بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عندما يجتمع الآباء والأمهات في مجالسهم مع أصدقائهم وجيرانهم ومعارفهم ويبدأون في التحدث عن أبنائهم ويشتكون متذمرين من تصرفاتهم وطيشهم وعدم تحملهم المسؤولية تجاههم، فيكون رد الجميع بعبارة «زوجوه يمكن يعقل»، وكأنهم أتوا بالعلاج الذي سيشفي من هذا الداء العضال، متجاهلين أن الزواج أسمى من أن يكون حلاً لمشكلة ما، فتكوين أسرة ليس بالأمر السهل فله أسس وقواعد يبنى عليها، وقد قال أحد الحكماء: إذا أردت أن تسافر براً ففكر مرة، وإذا أردت أن تسافر بحراً ففكر مرتين، وإذا أردت أن تسافر جواً ففكر ثلاث مرات، وأما إن أردت أن تتزوج ففكر سبع مرات! إن الابن المراد تزويجه يجب أن يكون إنساناً عاقلاً ورزيناً يستطيع تكوين أسرة تبنى على الود والحب والتفاهم ويكون الهدف من تكوينها الاستقرار. فالزواج ليس مستشفى للتأهيل وإصلاحية للتهذيب، فما ذنب الفتاة التي تحلم بالعريس المنتظر الذي ستعيش معه طوال حياتها في نعيم ثم تُصدم بإنسان طائش ومستهتر وغير مقدر .. ولا يستطيع تحمل أدنى مسؤولية وكله عيوب أخفاها أهله عنها كي تقبل به. فأمر كهذا يعتبر تحايلاً وتضليلاً وغشاً وظلماً للزوجة .. فقد يكون مدمناً ومراهقاً أو مريضاً نفسياً ليجعل حياتها جحيماً ومشاكل لا تنتهي، لو وضعت على كاهل الصبر ذاته لما استطاع تحمُّلَها. فَمَن لا يتحمل مسؤولية أهله قبل الزواج مِن المستحيل أن يتحمل مسؤولية زوجته .. وستكون النهاية الحتمية الطلاق. والكثير يتفق معي- أننا نطالب بدورات تأهيلية لجميع المقبلين على الزواج يكون حضورها شرطاً أساسياً مع الفحص لإتمام عقد النكاح، ثم إن على الآباء والأمهات أن يتقوا الله في هؤلاء الفتيات وألا يتسببوا في تعاستهن .. عقِّلوا أبناءكم أولاً ثم زوجوهم، دعوهم حتى تبدو عليهم سمات تحمُّل المسؤولية حتى نضمن شراكة زوجية حقيقية تغرد في ساحتها بلابل السعادة والمحبة والألفة.
|