.. يخطئ من يعتقد أن إسرائيل بريئة تماما مما يحدث في سوريا.. فالمحقق أن هذه الدولة تقف وراء كل مصائب الشرق العربي, بل ودول المنطقة العربية قاطبة!!
وما يدهشني أن كل التحليلات إلا قليلا تستثني هذه الدولة وكأنها تحولت فجأة بردا وسلاما علينا, مع أن كل كبيرة وصغيرة تحدث في منطقتنا العربية لا تحدث إلا بإيعاز منها.
وفي الواقع فإن سوريا تقف لها بالمرصاد.. وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان ولا تريد الجلاء عنها.. ناهيك عن أنها الدولة العربية الوحيدة التي لها صلة أكيدة بإيران... والأخيرة تمثل بطموحاتها النووية حشرة سوداء بالنسبة لإسرائيل.. ناهيك عن أن جيش سوريا العربي لولا تنسيقه مع مصر لما حدثت انتصارات أكتوبر علي الاقل بالصورة التي حدثت بها وتبعث حتي اليوم علي الفخار! ولهذه الأسباب مجتمعة كان لزاما أن تحكم إسرائيل علي سوريا العربية بالإعدام.. ولذلك عندما قالت روسيا إن هناك دولا تعرقل مسيرة جنيف2, كان من بين من تعنيهم روسيا إسرائيل التي لا تضمر الخير لأية دولة عربية خصوصا سوريا.. فضلا عن أن إسرائيل تحلم بأن تبدأ في منطقة الشرق الاوسط الحقبة الإسرائيلية.. وهذا الحلم لن يتحقق إلا بالقضاء علي الحلم الإيراني الذي تدعمه سوريا.. وبالتالي وجب من وجهة نظر إسرائيلية القضاء علي سوريا.. ومن هذا المنطلق لم تدخر إسرائيل وسعا إلا وتقدم الدعم اللوجستي لإشعال الفتن في سوريا حتي لا تهدأ, ولا تلتفت إلي إيران حليفتها العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط!!
إننا في الواقع أمام سيناريو إسرائيلي خصوصا بعد أن خرجت العراق من المعادلة العربية, وبعد أن إنشغلت مصر بالداخل وإعادة ترتيب بيتها, وبعد أن وظفت إسرائيل الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن واليوم في سوريا لدعم طموحاتها الاستيطانية.. لم يعد أمامنا سوي السيناريو الإسرائيلي الذي تحدث عنه شيمون بيريز في صورة الشرق الأوسط الجديد.. عندما بشرنا بالثالوث الجهنمي الذي يتكون منه العقل الإسرائيلي والنفط الخليجي, والأيدي العاملة المصرية الرخيصة!! وذهب إلي أن إسرائيل من حقها أن تحكم المنطقة العربية وأن يسيطر العقل الاسرائيلي عليها والنتيجة مضمونة في هذه المسألة!, ولكن وإحقاقا للحق لا توجد غير سوريا العربية التي تقف في وجه هذا المخطط الإسرائيلي بعد أن خرجت مصر مبارك من معادلة الصمود والتحدي.. ولهذا السبب وجدنا إسرائيل تفرك يديها من فرط السعادة عندما يصدر من الكونجرس الأمريكي قرار محاسبة سوريا الذي يتضمن حظر الطيران السوري في مناطق بعينها.. وعندما تمنع الدبلوماسيين السوريين من التجول أو إيداع وسحب أموال..
باختصار كانت إسرائيل تشعل نيران الأزمات بين سوريا من ناحية وأمريكا من ناحية أخري.. وبحسب قول إحدي الصحف الفرنسية: كانت إسرائيل تخطط وأمريكا تنفذ.! واليوم تحاول إسرائيل أن تحول دون انعقاد مؤتمر جنيف2, وتروج أن نظام بشار الأسد سيذهب إلي هناك لتسليم السلطة.! وهذا بالطبع لن يحدث.. فصناديق الاقتراع وليست إسرائيل هي الحكم, والأسد باق حتي يقرر الشعب السوري مصيره في العام المقبل أو بعد المقبل.. لكنها إسرائيل التي تروج الشائعات التي تمسك بها المعارضة وتصدقها وكأنها حقائق!
والمؤلم أن من يدفع الثمن غالبا هو الشعب العربي السوري من حياته, ومن دمه الذي يسفك كل يوم برصاص المعارضة المسلمة والنظام الذي يضطر أن يدافع عن نفسه ووجوده!
وباختصار فإن إسرائيل لا تضمر لسوريا سوي الشر, وأمنيتها أن يكون الشعب السوري ليس بأكثر حظا من الشعب العراقي الذي وعد جورج دبليو بوش بأنه سيكون واحة للديمقراطية, فإذا به يسقط منه يوميا العشرات.. وليس تجنيا أن نقول إن هذا هو مصير الشعب السوري علي الأقل في المرحلة الإسرائيلية. ومن ثم علي المعارضة المسلمة السورية أن تغلب المصلحة العامة علي المصالح الضيقة الشخصية, وأن تنتهز فرصة مؤتمر جنيف2 علي أنه الفرصة الأخيرة مثلها مثل النظام السوري الذي أبدي استعداده للذهاب والجلوس مع كل وطني غيور يريد الخير لبلده ولشعبه.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |