أمام حالة الانفلات الأمنى وأحداث التفجيرات والاغتيالات المتكررة ضد عناصر من الجيش والشرطة، فضلا عن الإعلان المتتابع من قبل بعض الجماعات المتطرفة عن استهداف المنشآت والمؤسسات العسكرية، والفتاوى الشاذة التى يستند إليها هؤلاء المجرمون.
أعلن فقهاء وعلماء الدين تأييدهم فتوى الأزهر الأخيرة بجواز صلاة الخوف للجنود الجيش والشرطة حفاظا على حياتهم وأرواحهم، ودعوا إلى تثقيف الجنود بهذه الصلاة حتى لا ينال الوطن من جانبهم أو ينال منهم العابثون فى أثناء الصلاة .
وأكد العلماء استنكارهم جميع أعمال العنف والإرهاب وشددوا على ضرورة التصدى للفتاوى غير المسئولة التى يستند إليها العابثون فى أغراضهم الخبيثة.
وقال الدكتور الأحمدى أبو النور وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن حرص المقاتلين المسلمين على الصلاة فى أثناء المعركة أو الخطر وأدائها فى جماعة بالصورة التى رخصت بها وهى «صلاة الخوف» يعين على نصرتهم أمام أعدائهم بما يكسبهم ذلك من مدد إيمانى وثقة بنصر الله وتأييده الحق والعدل.
ولفت إلى أن الظروف الأمنية الحالية التى تمر بها مصر تستوجب العمل بهذه الرخصة، إمعانا فى تحقيق الأمن، وحماية لأرواح الجنود والعناصر الأمنية، لأن جنودنا من الجيش والشرطة هم دروعنا الأمنية الحصينة، ومن ثم فهم مطالبون بأن يكونوا حذرين ومستعدين فى كل وقت لكل من يريد الاعتداء عليهم أو النيل منهم بسوء، من أجل صيانة أمن مصر والتصدى للعابثين المعتدين، وتحقيقا للحراسة القوية المطلوبة، والحراسة القوية هنا تدخل فى قول الله تعالى «.. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، فإذا كان هؤلاء العابثون يسعون للقتل والتفجيرات، فنحن يجب أن نسعى دائما للبناء والمحافظة على الأرواح والأنفس.
وأوضح أبو النور أنه إذا كانت صلاة الخوف فى الأصل مرخصة عند لقاء العدو فى الحرب، فإن الأخذ بها لدى الجنود فى الكمائن وحراسة الحدود والمواقع المهمة أمر مأذون به كرخصة مؤقتة متى وجد الخطر. وأضاف: إن الجندى فى الكمين كالجندى فى المعركة، مادام يترقب الشر والغدر، وهو يعد فى معركة لأنه مرابط، والمرابط مجاهد، حتى لو كان داخل المدينة. فصلاة الخوف هى صلاة الحرب وليس بلازم أن يكون الجندى خائفا، ولكنها تجوز له متى استشعر الخطر ولو لم يكن فى حرب كبرى أمام عدو خارجي، وهذا هو الرباط الذى أشار إليه القرآن الكريم فى قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا..»، فالرباط واقع حتى لو كان أمام بنى وطنه، مادام يعلن عليه الحرب والغدر ومادام الخطر متوقعا.والحرب ليس مقصودا بها المعركة الحربية فقط، بل إن خروج البعض عن النظام العام وتهديهم أمن الوطن هو حرب من أولئك على وطنهم يجب التصدى له ومقاومته.
كيفية أداء صلاة الخوف
من جانبه أوضح الدكتور حلمى عبدالرءوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الترخيص فى صلاة الخوف يأتى من حرص الإسلام على صلاة الجماعة بشكل خاص وبالصلاة بوجه عام، ذلك أنه فى كل حال وبرغم الحرب وجهاد الأعداء فإنه لا يجوز للمسلم أن يهمل صلاته أو يتركها تفوته مهما تكن الأسباب. وفى ذلك يقول الله تعالى «وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا».
وعن كيفية أداء صلاة الخوف يقول الدكتور حلمى عبد الرءوف، إن لذلك صورا كثيرة، أشهرها: الصورة الأولي: أن يكون العدو فى غير جهة القبلة. وفى هذه الحالة يقسم الإمام الجيش إلى قسمين، فرقة تقف فى وجه العدو للحراسة، والفرقة الثانية تصلى خلف الإمام، فيصلى الإمام بهم ركعة ثم إذا قام للركعة الثانية تنوى هذه الفرقة مفارقة الإمام، وتتم لنفسها الركعة الثانية صلاة خفيفة ثم تسلم وتذهب لتقف فى وجه العدو للحراسة، ثم تأتى الفرقة الثانية التى كانت تقف للحراسة فى أثناء بدء الإمام الصلاة، ويكون الإمام منتظرا لها فى قيام الركعة الأولى بحيث يطيل فى القراءة قبل الركوع حتى يلحقوا به فى الركعة الثانية له، والأولى لهم،فإذا جلس الإمام للتشهد تفارقه هذه الفرقة لتتم لنفسها الركعة الثانية والإمام جالس للتشهد ينتظرهم حتى يلحقوا به ويسلم بهم جميعا، وبهذه الصلاة صلى رسول الله صلى عليه وسلم، فى غزوة ذات الرقاع.
وهذا فى حال إذا كانت الصلاة قصرا، أى فى سفر، أما إذا لم تكن قصرا ففى الصلاة الرباعية يصلى الإمام بالفرقة الأولى ركعتين، وبالفرقة الثانية ركعتين بالكيفية السابق ذكرها. وهنا يجوز أن يقسم الجيش على أربع فرق، ويصلى بكل فرقة ركعة واحدة، أما فى صلاة المغرب فتصلى ثلاث ركعات على كل حال إذ لا قصر فيها، ويمكن للإمام تقسيم الجيش أو الجنود إلى ثلاث فرق.
الصورة الثانية: أن يكون العدو فى جهة القبلة فى مكان لا يسترهم عن أعين أعدائهم، ويرى كل منهم الآخر مباشرة، وتؤدى هذه الصلاة بأن يقسم الإمام الجنود أو الجيش صفين ويصلى بهم جميعا مرة واحدة ويركع بهم ويعتدل بهم من الركوع، فإذا سجد الإمام فى الركعة الأولى سجد معه أحد الصفين سجدتيه، ووقف الصف الآخر يحرسه، فإذا رفع الإمام ومن معه من السجود، سجد الصف الآخر سجدتيه، ولحق بالإمام ومن معه فى اعتدال الركعة الثانية، وعند سجود الإمام للركعة الثانية يسجد معه الصف الثانى الذى كان يقف للحراسة بالركعة الأولي، ويقف الصف الآخر يحرسهم، فإذا رفع الإمام ومن معه من السجود سجد الصف الذى كان يحرس سجدتيه، ولحق بالإمام ومن معه فى التشهد، وتشهد معهم ويسلم الإمام بهم جميعا.
الصورة الثالثة:إذا اشتد الخوف والتحم القتال وأصبح الجنود أو أفراد الجيش لا يقدرون على النزول إن كانوا ركبانا، ولا على الانحراف تجاه القبلة إن كانوا مشاة، فالصلاة هنا تكون بأن يصلى كل واحد منهم كيف أمكنه، راجلا أو راكبا، مستقبل القبلة وغير مستقبل لها، ويومئون بالركوع والسجود على قدر الطاقة، ويتقدمون ويتأخرون ويضربون ويطعنون عدوهم وهم يصلون، ويكرون ويفرون ولا يؤخرون الصلاة عن وقتها، ويُعذر المسلمون فى هذه الحالة فى أعمال كثيرة بالصلاة للضرورة.
ويشير الدكتور حلمى عبد الرءوف، إلى أن ما جاء عن صلاة الخوف يقصد به صلاة الجماعة، والتى بها قد ينشغل المصلون مجتمعين عن الحراسة أو المعركة إن هم صلوا مجتمعين دون أن يأخذوا حذرهم، أما صلاة الفردية فتؤدى كما هى سواء كانت قصرا أم تامة، كما يمكن الجمع بين الصلاتين كالظهر والعصر والمغرب والعشاء مثلا عند الخوف أيضا.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |