المقارنة ربما تكون بعيدة نسبيا.. ولكن هناك أوجه تشابه عديدة ولو بلمسة خفيفة بين الطرفين.. الاول وهو المنتخب الوطني يذرف دموع الحسرة وخسارة الملايين علي مدار ست بطولات كأس عالم أخرها البرازيل 2014..
وضاعت عليه أموال وثروة طائلة كانت كفيلة بتطوير الهيكل الكروي بالكامل في مصر.. وأكتفي في كل مرة بدور الحارس الامين لباقي منتخبات القارة الي ان يصعد بهم الي نهائيات المونديال, وفشلت كل محاولاته بكافة اللغات سواء المحلية مع المدرب الوطني او الاجنبية المدير الفني الامريكي بوب برادلي الذي تمخض في نهاية مشواره ليلقي التهم شمالا ويمينا حول اسباب اخفاقه الذريع, ليبريء ساحته منه وخرج ليقول لست فاشلا علي الرغم من سقوطه بالثلاثة سواء في تصفيات كاس الامم أو المونديال.
الطرف الثاني هو الاهلي الذي قرأ الامور بشكل صحيح, واخترق العالمية عن طريق القارة السمراء, وامتلك العزيمة والاصرار علي التوقيع للمرة الخامسة في مونديال الاندية, ليحصد المزيد من الشهرة والاموال, خاصة في ظل ارتفاع الجوائز المالية, وبلغ اجمالي ماحصل عليه في كل مرة ما يوازي 22 مليون جنيه سواء من الاتحاد الافريقي (الكاف) او الاتحاد الدولي (الفيفا), وبات صاحب الرقم القياسي في المشاركة وهو خمس مرات متساويا مع اوكلاند سيتي النيوزيلاندي.
الفراعنة خارج بورصة كأس العالـم.. والخسائر 70 مليون جنيه القدر لم يكن رحيما بالمنتخب الوطني علي الاقل ليس فقط بالخروج المتتالي للمرة السادسة علي التوالي من تصفيات كاس العالم, ولكن ايضا بالنشرة الجديدة للاتحاد الدولي لكرة بالقدم (الفيفا) عن حجم الجوائز المالية في مونديال البرازيل, فقد ارتفعت بدرجة كبيرة وصلت الي 37% عما كانت عليه في نهائيات جنوب إفريقيا, لترتفع حصة كل منتخب بصورة عالية, ولتتصاعد في نفس الوقت خسائر ابناء الفراعنة بسبب الغياب عن البطولة.
وعلي ضوء لغة الحسابات والارقام فان المنتخب انفق علي الجهاز الفني بقيادة برادلي 25 مليون جنيه علي مدار عامين, بخلاف المعسكرات والنفقات النثرية الاخري التي تصل لمبلغ يتكون من ستة اصفار, وذلك بهدف واحد.. وهو الذهاب الي البرازيل بعد غياب 24 سنة, وجري تخصيص الغالي والرخيص من أجل خدمة برادلي ورفاقه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد, ولكن النتيجة في النهاية كانت صفرا كبيرا.. وذهبت الاموال الطائلة دون فائدة انتظارا لتكرار المحاولة مرة أخري.
خسائر الفراعنة لم تتوقف عند حدود الاخفاق في التأهل بل انها ارتبطت بالعامل المادي والاقتصادي, فبحسبة بسيطة وعلي ضوء التعديلات الجديدة في الجوائز, فإن المنتخبات المتأهلة ستحصل علي مليون دولار مكافاة الصعود من أجل الاستعداد للبطولة.. بالاضافة الي انه بمجرد المشاركة فان عداد الاموال يبدأ في التصاعد حيث خصص الفيفا ثمانية ملايين دولار لكل منتخب يخرج من الدور الاول, وتسعة ملايين لكل من يحجز مقعدا في دور الـ16.. اي ان كل فريق يضمن مكانا في النهائيات يدخل جيبه 63 مليون جنيه تقريبا, تزيد في حالة الانطلاق لدور الثمانية بحصوله علي 14 مليون دولار اخري.. ولو سارت الامور كما يشاء فان خزانته تستقبل 20 مليونا اخري لو احتل المركز الرابع, بينما ينال صاحب المركز الثالث 22 مليونا والوصيف 25 مليونا بينما يصل نصيب البطل الـ35 مليونا.
