تغير العالم من حولنا سنوات طويلة بسبب تطويره المستمر لانظمته التعليمية وجودتها ومازلنا نعيش عصور الظلام بسبب تاخرنا الشديد في اصلاح انظمتنا التعليمية التي تتدهور عاما بعد عام.
والاغرب اننا لا نشعر بذلك سواء المجتمع او المسئولون وتمسكنا بالحالة التي نعيشها من الجهل وعدم المعرفة وفقدان التعامل مع التكنولوجيا التي اصبحت عناصر اساسية في التعليم اسلوب التعلم والذي وضح بشكل كبير في المناقشات والحوارات والدراسات العلمية التي فرضت نفسها علي جلسات المؤتمر العالمي للتعليم المفتوح الذي عقد بالكويت واستمر لمدة3 ايام ونظمته الجامعة العربية المفتوحة وتقدم بها علماء واساتذة جامعات وخبراء في التعليم والتكنولوجيا الحديثة من ممثلي عدد من المؤسسات التعليمية من دول مختلفة.
ما زالت الدول المتاخرة في انظمتها التعليمية تستخدم السبورة العادية والتاشير والكتاب الورقي والكتابة في الكراسة الورقية وغيرها من الوسائل التي انتهت من العالم منذ سنوات طويلة واستبدلت بالسبورة الذكية والالكترونية و التابلت والكمبيوتر وتعليم عن بعد يستخدم الانترنت فائق السرعة والمتوافر بدون مقابل وكتب الكترونية واتصال مباشر ومفتوح بين المعلم والمتعلم علي مدي اليوم وسهولة ويسر في الدخول الي المعلومات المتوفرة بغزارة في المكتبات داخل المؤسسات التعليمية والعالمية وحرية المعرفة وتبادل الاراء والحوارات وإعداد الابحاث التي يتعود عليها التلميذ من يومه الاول في المدرسة حتي تخرجه في الجامعة.
وخلال الجلسات الطويلة والمناقشات العديدة اكد وزير التعليم العالي الدكتور نايف فلاح الحجرف في كلمة القاها نيابة عن راعي المؤتمر الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت إن مجتمعاتنا العربية تواجه تحديات هائلة في شتي المجالات وخاصة في قطاع التعليم الذي يشكل أحد الأسس المهمة في إعـــداد الأجيـــال التي تتحمل مسئولية البناء الحضاري, ومسئولية الإبــداع في شتي الميـادين التي تحقق التطور والتنمية الشــاملة بلادنا. وهذا ما يتطلب اعطاء الأولوية لهذا القطاع من منظور استراتيجي تحدد بدقة رؤيته ورسالته وأهدافه وان جميع مؤسسات المجتمع وخاصة الأكاديمية مطالبة بالعمـل والتعاون علي تهيئة بيئة متطورة لإحداث نقلة نوعية في مجالات التعلم والتعليم, وتنمية القدرات والمهارات الضرورية لإحداث هذه النقلة أو الطفرة الحضـارية في ظل التقـــدم التكنولوجي السريع وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, وفي مجـــال بناء مجتمع المعرفة واكد أهمية ربط المنهج التعليمــي بالتقنيات التكنـولوجية الحديثــة وتطبيقاتها المتطورة لايصال المعرفة لكل أبناء المجتمع.
وأوضحت رئيس الجامعة العربية المفتوحة الدكتورة موضي عبد العزيز الحمود ان الجامعة تضم الآلاف من الطلبة العرب في فروعها الثمانية في البلاد العربية المختلفــة, في تخصصات يطلبها المجتمع العربي سواء علي مستوي الدراسات الجامعية الأولي, أو مستوي الدراسات العليا الماجستير مع أحد أرقي الجامعات والأكثر عراقة في التعليم المفتوح في العالم وهي الجامعة المفتوحة في بريطاني وتمزج بين المحاضرات المباشرة والتعليم المفتوح, لمقابلة متطلبات الاعتماد المحلي في معظم دولنا العربية, وأثبتت الجامعة مكانها ومكانتها في الساحة العلمية, حيث يتيح هذا النموذج فرص التعليم العالي ذي الجودة العالمية الرفيعة ممن لم تمكنهم ظروفهم العملية أو المادية والتزاماتهم الأسرية من الانتظام في التعليم الجامعي التقليدي في الجامعات الحكومية أو الخاصة.
وقال الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاسبق وعضو مجلس امناء الجامعة انه اصبح هناك اتجاهات حديثة في التعليم ترتبط باسلوب التعلم الذي يتطلب مساعدة الطلاب علي تطوير المهارات اللازمة للعيش والعمل بنجاح ودعم المعلمين لتحسين الخبرات باستخدام التكنولوجيا الحديثة من المعلومات والاتصال وخدمات الانترنت ودمجها في التدريب المهني والتعليم المستمر والتعلم بالاجهزة المحمولة والعمل علي سد الهوة الرقمية حيث اننا مقبلون علي زمن جديد يحمل افاقا جديدة من الصحوة المعرفية لمواجهة تحديات المستقبل.
واكد الدكتور عبد الحي عبيد رئيس فرع الجامعة بالقاهرة ان فكر الانظمة التعليمية في العالم تغير بشكل كبير وهناك جامعات دولية كبيرة تضم ملايين من الطلاب الدارسين للتعليم عن بعد يستخدم فيه التكنولوجيا الحديثة من كمبيوتر وتابلت وفيدو وانترنت وموبايل فائق السرعة بدلا من شكل ومضمون التعلم ولم يعد التعليم المباشر يعتمد علي برامج ووسائل التعليم التقليدية وارتباط المعلم بالمتعلم في اي مكان بالاتصال المباشر وغير المباشر بالاضافة الي الاهتمام بمخرجات التعليم لمساعدة الطالب لاندماج بسرعة في سوق العمل.
واشار الدكتور محمد رافت محمود أمين ممساعد اتحاد الجامعات العربية الي معايير الجودة والاعتماد للجامعات وبرامج التعليم المفتوح والتعليم عن بعد مؤكدا ضرورة الاهتمام بتنفيذ هذه المعايير لتخريج نوعية متميزة من الدارسين للمجتمعات العربية باستخدام الوسائل الحديثة ولمزيد من المهارات القادرة علي اجادة المتعلم لنوعية العمل الذي يمارسه وتاهيل البرامج التعليمية لنظام الجودة واعتماد الشهادات العلمية.
وتناولت المناقشات والابحاث العلمية دروس الفيديو والتابلت التعليمية والفصول الافتراضية وتعزيز كفاءة المحادثة في اللغة الانجليزية واستخدام الكمبيوتر في مقررات تطوير الكتابة واستخدام شبكة المحمول في التعليم ومتطلبات موارد التعليم الجديدة ودور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في انظمة الادارة والتعليم والاتجاهات والتجارب الدولية في التعليم المفتوح وتقويم اداء الطلاب وضمان الجودة ودور المعلم في تعلم الطالب.