وجه القمر ..
بقلمي
كم هي حسناء ......كالقمر .....
لم تكن تمر بآخرين حتى ينسجم الجميع بملامحها الفتانة وخطواتها المثيرة ..
ورقة حديثها وجمال قوامها وأناقة ملبسها
وثقتها بجاذبيتها ....
كان هذا منذ سنين ....قابلتها بعد غياب ستة عشر عاما ....
تلاقينا فجأة في حفل زفاف كانت أمامي ولكني لم أعرفها ....اقتربت مني أمام (البوفيه ) وقالت
ألم تعرفينني ؟ أجبت بالنفي ....تنهدت بحرقة ..تسللت لكياني وكأنها تنهيدتي أنا ..قالت .....أنني فلانه زميلتك ايام الدراسة ... وتوقفت عيناي بلا حراك لم يسعفني ردا ولم يسعفني تفكيري وكأن كل شيء شل في كياني وتفكيري
أهذه وجه القمر ؟ّ
لم تعد تلك الحسناء ....ولم تعد وجه القمر ....كانت شبحا سمينا بشكل مخيف تغيرت ملامحها ...
شكلها سلوكها في طريقة أكلها النهمة ضحكاتها طريقة مشيتها ........لم تعد وجه القمر ...
كانت عيناها تتحركان في كل مكان بطريقة مقززة أثناء الأكل ....شعر قد شاب نصفه بعد أن سقط أكثره .
تساءلت مصدومة .....لما أصبحت هكذا ....هل هو مرض ..علة ؟
ارتعدت أوصالي أهكذا من الممكن أن يفعل الزمن بالبشر ..هل سأصبح هكذا يوما صرخت بداخلي .....لا لا لا لا لا .......بلا نهاية ....ولم تتوقف دموعي حتى وصلت لبيتي وانا في وضع مذهول
وعلمت فيما بعد....
أن وجه القمر أبتعد عن حبيبه وتزوج بآخر غير حبيبه
أن وجه القمر قد أوهته الخيانة ....أكثر من مرة ....أن وجه القمر فقد الأمان من كثرة الإهانة والضرب
أن وجه القمر عاش جحيما بعد أن فقد جنينه مرتين ..... وفقد أمومته للأبد ...
أن وجه القمر كان ضحية لوحش شرير يختلف تماما عن الوحش الرقيق في قصة الجميلة والوحش أن وجه القمر أصيب بانفجار في الرئة بسبب حالته النفسية الكئيبة وكاد أن ينطفئ نوره
أن وجه القمر .....فقد رونق حياته ورومانسيته في ظل واقع مرير مخيف يحطم يكسر كل جميل ويدفن الأحلام في طيات العذاب أن وجه القمر أصبح وحيدا بعد فقد والديه أن وجه القمر يظل أسيرا لجلاد لا يرحم
أن وجه القمر أصيب بمرض نفسي يجبره للأكل بلا توقف وهو يبكي بمرارة أمام البراد حتى الإغماء كل ليلة
أن وجه القمر منع من حق العلاج النفسي قهرا وظلما بحجة أنه يتقن تمثيل ببراعة الألم والشعور بالظلم
وتساءلت مجددا هل يستطيع الإنسان أن يدمر آخر بهذه القسوة وبهذه البراعة.......قتل مع سبق الإصرار
كنت أريد أن اعلم مع من كان يعيش وجه القمر
.....عذرا ....أقصد عند من كان يموت موتا بطئ كل يوم ....حتى أنطفأ نوره مخسوفا ؟