تلم يكد وزيرا خارجية ودفاع روسيا يعودان أدراجهما إلي موسكو بعد مباحثات تاريخية في العاصمة المصرية, حتي تداولت المصادر الروسية خبر طلب بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية لقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
ورغما عن تكتم موسكو الكشف عن تناول نتائج مباحثات القاهرة مع نيتانياهو, فان احدا لا يستطيع أن يجزم بنفي احتمالات ذلك, في توقيت مواكب لما تردد حول القاعدة العسكرية الروسية في مصر.
ولنبدأ هنا بالحديث عن الضجة التي تعالت أصداؤها إلي خارج حدود العقل والمنطق بشأن ما نسبته مصادر روسية الي سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية حول أن مباحثات القاهرة تناولت احتمالات انشاء قاعدة عسكرية روسية في مصر. ولم يكن المرء في حاجة الي بذل اي جهد من أجل إثبات مدي عبثية هذه التصريحات وتأكيد كذبها ناهيك عن نسبها الي دبلوماسي عتيد بوزن لافروف, علاوة علي تناقضها مع ابسط بديهيات السياسات الروسية وثوابتها التي طالما اعلنتها موسكو في اكثر من مناسبة. ولعل المتابع للوجود العسكري الروسي خارج الارض الروسية يستطيع ان يتذكر ما سبق واستهل به الرئيس بوتين سياسته الخارجية في اكتوبر2001 حين بادر باتخاذ قرار اغلاق القاعدتين الروسيتين اللتين كانتا موجودتين في كل من كوبا وفيتنام.وكانت موسكو تملك مركز لوردز للرقابة الالكترونية في كوبا, الي جانب قاعدة كامراني البحرية في فيتنام. اما عن القاعدة البحرية الروسية في سوريا فان الواقع يقول إنها لا تتعدي مركزا للامداد والتموين والصيانة في ميناء طرطوس, ولا ينص الاتفاق حولها علي اي وجود عسكري روسي علي الاراضي السورية!!. ونضيف أن موسكو لا تملك أي قواعد عسكرية خارج اراضيها عدا تلك القواعد المتفق بشانها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق في كل من طاجيكستان وقيرغيزيا الي جانب ما حصلت عليه من تسهيلات في كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بعد الاعلان رسميا عن انفصالهما عن جورجيا.
أما عن زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية لموسكو فقد اقتصر البيان الصادر عن الجهاز الصحفي للكرملين حول هذه الزيارة علي بضع كلمات تقول إن مباحثات جرت بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نيتانياهو الذي وصل الي روسيا في زيارة عمل قصيرة تناولت القضايا العالمية والاقليمية وكذلك آفاق تطوير العلاقات الثنائية.كما ان ما تداولته أجهزة الاعلام الروسية والاسرائيلية من انباء لم يتعد الاشارة الي ان الغرض الاول من الزيارة هو استيضاح موقف روسيا من مباحثات السداسية الدولية مع إيران في جنيف وما يمكن أن تتخذه موسكو من خطوات للضغط علي طهران وووقف برنامجها النووي. علي ان ذلك وحده لا يمكن ان يعكس ما كان يستهدفه رئيس الحكومة الاسرائيلية بطلب الزيارة وإن ظلت المسالة الايرانية القاسم المشترك لكل المباحثات الروسية الاسرائلية منذ تسعينيات القرن الماضي. ولم يكن نيتانياهو ليخفي ما تصبو اليه اسرائيل دوما وهو ضرورة الضغط علي ايران وعدم السماح لها بأي فرصة لامتلاك التكنولوجيا النووية, سلمية كانت او عسكرية فضلا عما قاله تعليقا علي اتفاق جنيف وتسميته له بـ الخطأ التاريخي وليس وثيقة تاريخية حسبما وصفتها الاطراف المشاركة في مباحثات جنيف!. وعلي الرغم من البداية المشجعة التي اراد نيتانياهو ان تكون مقدمة مناسبة لتلطيف الاجواء فلم تسفر مباحثاته مع بوتين عن تغيير في موقف اي من الجانبين. وكان نيتانياهو استهل حديثه في موسكو بإعرابه عن الشكر الجزيل للرئيس بوتين الذي اشاد بتفضله, ورغما عن مشاغله العديدة بتخصيص مساحة من وقته المزدحم لاستقباله والاستماع اليه, ولبحث القضايا التي يعلم انها تشغل بال ضيوفه. واضاف نيتانياهو انه لا يذيع سرا حين يقول ان اللقاء مع الرئيس بوتين والحديث اليه ليسا متعة وحسب, بل ودائما ما يعودان بالنفع والفائدة علي البلدين بما يتسمان به من صدق وشفافية, فيما وصف مثل هذه اللقاءات بانها تظل دوما لقاءات الاصدقاء. علي ان ما صدر من انباء حول نتائج مباحثات السداسية في جنيف يؤكد ما سبق وخلص اليه الجانبان الروسي والاسرائيلي بشان ملف البرنامج النووي الايراني حول تباين موقفيهما, وان موسكو تظل عند تاييدها لحق طهران في برنامجها السلمي النووي, في الوقت الذي لا احد يقول فيه انها ستكون سعيدة بظهور قوة نووية عسكرية علي تخوم حدودها الجنوبية, كما ان ما قاله سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية في ختام مباحثات جنيف يكشف عما سبق واطلع الرئيس بوتين عليه ضيفه الاسرائيلي, حيث اشار لافروف الي أن الاتفاق الاخير الذيتوصلت اليه السداسية الدولية مع ايران حول ملف برنامجها النووي, يستند الي أفكار الرئيس فلاديمير بوتين التي طرحها من منظور ثوابت السياسة الخارجية الروسية, التي سبق وحققت انتصارا تاريخيا أفرغ قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما حول توجيه ضربته العسكرية الي سوريا من محتواه, من خلال طرح الاقتراح الذي وافقت سوريا بموجبه علي تدمير ترسانتها من الاسلحة الكيماوية تحت رقابة دولية والانضمام الي معاهدة حظر الانتشار.
وكان لافروف قد تعجل الاشارة الي ان ما توصل اليه أطراف مباحثات جنيف حول الملف الايراني سيعود بالفائدة علي الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية وذلك من خلال انضمام ايران إلينا بالعمل البناء من أجل عقد جنيف2.
ومع ذلك ينبغي التوقف بالكثير من الاهتمام عند ما توصل اليه الجانبان الروسي والاسرائيلي من اتفاق يأتي استمرارا لما سبق وأعلناه عن تعاونهما المشترك في مجالات الفضاء والطاقة والطب والزراعة الي جانب التعاون العسكري, والارتقاء بمستوي التعاون التجاري والاقتصادي الي ما هو اكثر من الرقم الحالي ويتجاوز الثلاثة مليارات دولار. وقد نقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن بوتين ما قاله حول ان البلدين يتعاونان في مجال ريادة الفضاء, إلي جانب اشارته الي اطلاق صاروخ روسي في اول سبتمبر الماضي يحمل قمرا اسرائيليا الي المدار.
توقيع العضو : Adel Rehan |
# اللعبة أن نثير العوآطف نحونآ , وبعدهآ تؤمنون بنآ , فلآ مجآل للصدفة فالقوآنين تجبركم على الاختيآر !!! A d e l R e h a n || 2014 - 2015 || E L M A S R Y Y . C O M |