ولم تتوقف خسائر المنتخب الوطني عند هذا الحد بل ان الفيفا خصص هذه المرة من اجمالي الجوائز المالية التي تصل الي 560 مليون دولار مبلغا قيمته 70 مليون دولار للاندية التي يشارك لاعبوها مع منتخباتهم في البطولة, لتحفيزهم من جانب علي ترك النجوم للمشاركة, ولتعويضها عن غيابهم عنها في حالة الاصابة اثناء المباريات.
وكان اجمالي الجوائز في مونديال 2010 قد بلغ 420 مليونا وكان نصيب البطل 30 مليونا, وكان نصيب كل منتخب يخرج من الدور الاول ثمانية ملايين.
نادي القرن بدأ بجائزة المليون دولار ثم اقتحم مغارة الكرنفال العالمي
عندما قرر النادي الانسحاب من دوري ابطال افريقيا في فترة من الفترات, فانه لجأ ذلك كخيار أخير في ظل عدم وجود استفادة مادية حقيقية تجعله يتقبل المخاطر والتكاليف الباهظة التي يتكبدها.. ولكن مع تغير النظام وظهور جائزة المليون دولار والتي ارتفعت بمقدار نصف مليون دولار اخري.. عاد ابناء الجزيرة الي ادغال القارة وتحملوا الصعاب خاصة انها باتت لهم الباب السحري للعالمية وحصد المزيد من الملايين, وانطلق ليسجل الرقم القياسي في الحصول علي اللقب القاري وهو ثماني مرات وفي التأهل لكاس العالم للاندية ووصل الي خمس مرات.
لغة الملايين.. تسيطر علي مونديال الاندية في كل نسخة.. فالاتحاد الدولي حرص من اللحظة الاولي لتنظيم هذه البطولة علي توفير الدعم المالي لها حتي يسيل لعاب الاندية الكبري للمشاركة, بخلاف المجد التاريخي, وخصص خمسة ملايين دولار للبطل واربعة للوصيف ومليونين ونصف للثالث ومليون ونصف للرابع ومليون دولار لكل من الخامس والسادس ونصف مليون للسابع.
وبنظرة سريعة علي مشاركات الاهلي السابقة في البطولة, نجد أن خزينته استقبلت ملايين الجنيهات في كل مرة, ولعل ابرزها عندما حصل علي المركز الثالث في 2006 بعد فوزه علي كلوب أمريكا المكسيكي, فقد بلغت حصته مليوني دولار, كما انه نجح في الحصول علي مليون ونصف مليون دولار في المرة السابقة باحتلاله المركز الرابع, بخلاف الملايين التي نالها في باقي مشاركاته.
وقد كان هناك اهتمام كبير من ادارة القلعة الحمراء بهذه البطولة من لحظة ظهورها علي حيز الوجود, وكانت حريصة علي دعم الفريق بكافة السبل من اجل ان يثبت وجوده فيها, لتحقيق المزيد من المجد التاريخي بخلاف الملايين المنتظرة, وحتي لا تكتفي بدور ضيف الشرف وسط عمالقة العالم في كل زمان وأوان.
وكانت الملايين التي حصلت عليها الادارة سببا في حل اكثر من مشكلة مالية صادفتها سواء تتعلق بعقود اللاعبين أو ضم وجوه جديدة لدعم الصفوف, وبات مونديال الاندية بالنسبة لها منجم ذهب يفرغ ما في جوفه لها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية خلال الفترة الماضية, وبالتحديد بعد كارثة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 مشجعا.
بطل افريقيا يسعي لدخول المنطقة المحجوزة للكبار فقط
تعتبر هذه المشاركة الخامسة للاهلي في كاس العالم للاندية ليشارك نادي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي في الرقم القياسي للمشاركة في البطولة. وذلك بعد أن شارك في بطولات أعوام.20122008.2006.2005 والآن.2013 في حين كان المركز الثالث هو أفضل إنجاز له في ثاني مشاركاتهم في تلك المسابقة العالمية.
في المشاركة الاولي للأهلي في 2005 باليابان أكد نادي ساو باولو تربع أمريكا الجنوبية علي عرش الكرة العالمية بعد الفوز علي ليفربول. وكانت البداية مع الديربي العربي بين الأهلي والاتحاد السعودي. ودخل أبطال أفريقيا المباراة بقيادة المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه بسجل خال من الهزائم في 55 مباراة متتالية, لكن أبطال آسيا تمكنوا من وضع حد لسلسلة نجاحات الأهلي.
في المشاركة الثانية عام 2006 أصبح الأهلي أول فريق يتأهل إلي المونديال مرتين. توجه المصريون إلي اليابان بهدف واضح. وهو تحقيق مركز أفضل من السادس الذي احتله الفريق في دورة عام 2005, وبعد الفوز علي أوكلاند النيوزيلاندي وقف الأهلي ندا قويا أمام إنترناسيونال في مباراة نصف النهائي. قبل أن تنتهي المواجهة بنتيجة2-1 لصالح البرازيليين. والذين واصلوا طريقهم بثبات لإحراز لقب.
المشاركة الثالثة في بطولة 2008 باليابان تمثل هذه البطولة علامة بارزة في تاريخ نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم. فقد أحرز الفريق لقب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا. وهاهو الآن يتوج بطلا لكأس العالم للأندية بعد فوزه بهدف نظيف علي فريق ليجا دي كيتو. وكانت مباراة ربع النهائي الأخري قد جرت علي الأرضية نفسها. حيث باغت بطل أفريقيا الأهلي منافسه المكسيكي باتشوكا بالتقدم بهدفين نظيفين, لكن باتشوكا تمكن من معادلة النتيجة والوصول بالمباراة إلي الوقت الإضافي بفضل عزيمة لاعبيه وروحهم القتالية. حيث استطاع الفريق المكسيكي في الوقت الاضافي ترجمة سيطرته الميدانية إلي هدفين آخرين أحرزهما كل من داميان ألفاريز والنجم الأرجنتيني كريستيان خيمينيز. وتغلب أديلايد يونايتد علي الأهلي بهدف دون رد في مباراة تحديد المركز الخامس. ليكرر بذلك فوز ممثل الكرة الأسترالية علي أبطال أفريقيا. بعدما كان سيدني قد ألحق الهزيمة بالفريق المصري عام .2005
المشاركة الرابعة بطولة 2012 باليابان في عام .2008 عاش كورينثيانز واحدة من أسوأ الفترات في تاريخه العريق. عندما وجد نفسه يقبع في دوري الدرجة الثانية البرازيلي. ولكنه لم يتأخر في العودة إلي الواجهة الكروية من الباب الكبير. والآن. وبعد مرور أربع سنوات علي ذلك. عاد ليتوج بطلا لكأس العالم للأندية اليابان 2012 معيدا اللقب إلي البرازيل وأمريكا الجنوبية. كاسرا بذلك خمس سنوات متتالية من السيطرة الأوروبية.أما الأهلي. فقد حل في المركز الرابع. علما بأنه رفع رصيده إلي تسع مباريات في تاريخ هذه المسابقة. محققا بذلك رقما قياسيا. تجدر الإشارة إلي أن المخضرمين محمد أبو تريكة وحسام عاشور ووائل جمعة خاضوا جميع تلك المباريات التسع.