وإلي نص الحوار..
ما رؤيتكم للمشهد الراهن بمصر؟
المشهد الحالي في مصر عبارة عن اضطراب موجود في كافة ميادين الحياة, هذا الاضطراب لا يخشي منه حقيقة, لأنه دائما ما تعقب الثورات اضطرابات, والتاريخ سجل ذلك سابقا,وتلك الاضطرابات إن شاء الله إلي نهاية, وستكون بداية لحياة ديمقراطية سليمة في مصر.
لماذا كانت جامعة الأزهر الأكثر حظا من التظاهرات والاحتجاجات؟
هي احتجاجات وتظاهرات, مثل بقية التظاهرات بالجامعات الأخري تصدرها أناس يريدون إفساد العملية التعليمية وضياع العام الدراسي علي الطلاب الملتزمين. لأنه ليست هناك جامعة في حجم وانتشار جامعة الأزهر كان لها الحظ الأوفر, أضف إلي ذلك أن هناك حقدا وحسدا للأزهر وجامعته من قبل الكارهين له والمتربصين به, فجامعة الأزهر أقدم وأعرق وأكبر جامعة علي مستوي العالم, فلا يستغرب من أعدائها ممن يكرهون الوسطية والاعتدال أن يكنوا لها هذا الحقد ويسخروا جنودا لهم أملا في النيل منها, ولكن هيهات أن يتحقق لهم هذا.
رغم تواصل الاحتجاجات والدعوات للإضراب من أول يوم, فضلا عن اقتحام المبني الإداري.. لماذا أصرت علي عدم تعليق الدراسة؟
رفضت أن أعلق الدراسة وإغلاق المدينة الجامعية لان الغالبية العظمي من الطلاب لا ذنب لهم.. فما ذنب من غادروا بلادهم ومحافظاتهم وأسرهم من أجل الدراسة والعلم. فقد حرصت علي استمرار الدراسة لأنني لا أريد أن أظلم الذين انتظموا أولا, علاوة علي أن الذين يتظاهرون هم قلة مهما كثر عددهم فهم لا يمثلون نسبة تذكر أمام أقرانهم الملتزمين.
برايك..لماذا تغير سلوك طالب الأزهر إلي العنف وثقافة التخريب في حين أنه المفترض أن يكون الأكثر هدوءا وتعقلا لما يدرسه من علوم شرعية؟
يسألون هم عن ذلك, فهذا الذي طرأ علي ثقافة طالب الأزهرمن العنف والتطاول والتخريب الذي طال الطالبات قبل الطلاب أمر جديد لم أعهده في طالب الأزهرمن قبل علي الإطلاق, ولا أظن أن الذي قام بهذا السلوكيات استفاد مما درسه بجامعة الأزهر في شيء.
كثيرا ما كنت تري أن المتظاهرين معظمهم لا فكر له ولا توجه, لكنه انساق وراء آخرين اتباعا وليس اقتناعا؟ وفي المقابل نجد أحكاما قضائية تصدر بحق هؤلاء.. هل تري أن ذلك هو السبيل الأمثل للتعامل معهم؟
الحوار والنقاش وتصحيح الفكر هو الأولي والأجدي بلا شك, لذلك طالبت عمداء الكليات بأن يركزوا في المحاضرات علي تصحيح فكر أبنائنا وبناتنا الذين حادوا, وأن يخصص جزء من المحاضرة لذلك, وهذا إلزام ألزمنا به أنفسنا داخل مجلس الجامعة, لكن هناك من يتقبل وهناك من لا يتقبل, ودائما ما نرجو من الطلاب الالتزام والتركيز علي ما ينفعهم, فإذا تفهم الطالب فبها ونعمت,. وإلا فيحال إلي مجالس تأديب,وإذا بالغ في تجاوزه تم تصعيد الأمر بحسب هذا التجاوز.
في مطلع العام الدراسي كنت ضد الضبطية القضائية للأمن المدني, وقبلها أيدت خروج الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية, ولكن بعد التطورات والاقتحامات الأخيرة التي طالت جامعة الأزهر, هل تغيرت لديك تلك القناعة, أم لا, وما موقفك من دعوة نادي تدريس جامعة الأزهر لعودة الحرس من جديد؟
دعني أوضح أولا أنني لم اطالب بإدخال الشرطة إلا عندما وجدت الخراب والدمار بمبني الإدارة تجاوز الحدود حتي رأينا الخرطوش داخل الجامعة, ولدينا ما لا يقل عن5000 موظف, معظمهم من السيدات, لذلك كان لابد من استدعاء الشرطة, فاستدعاء الشرطة كان لضرورة فقط, وليس تمهيدا للمطالبة بعودة الحرس كما ادعي البعض. لكنني مازلت لا أؤيد وجود الحرس الجامعي داخل الجامعة.
