دع نفسك تتخلي عن الجنسية المصرية لدقيقة, وتخيل أنك تحمل أي جنسية أخري وأردت أن تعرف مصر من خلال أفلامها المعروضة حاليا.
أما الصورة التي ستشاهدها الآن, بلطجة, ودعارة, وراقصات, وأغاني هابطة خالية من الألحان والأصوات, وحارات بها حكايات عن العنف والجريمة والبلطجة, هل ستفكر حينها أن مصردولة بها حضارة أو فكر أو جميلة لدرجة تستحق الزيارة؟, لو تعمد أعداؤنا صنع صورة مشينة للوطن فلن يفلحوا بقدر ما أفلح هؤلاء في تشويهها وكأنهم متعمدون, وقاموا بالمهمة بالأضرار بمصر بدلا من أعدائها ببراعة, تركيا عديمة الآثار والحضارة مقارنة بمصر جعلت بها الدراما والسينما دولة لامثيل لها, فأصبحت استديوهات التصوير مزارات سياحية, أما عندنا فمشاهد ومناظر تدعو إلي النفور, المخرج محمد كريم والذي كان من أوائل من أخرجوا في مصر وبدء مسيرة السينما بفيلم' زينب' الصامت آخذ عهدا علي نفسه بأن يبتعد عن الإبتذال وأن يجعل السينما سفيرا جميلا لصورة مصر في الخارج, والذي كان أول مخرج لفيلم ناطق في تاريخ العرب' فيلم أولاد الذوات' وأول عميد لمعهد السينما وأول من درس السينما في مصر وأول من صور فيلم بطريقة' سينما سكوب', كانت رسالته لطلبتة وصناع السينما في مصر عموما هي صورة مصر في الأعمال الفنية, وكان شغله الشاغل في محاضراته وندواته عن صورة مصر كما يجب أن تكون في السينما, فكان يقول لطلابه وقتها إذا أردت أن تصور مصر فاختر أحلي وأجمل مافيها من مناظر واختر أروع القصص للبشرفيها, وكان وقتها الريف المصري هو الغالب في الأعمال السينمائية فكان يقول:' اذا دخلت الريف المصري لتصور فيه ستقابلك طبيعة ساحره وعصافير وأبراج الحمام, وسيقابلك أيضا جرذان وبعوض وأكوام من فضلات المواشي, فإذا أردت أن تصور فأنت صاحب الإختيار الآجل أم الأقبح, فاختر برج الحمام وابتعد عن الجرذان حتي يحب العالم مصر, وكان يحث طلبته علي ما كان يفعله في أفلامه, فكان يغسل الشوارع والبيوت والمواشي وحتي الحمير التي ستمر أمام الكاميرا وكان يحرص أن تكون جلابيب الفلاحين نظيفة وأوقف التصوير مرة لأن الملابس لم يتم كيها, أما مايحدث الآن في الساحة الفنية في مصر فهو العكس تماما, فاستبدلنا الصالح بالطالح, فغابت حارة المواردي وظهر بدلا منها حارات أفلام' حين ميسرة' وأصبح البطل هو البلطجي وغابت الآثار والطبيعة وحلت محلها الخرابات وأكوام القمامة, وأصبح مايعرض هو أسوأ مافي الشارع والحارة من مناظر وقصص وليس أحسنها كما هو مفترض, وما أهمله أغلب المخرجين والمنتجين للسينما الآن أن الفن اختيار, وأمام صناع السينما حرية اختيار إظهار مصر في أبهي صورة لها أو في أسوأ صورة فذلك اختيارهم الذي لم يجبرهم أحد عليه وإنما بمحض إرادتهم تركوا جمال مصر واختزلوها في الدم والدعارة والبلطجة وأظهروا حواري بمصر بأسوأ نموذج لها وبالتبعية أصبحت مصر في عيون من يشاهدها في الخارج هي المشاجرات بالسنج والخرطوش وأصبحت النماذج التي يفترض أنها مشرفة في مصر هي' عبده موته' و' القشاش' وقصص الخيانة وأصبح تراثها الغنائي أغاني المهرجانات والرقص بالأسلحة وغابت الصورة المشرفة لمصر من الشاشات, واختفي كلام محمد كريم من ضمائر صناع السينما في مصر وأهملوا كلامه وتاريخه وحتي تمثاله الذي كان في مدخل مدينة السينما ترك مشوها بعد أن تعمد البعض من طيور الظلام إحراقه العام الماضي, ورفض نائب من التيار الإسلامي نقل التمثال لمكان يليق به, وأهمل الفنانون تاريخ محمد كريم بعد أن أهملوا نصائحه وتناسوا مدرسته السينمائية ورسالتة الخالدة' مصر كما يجب ان تكون في السينما' وأصبح تشويه صورة بمصر بأيدي أبنائها وإظهارها بأسوأ حالاتها جريمة ترتكب حتي اليوم.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |