تفقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي, القائد الأعلي للقوات المسلحة خلال زيارة مفاجئة ظهر أمس لمقر مجمع وزارة الدفاع الأوضاع في مكان التفجير الذي وقع صباح أمس داخل المجمع, وعقد اجتماعا استثنائيا للقيادات العسكرية.
ووجه هادي بتشكيل لجنة تحقيق في الاعتداء الإرهابي علي مستشفي العرضي مشددا علي ضرورة محاربة الارهاب بجميع أشكاله في اليمن. وكانت مصادر أمنية ووزارة الدفاع اليمنية قد أفادتا بأن انتحاريا فجر سيارة مفخخة أمس عند المدخل الغربي لمجمع وزارة الدفاع في صنعاء قبل أن تندلع اشتباكات مع مسلحين اقتحموا مباني تابعة للمجمع, وصرحت مصادر طبية بأن عدد ضحايا الهجوم ارتفع إلي 40 قتيلا ونحو مائة مصاب.
ومن جانبه, نقل موقع' مأرب برس' عن مصادر أن المسلحين ارتكبوا مجزرة في حق الكادر الطبي, حيث قتل غالبيتهم من أطباء وممرضين وأن من بينهم عددا من جنسيات أجنبية, بالإضافة لعدد من المرضي, وقال شهود عيان لقناة' اليمن' إن المسلحين ألقوا قنابل علي موظفي المستشفي والكادر التمريضي وأنهم قصفوا المستشفي بقاذفات' آر.بي.جي'.
وأكدت وزارة الدفاع أنها استعادت السيطرة علي مجمع المباني التابع لها بعد أن تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة التي قامت بالاقتحام خاصة المستشفي العسكري في المجمع الذي استهدفه الهجوم والقضاء عليها. وبحسب المصادر فإن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي سبق أن نفذ عددا من الهجمات المثيرة بهذه الطريقة, وأن التفجير وقع عند المدخل الغربي لمجمع مباني وزارة الدفاع, وبالتحديد أمام المستشفي العسكري,
وأفاد المصدر أن سيارة أخري اتجهت إلي وزارة الدفاع بعد الانفجار واشتبك مسلحون علي متنها مع حراس الوزارة, بالإضافة إلي مسلحين آخرين كانوا خارج المجمع شاركوا في الاشتباكات, وتمكن المسلحون من السيطرة علي بعض المقرات التابعة للمجمع ومن بينها مبني المستشفي, مستغلين وجود بعض الإنشاءات الجارية هناك لتنفيذ هذا العمل الإجرامي, كما سقطت في وقت لاحق قذائف صاروخية في ساحة مجمع وزارة الدفاع, كما انتشرت المدرعات في محيط دار الرئاسة لتأمين منزل الرئيس عبدربه منصور والمنشآت المهمة ومنها البنك المركزي ومطار صنعاء الدولي, وأن مدرعات عسكرية وصلت إلي مجمع وزارة الدفاع من أجل تأمين المنطقة, وينفذ الجنود عمليات تمشيط في المجمع العسكري الضخم الواقع بالقرب من الوسط التاريخي للعاصمة اليمنية ومداخل ومخارج الطرق المؤدية إلي الوزارة بحثا عن عناصر مسلحة تكون قد شاركت بصورة أو أخري في عملية التفجير والاشتباكات التي وقعت, ونتشرت قوات الجيش والحرس الرئاسي في شوارع صنعاء.
وكشف مصدر عسكري عن أن قوات الأمن تمكنت من إبطال سيارة مفخخة جديدة تم الكشف عن وجودها قرب وزارة الدفاع بعد دقائق من الهجوم الذي استهدف البوابة الغربية للوزارة, لافتا النظر إلي أن سيارة أخري تمكنت من الفرار بعد الاشتباكات عند البوابة, ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم.
ومن جهتهم, أكد جنود جرحي لـ'فرانس برس' أن سلسلة انفجارات وقعت داخل المباني التي سيطر عليها المسلحون قبل أن تستعيد الشرطة العسكرية وقوات أخري تابعة لوزارة الدفاع السيطرة علي المكان, وذكر أحد الجنود أن الجيش قصف بيتا قريبا في صنعاء القديمة استخدمه مسلحون لاستهداف مجمع وزارة الدفاع.
ويأتي الانفجار في وقت يشهد اليمن تأزما في سير الحوار الوطني المعلق- بسبب انسحاب نسبة كبيرة من ممثلي الحراك الجنوبي بسبب الخلاف حول عدد الأقاليم في النظام الاتحادي الذي تم الاتفاق علي اعتماده في اليمن- الذي يفترض أن يسهم في إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول إلي دستور جديد وشكل جديد للدولة الحوار.