بعد عامين من وجوده بالجامعة..هل تعتقد أن الأمن المدني قادر علي تأمين الجامعات؟
بكل أسف, الأمن المدني غير قادر علي تأمين الجامعات, ولن يكون قادرا علي الإطلاق, حيث ثبت من خلال الفترة الماضية عجزه عن القيام بهذه المهمة, لذلك علي الدولة أن تراجع نفسها وتبحث عن حلول وبدائل فعالة للحفاظ علي العملية التعليمية بالجامعة. وليس ذلك معناه المطالبة بعودة الحرس.
لماذا أقدم مجلس الجامعة علي قرار حظر التظاهر بداخها والجامعة لا تملك آليات تفعيل هذا القرار؟
كانت رؤية من مجلس الجامعة لإيقاف المظاهرات بحرم الجامعة, حرصا علي مصلحة الطلاب المنتظمين وانتظام الدراسة والامتحانات المقبلة, لاسيما بعد اقتحام طالبات كلية الدراسات الإسلامية مكتب العميدة, فكان واجبا علي الجامعة ان تتخذ مثل هذا القرار حتي تخلي مسئوليتها عما يحدث من عنف وفوضي..رغم أن هذا القرار تم خرقه ولم توقف المظاهرات بالفعل.. لكن هذا الخرق يعود إلي الدولة التي حملناها مسئولية تنفيذه, فنحن دورنا تقديم المطلب الذي نراه ضروريا لضبط العملية التعليمية, وعلي الدولة التنفيذ بما تراه مناسبا, لكن بكل أسف الدولة تخلت ولم تتعاون معنا في تنفيذ هذا القرار إلي الآن.
هل معني ذلك انكم تخليتم عن قرار حظر التظاهر بالجامعة؟
لا, فهو قرار مجلس جامعة لا يجوز إلغاؤه إلا بقرار مماثل, ونحن مصرون علي تنفيذه, بحسب إمكاناتنا, وفي ضوء ما نتثبت منه حتي لا يظلم أحد.
هل أنت قلق من تعطيل امتحانات الفصل الدراسي الأول..وهل يمكن أن تلجأ الجامعة للتأجيل خشية الإضراب ؟
لا يراودنا أي قلق من قدوم الامتحانات, وهي في موعدها بلا تأجيل, ونحن نستعد الآن استعدادا كاملا للحفاظ علي العملية التعليمية وسريان الامتحانات في أفضل صورة. وسنتخذ جميع الإجراءات التي تعيننا علي ذلك, وسلاحنا الأول في ذلك هو الطالب الملتزم نفسه, فالغالبية العظمي من الطلاب يريدون الاستقرار, وأداء الامتحانات بلا تعطيل أو تشويش وسنحقق لهم ذلك بإذن الله.
بحكم تخصصك الفقهي.. ما حكم الإضراب عن الامتحانات؟
الإضراب عن الامتحانات وكذلك عن الدراسة, لا يجوز, بل الشريعة تجرم الإضراب عن الدراسة لأن هذا تعطيل لأساس من أسس بناء الدولة وهو العملية التعليمية, لذا فالمضربون والداعون إلي الإضراب كلهم في الإثم سواء.
وما موقف الجامعة من المضربين عن الامتحانات إن تم ذلك؟
سيحاسبون وفق قواعد ولوائح الجامعة, فمن يحضر سيحسب له ذلك, ومن يتخلف سيحسب عليه ويعد راسبا, فقرارنا في ذلك واضح لا لبس فيه.
بشكل عام..هل نالت دعوات الإضراب وتعطيل الدراسة من جامعة الأزهر؟
لا, فتلك الدعوات فشلت فشلا ذريعا ومن يشك في ذلك عليه أن يأتي إلينا فجأة في قاعات الدراسة ويشاهد ذلك بنفسه, ليطمئن إلي ما نقوله. وبتقارير من عمداء كليات مدينة نصر, وهي أكبر مكان للتظاهرات, أكدوا أن الدراسة منتظمة بكل الكليات وليس هناك ما يمكن أن نطلق عليه بالإضراب لأن نسبة الانتظام في الدراسة بحسب تقارير العمداء تصل إلي90%.
إنشاء فرع للجامعة بجنوب سيناء ما الهدف منه الآن خاصة في ظل أزمات الجامعة وضآلة ميزانيتها؟
لأن هذه المناطق كانت مهملة من قبل, ودفعت مصر ضريبة ذلك من ظهور التطرف وشيوع ما يخالف الوسطية والاعتدال, فأردنا أن نكون بين هؤلاء الناس لنعيد ميزان الوسطية والاعتدال وأن نصحح الأوضاع الفكرية بتلك المناطق, وهذا جزء من دور ورسالة الأزهر لخدمة أبناء هذه المناطق من البنات والبنين, ولا ننسي أن الجميع يعتبر الأزهر هو الملاذ الآمن له في وقت الشدة. لذا فنحن نعلن من خلالكم استعدادنا لإنشاء كليات للجامعة بشمال سيناء إذا استطاع الشمال أن يقدم ما قدمه الجنوب من استعدادات وإمكانات.