في الوقت الذي شهدت فيه أمس جامعات القاهرة وعين شمس تنظيم طلاب الإخوان بعض الوقفات الاحتجاجية, وإرباك العملية التعليمية, شهدت جامعة الأزهر ما يشبه حرب الشوارع, بعد قيام طلاب الإخوان بإلقاء زجاجات المولوتوف والشماريخ علي قوات الشرطة واستخدام الأسلحة مثل الخرطوش, مما أدي إلي إصابة حركة المرور بشلل تام أمام الجامعة بشارع النصر بسبب الاشتباكات.
فقد صعد طلاب الإخوان من احتجاجاتهم, وأشعلوا النيران في سيارتين تابعتين للأمن المركزي وميكروباص مدرع و4 سيارات ملاكي للمواطنين, وقامت قوات الشرطة في محاولة للسيطرة علي عنف الطلبة, بملاحقتهم وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع, ورد الطلاب بإلقاء الشماريخ والألعاب النارية, لتسود حالة من الكر والفر بين الطلاب وقوات الأمن.
واضطرت قوات الأمن إلي اقتحام مقر الجامعة للسيطرة علي الوضع, خاصة عندما حاول الطلاب اعتلاء السور, والاستيلاء علي بعض محتويات أكشاك الأمن, وإلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة, وإطلاق الخرطوش علي الأمن, وتم القبض علي85 من الطلاب المنتمين للإخوان, وأخلت قوات الأمن مبني الجامعة من المتظاهرين والموظفين, بعد تعطل الدراسة وتصاعد عنف الطلاب, مما تسبب في إغلاق البنوك والشركات التي تقع أمام جامعة الأزهر.
وفي جامعة القاهرة, نظم بعض الطلاب في كليات دار العلوم والتجارة والهندسة, مسيرات متفرقة دعا بعضها إلي عودة الرئيس المعزول, وإقالة وزير التعليم العالي, ورددوا هتافات تطالب بإسقاط وزير الداخلية وما سموه حكم العسكر, ونشبت اشتباكات عديدة بين طلاب الإخوان وبقية الطلاب, الذين طالبوا زملاءهم بإنهاء أعمال العنف والتظاهر لاستكمال يومهم الدراسي.
وفي جامعة عين شمس, تمكنت مسيرة لطلاب الإخوان, من تجاوز أسوار الجامعة, وقطعت شارع الخليفة المأمون وافترش الطلاب الأرض, مما أدي إلي حالة من الشلل المروري, بينما استخدم البعض الشماريخ ضد الأمن الذي حاول السيطرة علي الموقف داخل الحرم الجامعي, ومنع الاحتكاكات بين الطلاب.
وكانت نيابة قسم أول المنصورة قد أمرت بحبس31 من طلاب الإخوان بجامعة المنصورة51 يوما علي ذمة التحقيقات, بعد أن وجهت لهم تهم إحراق سيارات شرطة, والاعتداء علي رجال الأمن, إتلاف واجهات المحال التجارية والسيارات والخروج عن السلمية.
من جانبه أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, أن أعمال العنف التي تشهدها الجامعات المصرية حاليا, ما هي إلا مخطط من قبل جماعة الإخوان المحظورة لإثارة القلق والبلبلة لتعطيل الاستفتاء علي الدستور المصري الجديد, مستغلين الطلاب في تلك الأعمال.
وقال إن الداخلية لن تسمح لهؤلاء بتحقيق مخططاتهم, وإنه يجري التعامل مع الطلاب المشاركين في المظاهرات بمنتهي الحرص, موضحا أن الوقت غير مناسب حاليا لعودة الحرس الجامعي, ومشيرا إلي أن وزارة الداخلية وضباطها يتعاملون بكل حسم لمواجهة الحالات الفردية لقطع الطرق.
وأضاف ـ في أثناء زيارته لأسيوط أمس ـ أن الوزارة أعدت خطة محكمة وصارمة, بالتنسيق مع القوات المسلحة, لتأمين الاستفتاء علي الدستور, وجميع الطرق المؤدية للجان الاستفتاء, والتعامل بكل حزم مع أي أعمال شغب تحاول إفساد هذا العرس الديمقراطي.