أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
قال الله تعالى:" مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ"[1], قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى , أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة عن أبي هريرة مرفوعا «إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة» . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنزل في هذا القرآن علم كل شيء وبين لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصّر عما بين لنا في القرآن، وقال ابن عباس: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى[2] , وقال الشافعي رحمه الله مرة في مكة سلوني عما شئتم أخبركم عنه في كتاب الله
تعالوا نستعرض القرآن الكريم لنقف على الداء ، لنرى تشخيصاً دقيقاً لما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط الإسلامية , ولنستلهم من آياته الدواء الذى تستطيع من خلاله أمتنا مواجهة هذه التحديات الرهيبة التى فرضت على الأمة , ووضعت أمامها عقبة كئود ليس فقط لتعوق تقدمها بل لتردها الى غيابات الجاهلية .
قال تعالى : " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " [3] , إذن لن يتحقق ذلك الرضا إلا بترك المسلمون دينهم ولن يحدث ذلك الاتباع , والرضا هنا يعنى قبول الأخر والإعتراف بوجوده , ونكران اليهود والنصارى للمسلمين يستدعى المحاولات المستمرة لمحو الدين الإسلامى أو إذابة المسلمين فى الديانة اليهودية أو النصرانية , وهو ما يعرف بالتغريب ,أو بصهر الإسلام نفسه فى بوتقة المناهج والأيديولوجيات الإلحادية المعاصرة كالشيوعية أو العلمانية.
ولاشك أن ملة الكفر تضمر للإسلام حقداً بالغاً كامناً فى صدورهم ولا يحتاج الى باعث أو ما يستثيره , فبمجرد وجود الإسلام ورؤيتهم المسلمين تنبعث أحقادهم وتظهر ضغائنهم , قال تعالى: "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا"[4] , وعندما يدركون صعوبة تنصير المسلمين أو إذابتهم فى أى منهج من المناهج الوضعية , حينئذ يتوجهون بأغراضهم الخبيثة نحو صرف المسلمين عن دينهم وإلقاء الشبهات أمامهم , للحيلولة دون تمسكهم بمصدر قوتهم وسر عظمتهم , وفى ذلك يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة عام على استعمار الجزائر: «إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم» .
وفى مؤتمر المبشرين الذى عقد بالقاهرة عام 1906 وقف الخطباء يقولون: لقد فشلنا! فقد فتحنا المدارس والمستشفيات والملاجئ، وأعطينا الأموال وقدمنا الخدمات، ثم لا يدخل فى النصرانية بعد ذلك إلا طفل صغير خطفناه من أهله قبل أن يعرف عقيدة أهله، أو رجل كبير جاء إلينا من أجل المال ولا نضمن عقيدته مع ذلك! فقام " الأب زويمر " مقرر المؤتمر يرد عليهم: لقد استمعت إلى إخوانى الخطباء، ولست موافقا على ما يقولون. فليست مهمتنا هى تنصير المسلمين، فهذا شرف ليسوا جديرين به (!) ولكن مهمتنا هى صرف المسلمين عن التمسك بالإسلام، وفى ذلك نجحنا نجاحا باهر بفضل مدارسنا التبشيرية، والسياسية التعليمية التى وضعناها للبلاد الإسلامية.
وعندما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب, فأجاب كرزون: «لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة». فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة.
ومن أساليبهم فى صرف المسلمين عن دينهم , إثارة النعرات القومية والعصبيات العرقية بهدف تفكيك أواصر الوحدة الإسلامية وزعزعة الإيمان لدى المسلمين , وقد صرح أحد المستشرقين فى كتاب " الشرق الأدنى: مجتمعة وثقافته ": " إننا فى كل بلد إسلامى دخلناه، نبشنا الأرض لنستخرج حضارات ما قبل الإسلام ولسنا نطمع بطبيعة الحال أن يرتد المسلم إلى عقائد ما قبل الإسلام، ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الإسلام وبين تلك الحضارات "
وقد حدد الله تعالى موقف المسلمين من الكفر بكل صورة واشكاله فى قوله تعالى:" وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ"[5], إذ الكفر أمام الإسلام ملة واحدة , يذوب ما بينهم من أحقاد وضغائن فى مواجهة الإسلام , فرغم ما كان ببن اليهود والكفار فى صدر الإسلام من عداوة وأحقاد , إلا أنها تلاشت تحت راية الأحزاب لدحر المسلمين والقضاء على الإسلام , واليوم تتداعى الأمم الكافرة بكل صورها وصنوفها حول طاولة الأمم المتحدة ضد المسلمين , إذا كان هناك قرارا ضد المسلمين تجد إجماعاً على الموافقة والعكس بالعكس , بل لا يكادون يجتمعون الا من أجل المسلمين.
توقيع العضو : MODY۞MODA
لمراسلة الادارة بأمور خاصة لا يشاهدها غير الادارة من هنا لوضع اى شكوى خاصة بمنتدانا الحبيب من هنا لتقديم الاقتراحات البنائه بهدف تطوير منتدانا الحبيب من هنا لمتابعة قوانين المنتدى