رحل عن دنيانا المفكر والعالم الجليل الدكتور عبد الملك عودة أحد الرواد والآباء المؤسسين للتوجه المصري الإفريقي.يقول الدكتور حلمي شعراوي رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية عنه: إسهامات عبد الملك عودة كانت تأسيسية في حقل المعرفة بأفريقيا, بل إنه لم يتواني عن دوره التثقيفي ومتابعاته لأحداث القارة يقدمها بأسلوبه المدقق الرشيق.
وهو أستاذ العلوم السياسية البارز, ورئيس أقسامها وعميدها بعد ذلك, وعميد كلية الإعلام أيضا ولمرتين, كما كان عميدا في نفس الوقت تقريبا لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية وهو مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ومدير تحرير مجلة السياسة الدولية, ومساعد رئيس تحرير الأهرام,. وقد توفرت' لعودة' الخبرة العربية والدولية ليدلي بدلوه في مجال العلاقات العربية الأفريقية والدولية, من منبر الجمعية الأفريقية وفي جامعة الدول العربية كمديرا لصندوق المعونة الفنية لأفريقيا, ليكون في قلب عملية مأسسة التعاون العربي الأفريقي في معركة جدلية احتاجت قلمه وبحوثه المعمقة التي كانت مرجعا أساسيا لمن يتابع آمال وآلام هذه العلاقة التي لم تصل للأسف إلي مبتغاها حتي يكاد عبد الملك عودة نفسه أن ينعيها في بعض بحوثه الأخيرة
انشغل عبد الملك عودة بمفهوم الدولة الحديثة في أفريقيا. وإن كان ينطلق من موقعه في مصر عن الدور الوظيفي للدولة تجاه المصالح القطرية وأمنها القومي بما يجعل مصطلح' الدولة المصرية' وسياساتها مصطلحا رائجا في كتاباته, ومع ذلك فإنه لم يغفل عن امتدادات هذه المصالح الحيوية وتشابكها مع دول الجوار مرة ومع حركة الوحدة الأفريقية مرة أخري. فلم يغفل' عودة' للحظة عن تشابك ناتج عن امتداد مياه النيل إلي عشر دول في حوضه, ولا عن تأثير مطلب التكامل أو مطلب التحرر في رسم سياسات الدول, فهو يدرس مسار الوحدة الأفريقية برؤية المصالح الوطنية, وموضع الفكر المصري فيها, وهو يدرس النشاط الإسرائيلي في أفريقيا واعيا بمخطط دولة عدوانية في إطار عدوانية الاستعمار العالمي, ثم تكون قضية العلاقات العربية الأفريقية قضية كاشفة بطبعها لنهج عبد الملك عودة إذ حاول مع انطلاقها أوائل السبعينات أن يرصد جذورها السياسية بنظرة الباحث عن المصالح الحقيقية المتبادلة وليس المؤرخ الدفاعي.ولم يكن عبد الملك عودة طوال رحلته العلمية محسوبا علي ذلك التيار الفكري أو ذاك.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |