعة وحدث تباين بينها وبين العقود لوجدناها 34 تقريبا .. فقد استخرج البردعي حيازة زراعية على الـ 34 فدانا رغم عدم ملكيته لها ، وذلك عن طريق مسئول الحيازات الزراعية، والذي كان يعمل عنده مسئولا عن الأراضي الزراعية وهو موظف سابق ببنك قرية الصف.كما استخرج تصريح مباني من وزارة الزراعة والإدارة الهندسية بمجلس مدينة الصف و إدارة حماية النيل وذلك لبناء فيلا على مساحة 250م على القطعة رقم (14) [حوض السجلة والقبالة رقم 5 جزاير فصل أول] وهي ميراثه من والدته السيدة سميحة الشعراني.ولكن ما حدث كان كالآتي:ـ تم البناء على مساحة (825م) بدلا من (250م).ـ والبناء على القطعة رقم (10)[حوض السجلة والقبالة رقم 5 جزاير فصل أول] المملوكة للدولة بدلا من القطعة رقم (14)..القطعة رقم (10) عبارة عن فدان و8 قراريط بخلاف طرح النهر.- نسبة البناء على القطعة (10) 85% والـ 15% على قطعة رقم (14).- المسافة بين المبنى وجسر النيل 10م والقانون يقضي بـ30م .- تم بناء سور بطول 75م من الجهة البحرية وبارتفاع 6م ومن الجهة القبلية بطول 60م وبعمق 10م في الماء، بالمخالفة للقانون بمنع بناء أسوار لعدم حجب الرؤية عن المواطنين.- تم ردم جزء كبير من النيل والتكسية الحجرية بطول 950 م كلفت الدولة بناء على تأشيرة وزير الري 800 ألف جنيه.- عمل سلك شائك 1080 م خارج حدود الملكية وبدون ترخيص وبموافقة أكثر غرابة من حماية الأراضي بالجيزة.- تم إمداد المبنى بالكهرباء والماء رغم عدم الملكية للمساحة المقام عليها الفيلا.- لم يتم عمل خزان صرف صحي حسب الرسم وهو عبارة عن خزان مسمط (أي أنه مانع للصرف والتسرب للنيل.في هذه الأثناء تحركت الرقابة الإدارية وبدأت في جمع كافة المعلومات عن فيلا البردعي وردمه واستيلائه على النيل.. ولماذا تواطأت إدارة حماية النيل وأغمضت العيون عن مخالفاته؟وتشير دراسة قام بها الدكتور صلاح جودة، مدير مركز البحوث الاقتصادية، أن أحمد البردعى يعد ذراع جمال مبارك، حيث استغل وظيفته كرئيس "بنك القاهرة" فى منح أعضاء الشلة، وهم كل من أحمد عز ومحمد أبوالعينين وأحمد بهجت ومجدى راسخ قروضا بأكثر من 10 مليارات جنيه.وقال الدكتور صلاح جوده فى سلسلة الدراسات الاقتصادية حول "شلة الوريث"، التى أطلق عليها عنوان "فاسدون حول الوريث"، إن أحمد البردعى كان ذراع جمال مبارك فى نهب أموال البنوك وتوزيعها على رجال الأعمال.وأضاف أن رئيس "بنك القاهرة" السابق لم يكن يتوقع أن صداقته بجمال مبارك ستفتح له أبواب الحظ على مصراعيها، وتحوله إلى أحد أهم قيادات القطاع المصرفى.وقال إن كل ما كان يتمناه أحمد البردعى عندما اقترب من نجل الرئيس أن ينال رضاه ويعين فى وظيفة بنكية براتب كبير، لكن بمرور الأيام تحول إلى ذراع جمال مبارك يساعده فى تنفيذ سياساته فى البنوك، ويتلقى أوامره بصرف قروض لرجال الأعمال المقربين وتسوية قروض لآخرين.وأضاف أن البردعى كان لا يتوانى فى تنفيذ أوامر نجل الرئيس، قبل أن ينقلب عليه ويجبره على الخروج مرغما من رئاسة "بنك القاهرة"، بعد تفجر ملف المخالفات فى البنك.فمتى يتحرك النائب العام المستشار هشام بركات ، ويأمر بفتح ملف فساد احمد البردعى الممتلئ بالمخالفاتــــــــــــــــــــــهذا التقرير نقلاً عن صحيفة الموجز