أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحب في الله ثمرة من ثمرات الذكر ولما كان الحب في الله أساساً لكل خير وتعاون على كل بر ، وإخلاصاً في كل شيء ، ووفاءً صافياًََ ، فإننا نسجل كلمة عن الحب في الله فنقول : الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين فأصبحوا بنعمته إخواناً ، والصلاة والسلام على رسوله محمد الذي ضرب للمؤمنين المثل الأعلى في الأخوة والوفاء ، حتى أن كان صحابي من صحابته الكرام كان يشعر بأنه أقرب الناس إلى الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وأحب الناس إلى قلبه العظيم.. يقول الإمام الغزالي رحمه الله : (( إن المحبة لله هي الغاية القصوى ، والذروة العليا من الدرجات ، فما بعد إدراك المحبة أمر إلا وهو ثمرة من ثمراتها ، وتابع من توابعها ، كالشوق والأنس والرضاء وأخواتها ، وما قبل المحبة مقام ، إلا وهو مقدمة من مقدماتها : كالتوبة والصبر والزهد وغيرها )).. وأما محبة الله تعالى فقد عز الإيمان بها ، ولا معنى لها إلا بالمواضبة على طاعة الله تعالى.. وقد ذهب كثير من العلماء إلى أن الحب لله تعالى ولرسوله صلي الله عليه وسلم فرض ، والحب يفسر بالطاعة ، فهي ثمرة له ، فلا بد أن يتقدم الحب ثم بعد ذلك يطيع من أحب.. والله تعالى يقول : صلي الله عليه وسلم قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله صلي الله عليه وسلم .. ويقول أيضا : صلي الله عليه وسلم والذين آمنوا أشد حبا لله صلي الله عليه وسلم .. والرسول صلي الله عليه وسلم يقول : (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا )).. وفي حديث آخر : (( لاَ يُؤْمِنُ العَبْدُ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )).. وفي معرض التهديد والإنكار على المؤمنين سلوكهم المخالفة للإيمان ، يبين الله عز وجل مكانة الحب لله ورسوله ، فيقول : صلي الله عليه وسلم(( يَاَ أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمُ وَإِخْوَانَكُمُ أَوْلِياَءً إِنْ اِسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمُ مِنْكُمُ فَأُلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونْ )) صلى الله عليه وسلم(( قُلِ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمُ وَأَبْنَاؤُكُمُ وَإِخْوَانُكُمُ وَأَزْوَاجُكُمُ وَعَشِيرَتُكُمُ وَأَمْوَالٌ اِقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنٌ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمُ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِي بِأَمْرِهِ اللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)) صلى الله عليه وسلم .. ومن ذلك تبين لنا أن أصل الحب هو لله عز وجل ، وحب الرسول صلي الله عليه وسلم هو من حب الله عز وجل ، كما يتبين لنا أن الحب الناشئ بين العبد والعبد ، إنما يقوم على أساس الحب في الله .. ولقد ورد في الحديث أخرجه البخاري في فضائل الصحابة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار : (( لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَبْغَضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ ، مَنْ أََحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ )).. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم : (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ )).. ومن هذا الحديث يتبين لنا أن الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا أحب المؤمن لأخيه ما يحبه لنفسه ، والمحبة في الله تمزج الأرواح ، وتقرب القلوب ، فلا يخفى عن مسامعنا تلك القصة الشهيرة التي تظهر كيف تحول هذا الحديث الشريف إلى واقع في الحياة من عرفوا الإسلام وطبقوه ، حيث أهدى إلى أحد المسلمين رأس شاة فإذا بهذا المسلم يقول : إن أخي فلان أحق بها مني ، ثم ذهب وأعطاها له ، وإذا بالثاني يقول : إن أخي فلاناً أحق بها مني ، وهكذا حتى إلى سبعة من المسلمين ، وعادت إلى الشخص الأول ، وكان كل واحد منهم يعبر عن محبته لأخيه بأن يؤثره على نفسه ، حتى دارت هذه الصدقة دورتها على سبعة من المسلمين ، وكل واحد منهم يؤثر الآخر على نفسه.. ثم القصة الثانية التي تبين لنا كيف يكون الحب للآخرين في حالة الموت ، حيث أقبل الساقي بشربة ماء إلى أحد الجرحى في غزوة من الغزوات ، فأشار إلى جريح آخر يؤثره بشربه الماء على نفسه ، وهكذا أخذ الساقي ينقل بين الجرحى حتى عاد إلى الأول ، فوجده قد فارق الحياة ، ثم إلى الثاني فوجده أيضاً قد فارق الحياة ، والثالث حتى آخرهم.. ولا تقتصر ثمرات المحبة في الله على خير في الدنيا فقط ، كأن يشعر المؤمن من تحليه بهذه الصفحة الجليلة بحلاوة الإيمان ، كما أخبر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءُ مَا يُحِبُّهُ إِلاَّ للهَ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ )).. هذا ولا تقتصر ثمرات الحب في الله على الخير الذي يناله العبد من الدنيا ، ولكن تكون أوضح ما يكون يوم القيامة ولقد وردة عدة أحاديث ، تبين فضل المتحابين في الله من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا يظل إلا ظله ، كما أنهم يكونون يوم القيامة على منابر من نور ، يغبطهم النبويين والصديقين والشهداء ، فترى في وجوههم يوم القيامة نوراً ، ولا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزنوا.. وأشهدكم الله أنّي أحبكم فيه