حتي باب المحكمة لم يسلم من الاعتداء عليه من الباعة الجائلين تلك الظاهرة التي انتشرت كالسرطان في بلادنا طولا وعرضا عقب ثورة25 يناير, الجائلون شوهوا معالم عواصم المحافظات, وهم في طريقهم الآن نحو القري.
لو كان احتلال الشوارع والميادين والأرصفة بالسلع علي اختلاف أنواعها أحد أهداف الثورة, لقلنا إنه تحقق بامتياز وفي زمن قياسي لم يتعد عدة أسابيع منذ خلع مبارك.
الباعة الجائلون بعضهم بلطجية, وأغلبهم شباب متعلم, يبحث عن فرصة عمل, ولو علي الرصيف, كلهم فرضوا سطوتهم دون استئذان أو رقابة, كلمتهم أينما وجدوا هي العليا, وبضاعتهم تجاوزت كل الحدود, لدرجة أنها تعرض فوق لافتة وزارة العدل في محكمة الباجور بالمنوفية, ولم لا؟
وهي مازالت مفروشة أمام دار القضاء العالي نفسها بالقاهرة, ولم يجرؤ أي ممن يدخلونها أو يخرجون منها علي الاعتراض.
حجم الظاهرة لا يشير إلي انفلات أمني أو تقصير من جهات الادارة المحلية فقط, ولكنه أعمق من ذلك كثيرا.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه الواقع نفسه المدي الكبير بلطجة علي كل مظاهر الحياة في الشارع المصري, فإنه يشير من جهة أخري إلي حجم كارثة البطالة, وعمق مأساة انخفاض الدخول وغلاء الأسعار وهي بعض الأسباب التي تدفع باعة الشوارع وزبائنهم إلي فرض قانونهم الخاص علي المواطن البسيط وأجهزة الأمن والادارة في الوقت نفسه.
لقد انتشر سرطان الباعة الجائلين ليحتل كل رصيف بل يتجاوز إلي نهر الشارع, حتي وصل إلي قضبان القطارات وأقسام الشرطة ودواوين المحافظات, ليشير إلي أزمة كبري واجهت كل حكومات الثورة منذ25 يناير, وليشير أيضا إلي كارثة مقبلة ستواجهها أي حكومة مقبلة, بعد إقرار الدستور, وانتخاب الرئيس الجديد لمصر.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |