اعتمد مكتب الإرشاد المؤقت لجماعة الإخوان المسلمين خلال الشهور الثلاثة الماضية خطة التحرك والسيناريوهات الأساسية للتعامل مع الوضع الراهن في البلاد.. ويتضمن هذا المخطط المتغيرات الحاكمة والمؤثرة في المسار الراهن ومدي تأثير ذلك علي تلك السيناريوهات الخمسة التي اعتمدت للفترة المقبلة وحتي الخامس والعشرين من يناير.2014
ويكشف الكاتب الصحفي مصطفي بكري هذه الخطة التي يقول إنها ترصد تقييما شاملا لمرحلة المائة يوم الأولي من التحرك الذي بدأته الجماعة في اعقاب سقوطها في3 يوليو2013؟ حيث تشير إلي خروج الجيش المصري والقيادة المدنية منتصرين في هذه الفترة.
ويتناول المخطط الأسباب التي دفعت إلي إخفاق الإخوان وتراجع شعبيتهم فلي الشارع, ويطرح في المقابل استراتيجية جديدة للتعامل مع معطيات الواقع الراهن بما يمكن الجماعة في الفترة القادمة من تلافي الأخطاء والتعامل مع الأحداث المتوقعة برؤية مختلفة عما سبق.
وتطرح الجماعة في هذه الورقة خمس سيناريوهات أساسية:
< سيناريو الثورة الكاملة لإسقاط النظام وفي هذا يتم طرح عدد من الخطوات تتضمن استغلال المحاكمات ضد قادة الإخوان للقيام بمزيد من الاحتجاجات واحتلال الميادين الرئيسية ومواجهة التحديات التي تعترض طريق الحراك الإخواني علي الأرض.وفي هذا الإطار تطرح الجماعة الإعلان عن قيادة جديدة ورؤية مختلفة لما تسميه بالحراك الثوري والشعبي.
< السيناريو الثاني يتناول المبادرات السياسية والحل السياسي.. وفيه يشير الإخوان إلي أن استمرار الأزمة وعدم نجاح أي من الطرفين في الحسم في ظل استمرار هذه الحالة سيؤدي لانطلاق مبادرات ودعوات المصالحة التي تتدخل فيها أطراف دولية واقليمية, ويطرح الإخوان في ظل هذا السيناريو سقف التفاوض الذي يؤكد أن الحد الأدني للمشاركة في الحل السياسي يجب أن يتم في إطار ما يسمي ضمانات استعادة المسار الديمقراطي وحماية الحراك الثوري من قمع الدولة الأمنية.
< السيناريو الثالث: الثورة الديمقراطية واستعادة المسار الديمقراطي وفي هذا تري الجماعة أن الوصول إلي مرحلة الاستفتاء علي الدستور سوف تفرض تحديا ضخما علي الأطراف الأساسية في الأزمة المصرية مما سيضع تحديا علي الأطراف المختلفة سواء السلطة الانتقالية أو الإخوان أو القوي الشبابية والغرب.
ويتناول هذا السيناريو الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وفي هذا يطرح الإخوان إشكالية الانتخابات الرئاسية: مأزق السلطة برأسين ويرون أن أزمة الانتخابات الرئاسية سوف تطرح خيارات عديدة سواء حال ترشيح السيسي أو ترشيح آخرين.
< السيناريو الرابع ويتحدث عن ثورة الجياع والأزمة الاقتصادية.وفي هذا تحدث الإخوان عن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد, وتوقعوا أن تخلق الأزمة فئات جديدة معارضة للنظام.
< وفي السيناريو الخامس يتحدث المخطط عن سيناريو الثورة المسلحة والحرب الأهلية علي نفس النسق السوري, ويشير المخطط إلي أن هذا السيناريو سوف يكون المرحلة الأخيرة حال فشل خيارات الثورة التقليدية واستعادة المسار الديمقراطي والحل التفاوضي.
ويضيف مصطفي بكري: أن تفاصيل هذا المخطط الإرهابي إنما تكشف أن كثيرا من الرؤي المطروحة تعكس أزمة حقيقية داخل الجماعة وتؤكد وجود تخبط شديد في إطار مواجهتها للتحديات الراهنة وتعكس أيضا فشلا ذريعا وسعيا دؤوبا للدخول إلي سيناريو الإرهاب الذي يرون أنه قد يؤدي إلي تكرار السيناريو السري.
غير أن الوقائع علي الأرض تناقض كافة أطروحات وتوقعات الإخوان, فلا يعني ذلك صحة هذه التوقعات أو نجاح السيناريوهات المطروحة, بل هي مجرد أضغاث أحلام سوف تفشل كما فشل الكثير من المخططات السابقة.